السبت 2016-01-16 02:53:49 أخبار الميدان
الجيش السوري يتقدم و يسيطر على مناطق جديدة في أرياف اللاذقية وحلب وحماه.. ومساعدات روسية لدير الزور

يواصل الجيش السوري تحقيق اختراقات ميدانية مهمة على الأرض، عبر عمليات القضم التدريجي لمناطق يسيطر المسلحون عليها، إذ سيطر على مناطق جديدة في أرياف اللاذقية وحلب وحماه، وهو ما يعطي قوة إضافية للوفد الحكومي السوري الذي سيشارك في مفاوضات جنيف في 25 كانون الثاني الحالي. في هذا الوقت، دخلت روسيا على خط تقديم مساعدات إنسانية لمناطق يحاصرها المسلحون، وأبرزها دير الزور، فيما كانت المحاولات لتخفيف المآسي الإنسانية في مضايا في ريف دمشق تتواصل، مع دخول عيادة متنقلة لمعالجة المرضى. وذكر الكرملين، في بيان، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور موسكو الاثنين المقبل، حيث سيعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن «مباحثات القمة الروسية ـ القطرية ستتركز على مواضيع عدة، أهمها زيادة التعاون بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والشؤون الإنسانية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وتعتبر قطر من أبرز الداعمين للمسلحين في سوريا، فيما تقوم روسيا بتقديم دعم عسكري للقوات السورية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن وزير الخارجية جون كيري سيسافر إلى زوريخ في 20 كانون الثاني لمناقشة قضايا سوريا وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أن يتوجه إلى دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي. كما سيقوم بزيارة السعودية في 23 الشهر الحالي لإجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين ووزراء خارجية من مجلس التعاون الخليجي.
وتوقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية من نيودلهي، أن يؤثر تصاعد الخلاف بين طهران والرياض على الوضع في سوريا. وقال «سيكون له تأثير سلبي على الوضع، فالسعوديون سيعمدون إلى زيادة الدعم العسكري والمادي الذي يقدمونه للإرهابيين في سوريا، وسيحولون بذلك دون نجاح مؤتمر جنيف».
وأشار إلى أن «الحكومة السورية لم تتلق قائمة بأسماء وفد المعارضة السورية، أو قائمة أخرى بالمجموعات الإرهابية»، موضحاً أن «دور الحكومة السورية هو تشكيل الوفد الممثل لها، ولا علاقة لها بتشكيل وفد المعارضة، إلا أنها تتوقع أنه إذا كان للوفد علاقات بالتنظيمات الإرهابية أن يعلن الانفصال عنها».
وقالت مصادر لـ «السفير» إن الجيش السوري واصل اختراق مناطق المجموعات المسلحة، على عدة جبهات متباعدة. وبعد أيام من سيطرته على بلدة سلمى الإستراتيجية في ريف اللاذقية، حقق أمس خرقاً جديداً في المنطقة، حيث بسط سيطرته على دويركة ورويسة النمر في ريف اللاذقية الشمالي.
وفي ريف حلب، تمكنت قوات الجيش السوري من فرض سيطرتها على ثلاث قرى جديدة في الريف الشرقي، هي العجوزية والملتفتة والعبوية، وذلك بعد يوم من سيطرته على قرية السريب، التي تساهم السيطرة عليها بتثبيت مواقع الجيش السوري في الريف الشرقي لحلب، وتأمين قواعد انطلاق العمليات العسكرية نحو مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم «داعش»، ومحيطها.
وبموازاة ذلك، تتابع قوات الجيش السوري تقدمها نحو مدينة تادف المحاذية للباب، حيث تسعى للسيطرة على جبل برطم الاستراتيجي، الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة تادف. وتكمن أهمية الجبل لكونه يشرف على تادف وبلدة أبو جبار وطريق منبج - دير حافر وطريق حلب ـ منبج، وتعني السيطرة عليه إطباق الحصار على بلدات ريف حلب الشرقي.
وعلى جبهة ريف حماه الجنوبي، اقتحم الجيش السوري قرية حر بنفسه الإستراتيجية، التي تفصل ريف حماه الجنوبي عن معاقل المسلحين في ريف حمص الشمالي.
وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي، أعلن مصدر عسكري سيطرة الجيش السوري على التلال المشرفة على مدينة القريتين التي يتحصن فيها مسلحو «داعش»، الأمر الذي من شأنه أن يخنق مسلحي التنظيم داخل المدينة.
وغداة إدخال دفعة ثانية من المساعدات إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، دخلت أمس عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر السوري لمعالجة حالات سوء التغذية.
وأوضح مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تمام محرز أن العيادة «عبارة عن حافلة مجهزة بسرير للفحص والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية الأولية من قبل طاقم طبي مؤلف من طبيب مختص وممرض».
وأشار محرز إلى أن المنظمة تعمل على تأسيس مركز طبي في بلدة بقين المحاذية لمضايا لتقديم الخدمات الطبية لسكان البلدة والمناطق المجاورة، موضحاً أن المركز في طور التجهيز لكن موعد افتتاحه لم يحدد بعد. ومن المقرر دخول فرق طبية جديدة إلى مضايا غداً وفق الأمم المتحدة. ويشكو أهالي الفوعة وكفريا من نقص المواد الطبية في المستشفى الوحيد الذي يعمل هناك.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهدف الجديد لقواتها في سوريا هو تقديم المساعدات الإنسانية، موضحة أن طائرة روسية من طراز «اليوشن» نقلت 22 طنا من المساعدات إلى منطقة قريبة من مدينة دير الزور السورية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرة شحن روسية، يرافقها عدد كبير من الطائرات الحربية، أسقطت مساعدات لعدة مناطق تسيطر عليها القوات السورية في المدينة التي يحاصرها تنظيم «داعش» منذ أكثر من عام. وأوضح أن ربع مليون شخص على الأقل يعيشون في أوضاع مزرية ويعانون من نقص الغذاء والدواء.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024