الخميس 2016-07-14 14:41:58 منبر الإعلام
الرئيس الأسد لمحطة ان بي سي الأميركية: الشعب السوري وحده من يحدد رئيسه.. المسؤولون الأميركيون يقولون شيئا ويخفون نواياهم خلف الأقنعة.. السياسة الروسية لا تستند إلى عقد الصفقات بل إلى القيم

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الشعب السوري وحده من يحدد من يكون الرئيس ومتى يصبح رئيسا ومتى يرحل.0

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع محطة ان بي سي الأميركية إن مشكلة المسؤولين الأميركيين هي أنهم يقولون شيئا ويخفون نواياهم خلف الأقنعة ويتحركون في اتجاه مختلف.. يقولون شيئا ويفعلون شيئا مختلفا مشيرا إلى أن الأمر المؤكد هو أنه ليست لديهم نوايا جيدة حيال سورية.

وأوضح الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة تريد إدارة المجموعات الإرهابية من أجل إسقاط الحكومة في سورية لافتا إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي أنشىء في العراق عام 2006 ابان وجود الأميركيين في هذا البلد.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن السياسة الروسية لا تستند إلى عقد صفقات بل إلى القيم ولذلك ليس هناك أي إنجاز بينهم وبين الأميركيين بسبب اختلاف المبادئ مبينا أن السياسات الأميركية تقوم على عقد الصفقات بصرف النظر عن القيم.

وقال الرئيس الأسد: في الواقع لقد حقق الجيش العربي السوري تقدما كبيرا مؤخرا وهذا هدف أي جيش أو أي حكومة.. وإذا ألحقنا الهزيمة بـ “داعش” نكون قد ساعدنا العالم بأسره لأن هؤلاء الإرهابيين الذين يأتون إلى سورية من أكثر من مئة بلد في العالم إذا لم يهزموا فإنهم سيعودون وسيهاجمون تلك البلدان.

وفيمايلي النص الكامل للمقابلة:

سيادة الرئيس.. شكراً لاستقبالكم لنا والسماح لشبكة ان بي سي الإخبارية بطرح بعض الأسئلة المهمة عليكم.

الرئيس الأسد..

أهلا وسهلا بكم في دمشق.

السؤال الأول..

قبل بضعة أسابيع.. قلتم في خطاب أمام أعضاء مجلس الشعب هنا بأنكم ستستعيدون كل شبر من أرض سورية.. وزارة الخارجية الأميركية وصفت ذلك بأنه “وهم”.. أنتم بعيدون عن كسب هذه الحرب.. أليس كذلك.. ناهيك عن استعادة كل شبر من سورية…

الرئيس الأسد..

في الواقع.. لقد حقق الجيش السوري تقدما كبيرا مؤخرا.. وهذا هدف أي جيش أو أي حكومة.. لا أعتقد أن للبيان الصادر عن الخارجية الأميركية أي صلة بالموضوع.. وهو لا يعكس أي احترام للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة.. إنه لا يحترم سيادة بلد من حقه بسط سيطرته على كامل أراضيه.

السؤال الثاني..

لكن كم من الوقت سيستغرقكم الأمر لكسب هذه الحرب…

الرئيس الأسد..

أنت تتحدث عن أمر مرتبط بعدة عوامل.. العامل الأهم هو إلى متى سيستمر داعمو أولئك الإرهابيين بدعمهم.. خصوصا تركيا وقطر والسعودية.. بمصادقة من بعض الدول الغربية.. بما في ذلك الولايات المتحدة.. إذا توقف ذلك الدعم.. فإن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر.

السؤال الثالث..

إذا ليس أكثر من بضعة أشهر.. لقد زرت سورية عشر مرات.. وقد سمعت مسؤوليكم يقولون إن الأمر سيستغرق شهرا لاستعادة حمص.. وسيستغرق ستة أشهر لاستعادة مكان آخر.. إن الأمر يستغرق دائما مدة أطول.. إذا.. واقعيا سيستغرق ذلك سنوات.. أليس كذلك…

الرئيس الأسد..

لهذا قلت إن ذلك يعتمد على مدى الدعم الذي سيتلقاه الإرهابيون.. وعلى حجم التجنيد الذي تقوم به تركيا بأموال سعودية.. لإدخال مزيد من الإرهابيين إلى سورية.. إن هدفهم هو إطالة أمد الحرب.. وبالتالي فإنهم يستطيعون إطالتها إذا أرادوا.. وقد نجحوا في فعل ذلك.. إذا.. ذلك يعتمد على السؤال.

