الثلاثاء 2016-04-19 16:04:17 منبر الإعلام
ضياع هوية المعارضة
ضياع هوية المعارضة

ظافر أحمد

هل الحرب في سورية هي التي تحقق أفضل أو أدنى الشروط «للعمل المعارض»؟ وهل من اللائق بحق «المعارضة» أن تقدّم نفسها من بوابة الحرب متكئة على خريطة التوزّع الميداني لـ«داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من تنظيمات إرهابية تعيث فساداً في الأرض السورية..؟

 

الحرب قرقعة سلاح وعنف وصراع وقتل وتدمير ودم ومقابر ومآسي..، والعمل المعارض متعارف عليه دولياً وإنسانياً بأنّه «عمل سياسي سلمي» فهل في الأنموذج السوري الراهن ما يتم تسويقه كـ«معارضة» هو معارضة؟.

 

مع التسليم الدولي بأنّ «داعش» و«جبهة النصرة» ذراعان لتنظيم القاعدة الإرهابي فإنّ الحقيقة التي لا تأخذ حقها في التسويق الإعلامي والسياسي هي أنّ «التنظيمات الإرهابية التي يوجد إجماع دولي على تصنيفها كأذرع للقاعدة، وتلك التي لا يوجد إجماع دولي على التصنيف ذاته والحاضرة على الأرض السورية هي الذراع العسكري لما يسميه حلف أميركا معارضة سورية»!.

 

الحرب في سورية كغيرها مشبعة بالسياسة، والطرف الذي يمثل الدولة السورية في هذه الحرب واضح في نهجه ومبادئه وحجمه وفي كل الإحداثيات التي لا تترك أي لبس في هويته السياسية..، ولكن أين هي هوية ما يسمى «المعارضة السورية» في معمعة هذه الحرب، وما منزلتها السياسية؟. وارتباطاً بالتسمية التي يتم تسويقها في الكثير من وسائل الإعلام وبيوت سياسة عالمية «قوات المعارضة السورية»، يمكن السؤال بعمق مطلوب: ما المواقع العسكرية التي تسيطر عليها «قوات معارضة سورية»؟ وأين الإحداثيات الميدانية والسياسية التي تتوافر فيها شروط تسمح بهذه التسمية؟!.

 

يتوزّع «داعش» و«جبهة النصرة» وألوية متحالفة ومتقاتلة النفوذ والسيطرة في مناطق من سورية «معظم الرقة- قسم من دير الزّور وحلب وإدلب- معظم المناطق الحدودية مع تركيا- أجزاء من الحدود مع لبنان والعراق والأردن..إلخ»، فأي مجهر سياسي يمكنه كشف «قوّات معارضة سورية» في تلك المساحات السّاخنة؟!.

 

إنّ كل تنظيم ضمن التنظيمات المتقاتلة فيما بينها أو مع غيرها في تلك المناطق يتشكل من متعددي الجنسيات، وحتى تلك التي يتم تسويقها على أنّها تنظيمات تتشكل من سوريين فهي مرهونة لقيادة متعددة الجنسيات وقيادة أنظمة خارجية.. ولا يمكن إغفال الارتباط الخارجي المعلن والرعاية الأميركية الصريحة لما يسمى «معارضة سورية معتدلة»، وهذه بطبيعة الحال تمارس العمل المعارض من البوابة الأميركية ـ التركية ـ الخليجية.. فماذا يبقى من سوريتها واعتدالها؟!.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024