الجمعة 2015-05-15 12:56:41 شباب في السياسة
داعش.. لماذا تدمر الآن؟
أرتال كبيرة من تنظيم داعش، ذلك التنظيم الإرهابي التكفيري، تتوجه إلى السيطرة على مدينة تدمر التاريخية ,فما هي حاجة هذا التنظيم الإرهابي من سيطرته على هذه المدينة؟ كما نعرف أن الطبيعة الجغرافية فيها هي طبيعة بادية صحراوية تجعل من الصعب الاستقرار والسكن فيها. فما هي حاجة "دولة" ناشئة كتلك التي ينشئها داعش لهذه المدينة، وهي لا تحوي ثروات إلا تاريخية بعد أن سيطر على منابع النفط فيها واستعاد الجيش العربي السوري جزء منها فإن محور المعارك يجب أن يكون هناك ,فما هي فائدة التنظيم هذا من ضم مدينة تاريخية له ؟ هي فكرة تدمير أسرار الماضي التي تتبع منذ مئات السنوات تلك الأسرار التي لطالما كشفت عبر الآثار المتروكة، وكشفت عن حقيقة وجود أيادٍ خفية كتلك التي تدعم داعش اليوم وتسيطر على منابر القوة والسياسة العالمية. لقد قام داعش مؤخراً بتدمير آثار بلد تاريخي أخر هو العراق مدعياً أنها أصنام وأنها حرام وغيره من الإدعاءات ..ولكن كلنا نعرف أنه لم يدمرها من أجل الدين فلماذا ؟ من وجهة نظر شخصية أجد أنه يقوم بهذا حتى لا يستطيع البشر متابعة اكتشاف الأسرار التي دفنها التاريخ والروايات التي كانت عند تلك الحضارات كقصة وجود القادمين من الفضاء المساعدين في تعمير الحضارة السومرية -الأنوناكي- التي تتشابه قصصهم بالقصص الدينية اليوم كسفر التكوين وقصة قابيل وهابيل وغيرها من القصص الدينية التي يكتشف المزيد عنها يوماً. عبر التاريخ وجد أشخاص ذوي قوة شريرة سيطروا على القرارات والمقدرات وكان سلاحهم المال والسلطة ,وهو ما يكشفه لنا اليوم عن الحقائق التاريخية تلك إن كانت محفوظة أو مكتوبة أو محفورة أو منقوشة ,وبسبب تطور وسائل الكشف وظهور أثار جديدة أرادوا تدمير ماضيهم فكانت مهمة طفلهم المدلل الجديد داعش بتدميره لآثار المنطقة التي سكن بها أجدادهم منذ آلاف السنوات وهجروها عند ما انتهت حقبة قوتها وقوتهم فيها ليسكنوا مناطق جديدة وينشئوا حضارات جديدة ويقوم تنظيم داعش بتدمير تلك الآثار عبر ساتر ديني أيضاً فيكونوا قد أصابوا عصفوران بحجر واحد ! إظهار الدين الإسلامي كدين رافض للحضارات والمتابعة بتشويه صورته عالمياً وتدمير تلك الآثار الثمينة التي أصبحت تشكل تهديداً كبير عليهم.. فها هو داعش اليوم على أبواب تلك المدينة التي حاربت أعظم إمبراطوريات التاريخ وشكلت قوة وحضارة لحقبة تاريخية قديمة ولكن لا نعلم عنها كل الحقائق كما يعلموا هم ,فأنقذوا تدمر قبل أن تنال نفس مصير المناطق الأثرية العراقية بالتدمير. لكن يبقى تساؤل واحد وهو أهم .. فلقد رأينا قدرة تنظيم داعش الكبيرة والرهيبة على فبركة مقاطع الفيديو والصور .. فهل هو يدمر تلك الآثار حقاً أم أنه يرسلها إليهم ويدمر آثار مستبدلة مقلدة عن الحقيقة ؟ لو أردت أن أخفي أسرار تاريخ جدي الجميل القديم ,فهل سأختار تدميرها وحرقها؟ أم أنني سأحتفظ بها لنفسي؟
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024