إذا كنت تتحدث عن الوقت الذي سيستغرقه ذلك بصفته صراعا سوريا صرفا.. صراعا منعزلا.. فإن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر.. لكنه إن لم يكن صراعا منعزلا كما هو الحال اليوم مع تدخل العديد من القوى الإقليمية والدولية فإنه سيستغرق وقتا طويلا.. ولا أحد يمتلك جوابا على السؤال الذي طرحته.. لا أحد يعرف كيف ستتطور هذه الحرب.

الدعم الروسي للجيش السوري رجح كفة الحرب ضد الإرهابيين

السؤال الرابع..

قبل عام من الآن.. كانت الحرب تسير على نحو مختلف تماما.. ألقيتم خطابا قلتم فيه إنكم تعانون من نقص في عدد المقاتلين.. وانه كان عليكم التخلي على مضض عن بعض المناطق.. ما الذي تغير بعد ذلك… هل كان السبب دخول روسيا الحرب… هذا هو السبب الحقيقي للتحول الذي طرأ على هذه الحرب الآن.. أليس كذلك… أن روسيا إلى جانبكم…

الرئيس الأسد..

من المؤكد أن الدعم الروسي للجيش السوري رجح كفة الحرب ضد الإرهابيين.

السؤال الخامس..

إنه العامل الحاسم…

الرئيس الأسد..

إنه كذلك بالتأكيد.. في الوقت نفسه ومنذ أن بدأ التدخل الروسي المشروع في سورية أرسلت تركيا والسعودية المزيد من المقاتلين.. لكن رغم ذلك فقد كان العامل الحاسم كما قلت.

السؤال السادس..

إذا.. أنت مدين بالكثير للرئيس بوتين.

الرئيس الأسد..

نحن مدينون لكل من وقف بجانبنا.. الروس.. والإيرانيون.. وحتى الصينيون وقفوا إلى جانبنا.. لكن كل بطريقته.. سواء سياسيا.. أو عسكريا أو اقتصاديا.. لأن الأمر لا يقتصر على عامل واحد.. لا تستطيع أن تتحدث فقط عن قوة النيران أو عن الموارد البشرية.. إنها قضية ذات عوامل متعددة.. كل تلك الدول دعمت سورية.. إضافة إلى دول أخرى قدمت الدعم بدرجة أقل.

السؤال السابع..

هل طلب منكم الرئيس بوتين أي شيء… ما هي الصفقة…

الرئيس الأسد..

عندما أراد أن يتدخل… لم يطلب شيئا.

السؤال الثامن..

لا شيء…

الرئيس الأسد..1

لسبب بسيط.. أولا لأن سياستهم قائمة على القيم.. وهذا أمر بالغ الأهمية.

الأمر الثاني هو أن مصالحهم مشتركة مع مصالحنا الآن.. لأنهم يحاربون نفس الإرهابيين الذين يتوجب عليهم محاربتهم في روسيا.. إننا نحارب الإرهابيين الذين يمكن أن يحاربوا في أوروبا والولايات المتحدة وفي أي مكان آخر من العالم.. لكن الفرق بين الرئيس بوتين والمسؤولين الغربيين هو أنه تمكن من رؤية ذلك بوضوح في حين إن المسؤولين الآخرين في أوروبا أو في الغرب بشكل عام لم يتمكنوا من رؤية ذلك.. ولهذا السبب فإن تدخله يستند إلى القيم ويستند في الوقت نفسه إلى مصلحة الشعب الروسي.

السؤال التاسع..

هل تتحدث كثيرا معه…

الرئيس الأسد..

عندما يكون هناك شيء يتطلب الحديث عنه.. فإننا نتحدث بالطبع.. أو نتواصل من خلال المسؤولين.

السؤال العاشر..

على سبيل المثال.. كم مرة تحدثت إليه هذه السنة…

الرئيس الأسد..

لا أقوم بعدّها.. لكننا تحدثنا عدة مرات.

السؤال الحادي عشر..

وكيف تصفون علاقتكم معه…

الرئيس الأسد..

صريحة جدا.. نزيهة جدا.. وقائمة على الاحترام المتبادل.

السؤال الثاني عشر..

