تبين ان الخطة باء التي نفاها الأميركيون بداية وعادوا فأقروا بها مباشرة ومداورة عبر الإستجوابات التي حصلت لوزير الدفاع في لجنة السياسية والأمن في الكونغرس او عبر التسريبات التي جرت عبر الصحافة الأميركية نفسها عن الاف الأطنان من الذخائر والصواريخ التي جرى تسليمها للمسلحين سواء عبر تركيا او عبر الأردن ، ليتبين ان الخطة باء لا تقتصر على سوريا فحسب وانما تشمل المنطقة بأكملها ، من بينها نقل السيادة على جزر تيران وصنافير الى السيادة السعودية كمقدمة لإدخال السعودية لتصبح طرفا في اتفاقيات كامب ديفيد بما يسهل عليها عمليات التنسيق الجارية مع اسرائيل .
الفرع الثاني من الخطة باء هو ما تقوم به السعودية من محاولات مستميتة لنزع الشرعية عن المقاومة وحزب الله تمهيدا لخلق مبرر عالمي لضربه وقد نجحت حتى الآن في وصفه بالإرهاب ووضعه على لائحته في مؤتمري وزراء الداخلية والخارجية العرب وفي قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في اسطنبول ، لكنها فشلت في استصدار قرار من مجلس الأمن يضع حزب الله على لائحة الإرهاب بسبب الفيتو الروسي الصيني المشترك ، وهي ستستمر في محاولاتها لجر جزب الله الى حرب داخلية لبنانية بغية اجباره على سحب قواته من سوريا حتى ولو ادى ذلك الى خراب وتدمير لبنان وانتاج حرب اهلية جديدة .
الفرع الثالث من الخطة باء الأميركية هي استكمال العبث بالساحة العراقية ومحاولة انتاج "حزب سني" يواجه الحشد الشعبي ، وتشي المعلومات عن مفاوضات تجريها لأجل ذلك مع "داعش" ومع بقايا الصداميين وبعض القبائل السنية تحت عنوان " حماس العراق" مقابل حزب الله لبنان ومقابل الحشد الشعبي الذي تبذل محاولات مستميتة لعزله ومنعه من المشاركة في تحرير الأرض العراقية من داعش، لذلك وجهت انذارا لمن يعنيهم الأمر بأن المس بالرئاسات الثلاث هو بمثابة مس بالمصالح الأميركية وان ذلك سيدعوها للتدخل العسكري لحمايتهم باعتبارهم يمثلون هذا المصالح الأميركية .
الفرع الرابع من الخطة باء هو افشال اية مفاوضات في اليمن والإبقاء على الحرب هناك ما لم تكن نتيجة التسوية المطروحة لصالح السعودية بحيث يعود اليمن حديقة خلفية للسعودية بما يخدم الأمن الإسرائيلي في البحر الأحمر من خلال السيطرة على باب المندب ومنع مد النفوذ الإيراني اليه من خلال الحوثيين .
ليس من العبث ان تترافق سلسلة تطورات في آن مثل محاولة عزل حزب الله واسقاط الشرعية عنه ، مع تزويد المعارضة بانواع حديثة بالسلاح ، مع احباط اي اصلاح في العراق ، مع نقل السيادة على الجزر المصرية ، مع اعلان نتنياهو بأن ينسى الرئيس الأسد الجولان وعقد جلسة حكومية لأول مرة في الجولان المحتل ،ومحاولة افشال المفاوضات في اليمن ، ليس صدفة تزامن كل هؤلاء ؟؟.
المتوقع الآن ان تفشل المحادثات السياسية في جنيف نتيجة تشدد المعارضة التي ان لم يكن النتائج توصل الى تسلمها للسلطة فهي ستفشل المفاوضات بمزيد من الطرح المتشدد ، والمتوقع على ضوء ذلك مزيدا من التصعيد الميداني في سوريا على ضوء تسلم المعارضة نوعيات جديدة من السلاح يمكن ان تكون محققة للتوازن ان لم تستطع ان تكون كاسرة له ، وايضا المزيد من اعادة هندسة الساحة العراقية بما يتواءم مع الخطة ، والأخطر والأهم من كل ذلك محاولة احداث فتنة مذهبية في لبنان تؤدي الى حرب اهلية لإجبار حزب الله على الإنسحاب من سوريا ، والورقة الأخيرة تتمثل بعدوان اسرائيلي كبير على لبنان لضرب المقاومة ..