الأربعاء 2016-03-30 06:14:45 تحليل سياسي
الدولار الحقير!!

ما كان أي مواطن سوري يظن أن معظم حياته تدور حول الدولار؟!
ما كان أحد يعتقد أن علاقته مع الدولار وثيقة الصلة إلى هذا الحد؟!
منذ بداية الأزمة تحرك كثيرون بفعل «الدولار».. مسؤولون كبار «انشقوا» بالدولار.. حرّك الدولار مواقعهم وغيّر اتجاهاتهم، ورسم خطوطهم.. كثيرون نقلوا «القلم» من اتجاه إلى اتجاه.. وتحولت قصائد المدح إلى هجاء وكله بالدولار!!
معلقات «الدولار» شاهدناها في الأزمة على الفضائيات وفي الصحف وفي صفحات إلكترونية وصحائف التواصل الاجتماعي.
«الدولار» جزء من الأزمة لأن بعض من حمل السلاح وربما كثير منهم قرؤوا «نحن نثق بالله» لأول مرة على الدولار عندما أصبحت المعارضة معادلاً دولارياً لحمل السلاح!! أيضاً تلك الأسماء اللامعة في عالم المعارضة انتقلت من قراءة ماركس ولينين.. إلى متابعة الرفيق الأخ البغدادي وصحابته!! كل هذا كان الدولار جزءاً منه إن لم يكن معظمه ولن أبالغ وأقول كله!! الدولار الحقير أفسد حياتنا.
الآن.. المواطن السوري هنا يعيش على معزوفة الموسيقار الدولاري!! عادة أي تصريح لحاكم مصرف مركزي في أي بلد في العالم حتى ولو كان «تنزانيا» فإن هذا التصريح يعطي أثراً إيجابياً في سعر العملة المحلية.
لكن الذي يحدث لدينا أن كل التصريحات «والإجراءات» تعطي مفعولاً سلبياً.
العملة تتحرك على وقع الأحداث السياسية والعسكرية.. ولا أحد منا يجادل في أن المناخ السياسي أفضل كثيراً مما سبق وهو إلى حد كبير يعتبر مريحاً ومبشراً.. أما الأحداث العسكرية فإن استعادة تدمر من «داعش» تمثل «قوس النصر».
فعلى أي أساس لم ينخفض الدولار بذلك؟! كيف لا ينخفض الدولار بعد نجاحات واقعية سياسية وعسكرية ويريدون أن يقنعونا أنه يتأثر بصفحة فيسبوك: كيف استطاعوا أن يحققوا بحلبة الإلكترون ما لم يستطيعوا أن يحققوه بحلبة الميدان؟
إن أحد عوامل التأثير في العملة هو «الثقة» بالقائمين على السياسة النقدية، ومن المهم التعامل مع هذه «الثقة» بمزيد من الاهتمام لأنها على ما يبدو بحاجة إلى زيادة مؤثرة حيث تعيد الفرصة لليرة لتعبر عن نفسها بصوت أعلى.
التصريحات حول «الإجراءات» التي تتخذها الجهات النقدية «لتعزيز صمود الليرة» تكاد تشبه بعضها تماماً مثل جلسات التدخل التي لم يستفد منها السوق، وأثرى الكثيرون من خلالها.
إذا كان التجار والمضاربون وراء ارتفاع الدولار ووراء التلاعب بحياة الناس فلماذا لم نسمع أي محاكمة لأحد منهم.
أسئلة كلها تبقى بلا إجابات.. إلا أن الأسئلة الأصعب والأكثر إلحاحاً.. لماذا نحتفظ به؟!.. من يحتفظ به؟! من الحريص على الحفاظ عليه؟! أليس هناك بديل منه؟! طبعاً أقصد السيد الدولار؟!
أقوال:
• الكرماء ينقصهم المال والأغنياء ينقصهم الكرم.
• لا شيء أحلى من العسل سوى المال.
• لم يشنق أحد وفي جيبه مال.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024