لكنه لم يطلب منكم شيئا.. هل هذا هو الحال…

الرئيس الأسد..

لا شيء على الإطلاق.

السؤال الثالث عشر..

أقول هذا لأن ثمة شكوكا في أن روسيا ربما تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.. ووزير الخارجية كيري سيلتقي فلاديمير بوتين يوم الخميس في موسكو.. ثمة شكوك في أنهم سيتوصلون إلى صفقة ما قد تشكل أخبارا سيئة بالنسبة لكم.

الرئيس الأسد..

أولا.. فيما يتعلق بهذا الجزء.. لو أراد طلب شيء فإنه سيطلب محاربة الإرهابيين لأن في هذا تكمن مصلحته كرئيس ومصلحة بلاده روسيا.

ثانيا.. فيما يتعلق بتلك المزاعم التي تظهر بين حين وآخر.. بأن الروس اجتمعوا مع الأميركيين وأنهم ناقشوا شيئا يتعلق بالقضية السورية لإعطاء الانطباع بأنهم يقررون ما سيحدث في سورية.. لقد قال المسؤولون الروس عدة مرات وبوضوح إن القضية السورية تتعلق بالشعب السوري.. وبالأمس قال الوزير لافروف ذلك بوضوح.. قال لا نستطيع أن نجلس مع الأميركيين لتحديد ما يريد السوريون فعله.. هذه قضية سورية ووحده الشعب السوري يستطيع أن يحدد مستقبل بلاده وكيفية حل مشكلته.. إن دور روسيا والولايات المتحدة هو توفير المناخ الدولي لحماية السوريين من أي تدخل.. المشكلة في هذا الصدد هي أن الروس صادقون بينما لم يقدم الأميركيون شيئا في هذا المجال.

لكن هذا لا يعني اتخاذ القرار حيال ما ينبغي علينا فعله كسوريين.

السؤال الرابع عشر..

إذا.. كي نكون واضحين.. لا وزير الخارجية لافروف ولا الرئيس بوتين تحدث إليكم أبدا عن عملية الانتقال السياسي.. عن حلول يوم تتركون فيه السلطة.. لم يحدث ذلك إطلاقا…

الرئيس الأسد..

لم يحدث أبدا.. والسبب كما قلت هو أن هذا يتعلق بالشعب السوري.. وحده الشعب السوري يحدد من يكون الرئيس.. ومتى يصبح رئيسا ومتى يرحل.. إنهم لم يقولوا كلمة واحدة فيما يتعلق بهذا الأمر.

السياسات الأميركية تقوم على عقد الصفقات بصرف النظر عن القيم

السؤال الخامس عشر..

وأنتم لستم قلقين إطلاقا حيال اجتماع الوزير كيري بـ فلاديمير بوتين والتوصل معه إلى تفاهم تغادرون بموجبه السلطة…

الرئيس الأسد..

لا.. ولسبب وحيد هو أن سياستهم.. أعني السياسة الروسية.. لا تستند إلى عقد الصفقات بل إلى القيم.. ولذلك لا ترى أي إنجاز بينهم وبين الأميركيين بسبب اختلاف المبادئ.. السياسات الأميركية تقوم على عقد الصفقات بصرف النظر عن القيم بينما ليس هذا هو الحال بالنسبة إلى الروس.

السؤال السادس عشر..

لكن بالطبع ليست روسيا وحدها هي التي تقصف أعداءكم.. فالولايات المتحدة تفعل ذلك أيضا.. هل ترحبون بالضربات الجوية الأميركية ضد “داعش”…

الرئيس الأسد..

لا.. لأنها ليست شرعية.. أولا وقبل كل شيء.. إنها ليست شرعية.

السؤال السابع عشر..

وليس من الشرعي أن تقوم روسيا بذلك.. أليس كذلك…

الرئيس الأسد..

لا.. لقد تمت دعوة الروس قانونيا ورسميا من قبل الحكومة السورية.. من حق أي حكومة أن تدعو أي دولة لمساعدتها في أي قضية.. وهكذا فإن وجودهم شرعي في سورية.. في حين إن وجود الأميركيين ووجود جميع حلفائهم ليس شرعيا.. هذا أولا.. ثانيا.. منذ التدخل الروسي.. والإرهاب يتراجع.. بينما قبل ذلك وطوال التدخل الأميركي وتدخل حلفائهم غير الشرعي كان “داعش” يتمدد والإرهاب يتوسع ويستولي على مناطق جديدة في سورية.. إنهم ليسوا جادين..

