الخميس 2016-01-07 05:41:23 رأي
بالدليل.. "ثقافة القتل" في الجامعات السعودية

قبل انطلاق السيارة يضع الانتحاري على عينيه ورقة كتب عليها (ح و ر 72) في إشارة إلى الحور العين الـ72 اللواتي سيستقبلنه في الجنة بعد قليل.
استوقفني مقالاً للكاتب السعودي داود الشريان بعنوان "الانتحار والسؤال الصعب"-كانت تلك مقدمته، يحاول فيه الوصول الى سبب تجنيد الشباب(معظمهم سعوديون) الى حفلات الموت المروعة.
بداية.. العمليات الانتحارية التي تلقى ترحيبا ومباركة من علماء ودعاة الوهابية ردها بعض المؤرخون الى "شمشون" الفلسطيني المذكورة قصته في "الانجيل"، الا إن البعض قالوا "الكاميكازي" أثناء الحرب العالمية الثانية  (طيارون انتحاريون من اليابان يفجرون طائراتهم بتوجيهها إلى الأساطيل الأمريكية)، وبعدها "نمورالتاميل" في سيريلانكا، هي أساس تلك العمليات التي انتشرت في لبنان وفلسطين والعراق ، ومؤخراً في كل أنحاء العالم تحت ستار "الجهاد الاسلامي" ضد كل البشر..!
ذلك كله لا يهم الكاتب السعودي، همه إيصال فكرة أن الوهابية التي لم يسلم من أذاها بشر أو حجر في العالم هي أيضا ضحية عمليات إرهابية لم يُعرف سبب إقبال الشباب عليها، برأي الشريان.
وبلفتة بسيطة نقول للاقلام السعودية المخادعة للرأي العام الخليجي أولاً، والعالمي ثانياً، ألم تبحثوا في مكتبات ممالكم وإماراتكم عن كتاب يشرعن "العمليات الانتحارية"؟... إنه منتشر في مكتبات سعودية!
وقد استمد من فتاوى مشايخكم شرعنة "جهاد" تدعون له ليقتل الاطفال والنساء قبل قتل الرجال، أليست فتوى "التترس" هي من يحرك عواطفكم الملتهبة بالحقد على البشرية؟ (فتوى تجيز قتل الالاف اذا احتمى بينهم أحد المتهمين بشرعكم)..ثم أليس مؤلف كتاب ("الأعمال الفدائية": صورها وأحكامها الفقهية) هو السعودي سامي خالد عوض الحمود المجاز من جامعاتكم المرموقة(جامعة الملك سعود)، بارك في كتابه عملية "مسرح بيسلان" (2004)، التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 طفل روسي.
ولم يقتصر الكتاب المذكور الذي ملأ و آلاف الكتب مثله رفوف وأدراج المكتبات الخليجية والتي تبيح قتل البشر وتجنيد الشباب من مختلف بقاع الارض للغرض نفسه، "نسود البشرية بالدم"، وهذا المبدأ أحد أهم برتوكولات حكماء بني صهيون للسيطرة على حكم الارض، فتأمل يا رعاك الله.
الكتاب أيضاً، أفرد فصلا خاصا لكيفية تنفيذ العمليات الانتحارية الإرهابية ضد ما اسماه "الكفرة والمرتدين"..وشرح فيه أحكام قيام المرأة بتنفيذ تلك العمليات!
وللشريان..أيها التائه! العمليات التي تبحث عن سبب انتشارها، لا تحتاج منك مقالات وأبحاث هي بحاجة منك التنقل قليلاً في أسواق مملكتك حيث يباع الكتاب المذكور بلا قيد، والذي يتحدث عن ما يجعلك حيرانا، واتبع نفس الحيلة التي تلجأون لها سماها "العمليات الفدائية" مستندا إلى مئات الفتاوى والاجتهادات والآراء الفقهية، وضمَّن كتابه مسوغات لاستهداف المدنيين في الحروب، بمن فيهم الإعلاميون والإعلاميات!

على ذمة وسائل إعلامكم ادعت أنها اتصلت بمؤلف الكتاب ومسؤولي جامعة الملك سعود، الا أنها لم تلق جواباً وتهرب الجميع من الرد، طبعا هي بانتظار فتوى لأصحاب "اللحى الطويلة" ممثلي الوهابية، لإجازة تشريع ما ضمنه الكتاب، ألايكفيك هذا لتجد ما أرقك وأشغلك.. 
و"شهد شاهد من أهلك"، مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث منصور النقيدان قال إن الكتاب استند الى فقه دعاة هم -في حقيقتهم- دعاة على أبواب جهنم؛ من أجابهم: قذفوه فيها.

المواطن في دولة أوروبية قوية لا يخشى أن تقصفه طائرة، لأن دولته قوية، لا يخشى من قنبلة نووية، لأن دوله تحتكرها، لكن دولته لا تستطيع منع أي شخص من الواقفين حوله من أن يفجر نفسه في أي لحظة. هذا ما يجعل هذا النوع من القتل يثير الهلع.. نعم ذلك المواطن وليس فقط الاوروبي يحتاج منك أن تتبرأ إن كنت صادقاً من وهابيتك التي لم يعد العالم بحاجة لدليل ليثبت ضلوعها في كل الارهاب المنتشر في العالم .. المواطن بحاجة الى أن تعترف بأن وهابيتكم إنما جاءت لخدمة الصهيونية العالمية، وليس للاسلام أي صلة بما جرى ويجري..

وفي النهاية نعلم أن "القط لايفوت ذنبه" ولكن نحتاج منك ومن أمثالك إن كنتم صادقين، أن تقفوا وقفة تاريخية وتغيروا ما أبدعته يد الوهابية الحاقدة من مصطلحات الصقتها بالاسلام والمسلمين، فـ"ثقافة الموت" هي من بين الأشكال المتعددة للثقافات التي صارت ملازمة لكل مكان يسكنه المسلمون والعرب خاصة، والسبب أنكم "لم تعرفوا من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلارسمه"

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024