الخميس 2015-06-11 04:19:07 رأي
مفتي سورية يدعو العالم إلى السلام

الإعلامية نغم كباس- خاص لسيريانديز سياسي

إنه لمن دواعي سروري، بل من حسن حظي، أن ألتقي خلال مسيرتي المهنية، برجل عظيم كسماحة مفتي الجمهورية العربية السورية، الشيخ / أحمد بدر الدين حسون / ، الذي عقد مؤتمراً صحفياً في موسكو، بدأه بتحميل الإعلاميين مسؤولية نقل الحقائق، دون تشويه أو تزوير. فإما أن يكون الإعلام صادقاً، نزيهاً، كنزاهة الأنبياء والرسل الذين كانوا أول إعلاميين، نقلوا الله إلى الإنسان بصدق و تقوى، أو يكونوا كاذبين كإبليس يجعل النار المحرقة مسعدة، ويجعل الحقائق تضيع، وهذا ما يحدث اليوم في العالم بدءاً من سوريا، فيستخدمون الإعلام كمنبر للإرهاب، والدين وسيلة لتدمير الشعوب، بحجة إقامة "خلافة إسلامية".

فهل في التاريخ وجدت هكذا خلافة؟ بالطبع لا، فالخلافة نسبت للإنسان، لذلك سميت خلافة أموية، عباسية، عثمانية ...الخ ، ولكن ليست خلافة منسوبة لدين أو مذهب أو طائفة. الأنبياء لم يؤسسوا دولة ولا خلافة، فالسيد المسيح مثلاً قال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، و ما لله لله". أي لم يتدخل في شؤون الدولة، بل أسس ديناً مبنياً على المحبة، ولو أنه أراد بناء دولة دينية لنشبت الحروب المقدسة التي يقتل فيها الإنسان أخاه باسم الله، وهذا ما لم يبشر به أحد من الأنبياء .

سماحة المفتي أكد على أنه جاء إلى الروس حاملاً في جعبته رسالة سلام، من أجل إيقاف شلال الدم، ولنقف صفاً واحداً في وجه التطرف الديني، ليس من خلال تهيئة جيش جرار، بل من أجل أن نفتح قلوبنا ونتحاور، من أجل أن نرمي السلاح. فالذي يأتي بالسيف يذهب بالعصا، والدين واحد وإن تعددت شرائعه، وهو خادم للإنسان وليس العكس .

فيما يخص المطرانين المخطوفين، عبر سماحة المفتي عن أسفه، بل ألمه العميق، لما حدث لأخويه مطراني حلب، حسب تعبيره. وأكد أنه منذ أسابيع التقى في دمشق، النائب العام السابق للولايات المتحدة /رمزي كلارك/، الذي قال : فيما يخص المطرانين المخطوفين "لدي معلومات مؤكدة أن أحد المطرانين ، تعرض لوعكة صحية، دخل على أثرها المستشفى، وعولج في أنقرة، حتى تعافى تماماً، ثم أعيد إلى الجهة الخاطفة". أما عن أسباب الخطف، والأسئلة الأخرى حول مصير المطرانين، نجدها في جعبة الحكومة التركية.

عن تاريخ "داعش"، تحدث سماحته قائلاً: "داعش" تنظيم بدأ في أفغانستان عندما أرادوا إسقاط الاتحاد السوفييتي، ونشروا أفكارا ألبسوها عباءة الدين، ودربوا الجيوش، وافتتحوا مدارس إسلامية لتعليم الفكر الوهابي، "داعش" عمره أكثر من خمسين سنة، وهو بدأ كمؤسسة فكرية لها قنوات تلفزيونية، تساهم في انتشارها، لها مدارسها، وجوامعها ، ودعاتها ، وبعد أن صُرِفَ عليها مليارات الدولارات، أصبح لها جناح مسلح، ثم قوات عسكرية بدعم مباشر من بعض الحكومات، والآن دولة إسلامية تمتد إلى ما لانهاية. دولة تطمس الحضارات، وتمحو التاريخ، تسرق الآثار، وتدمر المتاحف والكنائس، وتسعى إلى تغيير القيم والثقافة، لتنشئة جيل جديد بلا جذور أو تاريخ أو تراث .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024