وبالتالي لا يمكنني أن أقول بأني أرحب بعدم جديتهم وبوجودهم غير الشرعي في سورية.

السؤال الثامن عشر..

آلاف من المهام.. ومئات الضربات الجوية.. والولايات المتحدة غير جادة في سورية…

الرئيس الأسد..

المسألة ليست بعدد الضربات الجوية.. السؤال هو.. ما الإنجاز الذي تحقق… الواقع يظهر ذلك.. والواقع يقول إنه ومنذ بداية الضربات الجوية الأميركية والإرهاب يتوسع ويسود وليس العكس.. تقلص الإرهاب فقط عندما تدخل الروس هذا هو الواقع.. ينبغي أن نتحدث عن الوقائع وليس فقط عن الإجراءات الشكلية التي يتخذونها.

السؤال التاسع عشر..

إذا.. الضربات الجوية الأميركية غير فعالة وتحدث أثرا عكسيا…

الرئيس الأسد..

نعم.. إنها تحدث أثرا عكسيا بشكل ما.. عندما ينمو الإرهاب فإن هذا يعني أنها تحدث أثرا عكسيا.. هذا صحيح.

السؤال العشرون..

خطأ من ذاك… هل هو خطأ عسكري.. أم أن الرئيس أوباما ببساطة لم يكن شديدا بما يكفي…

الرئيس الأسد..

لا.. أولا الأمر لا يتعلق بالقسوة أو الشدة.. بل بالصدق.. إنه يتعلق بالنوايا الحقيقية.. بالجدية.. بامتلاك الإرادة.. إن الولايات المتحدة لا تمتلك إرادة إلحاق الهزيمة بالإرهابيين بل إرادة السيطرة عليهم واستخدامهم كورقة كما فعلوا في أفغانستان.. وانعكست تلك الإرادة على الجانب العسكري من القضية.. إذا أردت المقارنة تجد أكثر من مئة وعشرين أو مئة وثلاثين غارة جوية روسية في بضع مناطق في سورية مقارنة بعشر غارات أو اثنتي عشرة غارة يشنها الأميركيون وحلفاؤهم في سورية والعراق.. ومن الناحية العسكرية هذا العدد لا يشكل شيئا وهذا الانعدام للفعالية العسكرية يشكل انعكاسا للإرادة السياسية.

المسؤولون الأمريكيون يقولون شيئا و يتحركون في اتجاه مختلف وليست لديهم نوايا جيدة حيال سورية

السؤال الحادي والعشرون..

لقد كانت هناك إرادة سياسية.. على حد تعبيركم.. لإزاحتكم من السلطة.. كانت تلك إرادة واشنطن.. يبدو أن هذا قد تغير.. هل لديكم أي فكرة عن سبب تغيير الولايات المتحدة رأيها فيما يبدو حيال مستقبلكم…

الرئيس الأسد..

لا.. لأن مشكلة المسؤولين الأميركيين هي أنهم يقولون شيئا ويخفون نواياهم خلف الأقنعة ويتحركون في اتجاه مختلف.. يقولون شيئا ويقولون عكسه.. يقولون شيئا.. ويفعلون شيئا مختلفا.. وبالتالي.. لا يمكنك معرفة نواياهم الحقيقة.. ما أنا متأكد منه هو أنه ليست لديهم نوايا جيدة حيال سورية.. قد يقومون بتكتيكات أو مناورات لكنهم لم يغيروا نواياهم على ما أعتقد.

السؤال الثاني والعشرون..

الرئيس أوباما أرادك أن ترحل.. هو سيغادر منصبه قريبا.. بينما أنت باق.. هل انتصرت…

الرئيس الأسد..

لا.. المسألة ليست بيني وبينه.. إنها بيني وبين كل من يريد أن يدمر هذا البلد وخصوصا الإرهابيين في سورية الآن.. هنا نستطيع أن ننتصر كسوريين إذا تمكنا من التخلص من الإرهابيين.. إذا تمكنا من استعادة الاستقرار في سورية.. عندها ننتصر.. خلاف ذلك لا نستطيع التحدث عن الانتصار.

