الأربعاء 2016-04-20 09:10:24 تحليل سياسي
هل سقطت الهدنة في سورية.. وما هي البدائل؟
هل سقطت الهدنة في سورية.. وما هي البدائل؟

بعد أن كان خرق التنظيمات المسلحة للهدنة في سورية يقتصر على جبهة أو اثنتين، وعلى قذيفة هنا أو هناك، منذ إعلان مجلس الأمن الدولي في 27 شباط عام 2016 للقرار 2268، الخاص بوقف الأعمال القتالية في سورية، اتسع عدد الخروقات ليبلغ 5 جبهات هي حلب، إدلب، اللاذقية، حماة، ودمشق، وهو ما يؤكد بأنّ الهدنة باتت تعيش أيامها الأخيرة، وأن الجبهات ستفتح مجددًا قريبًا.

صمت دولي!!

ورغم اقتراب الاعتراف رسميًا ودوليًا بسقوط الهدنة السورية، فإنه من الضروري الإشارة هنا إلى حالة الصمت الغربي والإقليمي، التي تتزامن مع هذا الموضوع، وإذا استثنينا بعض التصريحات الصادرة عن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديمستورا، الذي يعول دائمًا على الحل السياسي في سورية وضرورة التمسك بالهدنة لإنجاح المفاوضات السياسية، فإننا نجد بأنّ جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين باتوا على قناعة بأنّ التعويل اليوم ليس على جنيف وإنما على الميدان، وأن جنيف ليس أكثر من فرصة لكسب الوقت بانتظار عودة المعارك مجددًا إلى الميدان.

الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنها بدأت فعليًا بالإستعداد لمرحلة ما بعد انهيار الهدنة في سورية، من خلال إرسالها أسلحة نوعية إلى فصائلها المقاتلة على الأرض، وهو ما جاء تأكيده على صفحات مجلة جينز البريطانية المتخصصة في الشؤون الدفاعية، والتي نشرت تسريبات تفيد بأنّ الإدارة الأمريكية أرسلت ثلاثة آلاف طن من الأسلحة المصنعة في رومانيا وبلغاريا وأوكرانيا إلى ميناء العقبة ومنها إلى التنظيمات المسلحة في سورية.

وتشير التسريبات الصحافية إلى أنّ الشحنات الأمريكية، تتضمن بدرجة أساسية بنادق آلية من نوع AK47 (كلاشينكوف)، وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات RBG7 الحديثة وذخائر.

من المستفيد؟!!

الأكيد بأنّ التنظيمات المسلحة في سورية استفادت بدرجة كبيرة من الأجواء التي هيئتها الهدنة، والتي جاءت في لحظة حرجة بالنسبة لهذه الفصائل، حيث كانت تتساقط حصونها الواحد تلو الأخر أمام تقدم الجيش السوري وتحديدًا على جبهة حلب، فجاءت الهدنة كفرصة مساعدة لهذه التنظيمات لإعادة تجهيزها وتحصين مواقعها بدرجة أكبر، والتزوّد بأسلحة نوعية، منها الصواريخ المضادة للطيران التي استخدمت لأول مرة في جبهة العيس الواقعة بريف حلب الجنوبي الغربي، من خلال إسقاط مقاتلة سورية من طراز سو 22 خلال أدائها لمهام استطلاعية في المنطقة، بواسطة صاروخ أرض – جو، وأسر طيارها.

كما وعاد الحديث عن ذات الصواريخ لكن على جبهة ثانية هذه المرة، في ريف اللاذقية الشمالي، من خلال عرض ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لأحد مقاتلي التنظيمات المسلحة، وهو يحمل على كتفه صاروخًا موجهًا مضادًا للطيران، وهو ما من شأنه أن يحدث في حال صحته نقلة نوعية في طبيعة المعارك الدائرة داخل الميدان.

ما هي الجبهات المرشحة للتصعيد؟

يبدو أنّ الجيش السوري حسم أمره بإطلاق معركته القادمة، من النقطة التي كانت توقفت فيها مع بدء سريان الهدنة، فالحديث حاليًا يدور عن استعدادات كبيرة من قبل الجيش لفتح ثلاث جبهات بوقتٍ واحدٍ في أرياف حلب الشمالية والشرقية والجنوبية الغربية، الهدف منها هو إنهاء الوجود المسلح في هذه المناطق وإكمال الطوق على المسلحين المتواجدين داخل المدينة، قبل تحريرها بالكامل وإغلاق الحدود السورية التركية، الأمر الذي يحمل أهمية كبيرة لجهة إيقاف تدفق المسلحين من الجانب التركي باتجاه الأراضي السورية. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ تحرير حلب يعتبر أمرًا ممهدًا للعمليات التي من المتوقع أن تنطلق بدورها في محافظتي دير الزور والرقة لاستعادتهما من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

العمليات العسكرية في حلب من المتوقع أن يسبقها استئناف الجيش لعملياته في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بهدف إغلاق الحدود السورية التركية على هذا المحور بعد تحرير ما تبقى من قرى تحت سيطرة المسلحين، والتي لا تتجاوز مساحتها 2% من مساحة الريف.

الميدان السوري حاليًا على موعدٍ مع تصعيدٍ جديد بالمواجهات العسكرية، تصعيد يسعى من خلاله كلا الجانبين إلى تحقيق نصر حاسم على الأرض استعدادًا لقطف ثماره في أي مباحثات سياسية قادمة.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024