الثلاثاء 2015-06-09 14:00:38 رأي
معركة إدلب ... قاب قوسين أو أدنى

سقطت إدلب و بعض بلداتها ثم سقطت جسر الشغور ، سقوط كان له انعكاسات نفسية حادة على معنويات الشعب السوري ، لاسيما بعد انسحاب جنود الجيش السوري الذين كانوا محاصرين في المشفى الوطني ، انسحاباً غير متقن ، راح ضحيته معظمهم فيما بقي مصير الكثيرين مجهولاً حتى الآن .

معظم المراقبين للمشهد السوري حملوا روسيا و إيران مسؤولية عدم تحذير دمشق من تدهور الأوضاع شمالي البلاد ، لما تمتلكه من تكنولوجيا تجسسية واستطلاعية متطورة جداً ، و وجود الأسطول الروسي في المياه السورية ، الذي بإمكانه رصد تحركات المقاتلين المتدفقين من تركيا ، و معرفة أعدادهم و عتادهم ، وتصوير الوضع القتالي الهجومي، وتقديم كل تلك المعطيات لحكومة دمشق ، بغية اتخاذ تدابير تجنبها الهزيمة ، و الخسائر الكبيرة في صفوف عساكرها ، فهل تواطأت روسيا عمداً لتفضح أكاذيب واشنطن و حلفائها ، التي تظهر عكس ما تضمر ، في دعمها للإرهاب العالمي ؟

الدولة السورية مازالت قادرة على المواجهة ، و بحفاظ جيشها على رباطة جأشه استطاع خوض معارك ضارية ضد الإرهاب ، و تمكن من الصمود و إعادة السيطرة على بلدات (مرج الزهور و الزيادية وأعور و غزال و صراريف وسد زيزون ) في ريف إدلب ، و تعزيز الجيش السوري لمواقعه على الاوتستراد الدولي "أريحا – اللاذقية" ، و قتل العشرات من مسلحي جبهة النصرة في معارك كانت مبادرة الهجوم فيها من قبل الجيش السوري و الدفاع الوطني المساند له ، و هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن معركة حاسمة تدور في غرف العمليات ستتجسد قريباً في أرض المعركة ، فالمؤشرات العسكرية و الميدانية توحي بمواجهة وشيكة ، و ربما تغير في الخطط العسكرية ،أو القادة العسكريين ، و إعادة التكتيك بمستوى أعلى مما كانت عليه في الأشهر القليلة الماضية ، خشية أن يصل البل للذقن ، مع وصول صواريخ " جبهة النصرة و أخواتها " إلى محافظة اللاذقية .

تزامناً مع هذا التطور الميداني في الشمال ، انتشرت شائعات في وسائل إعلام ، عن إرسال إيران جنودا للقتال إلى جانب القوات السورية ، شائعات سرعان ما نفتها إيران ، مؤكدة أن سياستها تجاه سورية كانت واضحة منذ البداية ، واقتصرت على المساعدات الإنسانية والاستشارية ، ولم يتم بحث إرسال إيران لقوات مباشرة إلى أية دولة من دول المنطقة من قبل أصحاب القرار في طهران

". حزب الله " لا يخفي وجود مقاتلين له يدعمون الحليف السوري في حربه ضد الإرهاب ، بل يعتبر المعركة مصيرية ، و معركة وجود ،(نكون أو لا نكون ) ، و هذا أمر طبيعي ، مع شريك السلاح ، رفيق الحرب ضد العدو الصهيوني المشترك ، لكن الغريب هو انضمام فصيل لبناني جديد إلى المعركة ، وهو "الحزب الشيوعي اللبناني " ، في الوقت الذي لم يقم فيه " الحزب الشيوعي السوري " بدور يذكر في السنوات الخمس لهذه الحرب ، تشكيل الفصيل أكده لموقع "الجديد" عضو قيادي في الحزب الشيوعي الذي أكدّ أن المقاتلين موجودون في عدد من قرى البقاع الشمالي ، وهي خطوة جدية هدفها دفاعي عن القرى الحدودية في وجه الخطر التكفيري، مؤكداً أن الخطوة أتت بقرار مركزي ، دون اعطاء المزيد من الايضاحات. كل ما سبق ذكره ، يظهر انضمام فصائل جديدة للحرب ، واتساع رقعة الأراضي غير الآمنة ، و المسيطر عليها من قبل التنظيمات الإرهابية ، ما سيؤدي إلى نشوب نزاعات وحروب جديدة في المنطقة، لا يمكن لجيش بمفرده التصدي لها ، لذلك يجب تشكيل قوة إقليمية فعلية ، تحت غطاء دولي ، لإنهاء الحروب الحالية بأسرع وقت ممكن ، و القضاء على جميع أنواع الإرهاب و اشكاله .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024