صحيح أنهم لم ينجحوا لكن إذا لم ينجحوا في خططهم وإذا كان مآل خططهم الفشل.. فإن هذا لا يعني انتصارنا في الحرب.. وبالتالي ينبغي أن أكون واقعيا ودقيقا في اختيار التعابير في ذلك الصدد.

حربي التي أخوضها هي لحماية سورية.. ولا أكترث لما يريده الرؤساء الآخرون.. بل لما يريده السوريون

السؤال الثالث والعشرون..

لقد كان أحد الأهداف الرئيسية في السياسة الخارجية للرئيس إزاحتكم من السلطة.. وقد فشل في ذلك بشكل واضح.. أو هل تعتقدون أنه فشل…

الرئيس الأسد..

نعم.. قلت إنه أخفق.. لكن ذلك لا يعني انتصارا لي.. بالنسبة له الحرب هي لإزاحتي.. بالنسبة لي.. الحرب ليست من أجل بقائي في منصبي بل من أجل استعادة سورية وبالتالي فأنت تتحدث عن حربين مختلفتين.. بالنسبة لي أنا لا أخوض حربي الخاصة.. لا أخوض حربا لبقاء الرئيس.. إن حربي التي أخوضها هي لحماية سورية.. لا يهمني إذا بقيت أو لا إذا لم يكن السوريون يريدون مني أن أكون في منصبي.. بالنسبة لي.. لا أكترث لما يريده الرؤساء الآخرون.. بل لما يريده السوريون.. إذا كانوا يريدونني أن أبقى فسأبقى.. وإذا كانوا يريدونني أن أرحل فسأرحل.. وبالتالي فالأمر مختلف.. مختلف تماما.

السؤال الرابع والعشرون..

هل تشعرون بأن الولايات المتحدة أساءت بشكل جوهري فهم حربكم ضد “داعش”.. ضد ما يمكن أن تسموه عدوا مشتركا…

الرئيس الأسد..

مرة أخرى.. إنه ليس عدوا مشتركا.. لأنه بالنسبة لنا نحن صادقون في محاربة ليس “داعش” فحسب بل محاربة “النصرة” والمنظمات المرتبطة بالقاعدة في سورية.. هي جميعها تنظيمات إرهابية.. وبالتالي إذا أردت التحدث ليس عن “داعش” فحسب بل عن المجموعات الإرهابية.. فإننا أردنا التخلص من الإرهابيين.. أردنا إلحاق الهزيمة بأولئك الإرهابيين بينما أرادت الولايات المتحدة إدارة تلك المجموعات من أجل إسقاط الحكومة في سورية وبالتالي.. لا تستطيع التحدث عن مصلحة مشتركة ما لم يريدوا فعلا محاربة أولئك الإرهابيين وهزيمتهم.. وهم لم يفعلوا ذلك.. إنهم موجودون في العراق منذ عام 2006 ولم يحاولوا إلحاق الهزيمة بهم.

السؤال الخامس والعشرون..

لكن أميركا صادقة جدا في محاربتها “داعش”.. إن “داعش” يشكل تهديدا للوطن الأميركي.. كيف تستطيعون القول إن أميركا ليست جادة حيال محاربة “داعش”…

الرئيس الأسد..

لأن “داعش” أنشئت في العراق عام 2006 وعندها الولايات المتحدة هي التي كانت في العراق.. وليست سورية في العراق.. كانت تنمو تحت إشراف السلطة الأميركية في العراق ولم تفعل شيئا لمحاربة “داعش” حين ذاك.. إذا.. لماذا تحاربها الآن… إنهم لا يحاربونها الآن.. لقد توسعت تحت إشراف الطائرات الأميركية التي كان بوسعها رؤية “داعش” تستخدم حقول النفط وتصدر النفط إلى تركيا ولم تحاول مهاجمة أي قافلة ل”داعش”.. كيف يمكن أن يكونوا ضد “داعش”.. هل لا يستطيعون رؤيتها… هل لا يرونها… كيف تمكن الروس من رؤيتها منذ اليوم الأول وبدؤوا بمهاجمة تلك القوافل… في الحقيقة فإن التدخل الروسي أسقط القناع عن النوايا الأميركية فيما يتعلق ب”داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى طبعا.

السؤال السادس والعشرون..

قبل ثلاث سنوات.. وجه الرئيس أوباما تهديدا لكم.. وضع خطا أحمر.. ثم تراجع عن ذلك ولم يهاجمكم.. كيف تشعرون حيال ذلك… هل هي علامة على رئيس ضعيف…

الرئيس الأسد..

