الثلاثاء 2016-05-31 14:49:50 خاص سيريانديز
براءة اختراع

خاص- سيريانديز– سعاد سليمان
كان للمراهقين والاولاد الدور الهام في اشعال الشارع الحمصي بداية الازمة في سورية .. وقد قدمت لهم الجهات المدبرة والصانعة للمؤامرة على سورية المال والسلاح .. شرط أن يتظاهروا ويصرخوا : حرية ...
مجموعة من أصحاب بسطات بيع الخضار وغيرها ..  شباب تركوا مدارسهم بعد انهاء مرحلة التعليم الالزامي .. وأولئك الذين فشلوا في التعليم الصناعي فتسربوا إلى الشوارع لا عمل لهم ولا هم يحزنون ..لعبوا دون مسؤولية أو وعي دورهم في التخريب ...
يومها .. قال صناعي فقد معظم المتعاملين معه لأن مشغله في باب السباع لرجل عجوز :
أبو ... "ضب " أولادك من الشارع نريد أن نعمل ونعيش .. المظاهرات التي يصطنعوها أولادك ورفاقهم خربت الحي .. وأخافت التجار.. ومنعتنا من العمل  .
أجاب الرجل : أعطني خمسة آلاف كل يوم وأنا أعدك أن يترك أولادي الشارع والمظاهرات !!
مؤامرة أحيكت تحت اسم ثورة .. وأحسن حياكتها لتنجح في تخريب مجتمعنا وتدميره ..
ما أعاد ذكرى الأمس المؤلم ما حصل في طرطوس قبل أسبوع من تفجيرات قتلت طلاب المدارس والجامعات تحت اسم استهداف أركان النظام  كما قالت صفحاتهم وأبواقهم !!!
في طرطوس  الخالية من الامية وفي محافظة المثقفين والمتعلمين هذه .. ظاهرة فريدة .. إذ   تعتمد معظم الاسر في تعليم أولادها على الدروس الخصوصية في معاهد تكاثرت في ظل ظروف سيئة من غياب للمسؤولين عن التربية والتعليم وازدياد اعداد العاطلين عن العمل سوى اقتناص الفرص ..
دكان صغير تحول إلى معهد تعليمي .. ضم عدة كراسي بلاستيكية وطاولة أو أكثر مفتوح على شارع تجد تلاميذ يترأسهم معلم أو معلمة , تشرف على حل وظائفهم وتقوم بالتسميع لهم درسا توجب عليهم حفظه غيبا وفي يدها الموبايل الذي لا يهدأ عن الرنين ..
صور عديدة لمعاهد تعليمية مضحكة مبكية منتشرة في المدينة والريف .. دون موافقات أو تراخيص , ودون إشراف رسمي .
مدرس لمادة الرياضيات يقوم بالثأر من كل طالب لا يأخذ دروسا خصوصية عنده في البيت وذلك بانقاص علامته في الامتحان  في محاولة لإثبات دوره الهام في التعليم الخصوصي .
في ظل هذه الفوضى التي نعيش كثر المتسلقون ونمت الطحالب والطفيليون والطفيليات وما تزال مديرية التربية في سباتها وقد تكاثر عدد المدرسين والمدرسات الذين لا عمل لهم في المدارس الا استقطاب الطلاب إلى دروس خصوصية و افتعال المشاكل لإملاء وقتهم الفارغ .. أو شرب المتة إذا وجدوا كرسيا فارغا يجلسون عليه في دوامهم الطويل دون عمل .. ففي كل مدرسة فائض من الكادر التدريسي يصل للمئة أحيانا .. يكشون البعوض المتكاثر من قلة الرش ..
في كل بيت طفل بحاجة لاهتمام ورعاية من عملوا على ايجاده في هذه الدنيا عن سابق تصميم واصرار أو صدفة !! .. هم المستقبل شئنا أم أبينا ...
أعرف سيدة أمية لا تعرف القراءة و الكتابة ربت أطفالها وكانت المعلمة لهم إذ كانت تدعي المعرفة وهي تستمع لطفلها فتمسك الكتاب وتستمع فإذا تأتأ أعادته له ليعيد الحفظ .. ولتعيد الاستماع إليه تعطيه فرصة وتعطي لنفسها براءة الاختراع في ظل الحاجة لاختراع .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024