تلك هي مشكلة في الولايات المتحدة.. إنهم يروجون منذ سنوات بأن الرئيس الوحيد الجيد هو الرئيس الشديد أو القاسي الذي ينبغي أن يخوض الحروب..

هذا هو التعريف.. وإلا فإنه سيكون رئيسا ضعيفا وهذا غير صحيح.. في الواقع فإن الإدارات الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية شاركت في تأجيج الصراعات في جميع أنحاء العالم.. وبمرور الوقت أصبحت هذه الإدارات أكثر هوسا بإشعال الحرائق.. الفرق الآن بين تلك الإدارات يتعلق بالوسائل وليس بالأهداف.. إدارة ترسل جنودها.. كإدارة بوش.. وأخرى تستخدم المرتزقة بدلا من جنودها.. وثالثة تستخدم العملاء.. وهلم جرا.. لكن الجوهر هو نفسه.. ولم يتغير شيء.

السؤال السابع والعشرون..

لكن بالعودة إلى تلك اللحظة قبل ثلاث سنوات هل شكل ذلك علامة على أن الولايات المتحدة دولة ضعيفة ولها رئيس ضعيف…

الرئيس الأسد..

لا.. لأنك إذا أردت أن تتحدث عن الجوهر.. وهو الحرب عبر الهجوم على سورية.. فإنهم يهاجمون سورية من خلال العملاء.. لم يحاربوا “داعش”.. ولم يمارسوا أي ضغوط على تركيا أو السعودية لإبلاغهم بوجوب التوقف عن إرسال المال وفرق الدعم وكل أشكال الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين.. كان بوسعهم فعل ذلك ولم يفعلوا وبالتالي فإنهم فعليا يشنون حربا لكن بطريقة مختلفة.. لم يرسلوا جنودهم.. ولم يهاجموا بالصواريخ.. لكنهم يرسلون المرتزقة.. هذا ما أقصده.. أعني الأمر هو نفسه.

السؤال الثامن والعشرون..

هل فاجأك أنهم لم يهاجموا…

الرئيس الأسد..

لا.. لم يكن ذلك مفاجئا.. لكني أعتقد أن ما يفعلونه الآن حقق الأثر نفسه.. بالتالي.. بالمقارنة بين المرتزقة والصواريخ.. قد يكون خيارهم الحالي أكثر فعالية بالنسبة لهم وبالتالي لا أستطيع القول إني فوجئت.

السؤال التاسع والعشرون..

أنت قائد.. عندما تم وضع خط أحمر ولم يتم فعل شيء عند تجاوزه.. فإن ذلك ألحق ضررا بمصداقية أميركا.. ليس في الشرق الأوسط فحسب.. بل في العالم.

الرئيس الأسد..

لكن هذه المصداقية لم تكن موجودة أبدا بالنسبة لنا على الأقل منذ مطلع السبعينيات.. لأكن صريحا معك.. منذ استعدنا علاقاتنا مع الولايات المتحدة عام 1974 لم نر أي إدارة أميركية تتمتع بمصداقية حقيقية في كل قضية تعاملنا بها.. لم يمتلكوا تلك المصداقية ولذلك لا أستطيع القول بأنها تضررت.. العديد من حلفائهم لا يصدقونهم.. أعتقد أن المصداقية الأميركية.. ليست بسبب ما ذكرته بل بسبب سياساتهم بشكل عام.. سياساتهم الرئيسية.. هذه المصداقية باتت في أدنى درجة لها على الإطلاق.. هكذا نراها.

السؤال الثلاثون..

في أدنى درجات مصداقيتها في العالم…

الرئيس الأسد..

بشكل عام.. نعم فيما يتعلق بالسياسات بشكل عام.. وليس فيما يتعلق بسورية.

نحن في سورية لا نراهن على أي رئيس أمريكي يأتي أو أي رئيس يذهب.. لأن ما يقولونه في حملاتهم يختلف عما يفعلونه بعد انتخابهم

السؤال الحادي والثلاثون..

هل ترحبون بانتهاء فترة الرئيس أوباما في منصبه…

الرئيس الأسد..

إن ذلك لا يعني شيئا بالنسبة لنا.. لأنك إذا غيرت الإدارة دون أن تغير السياسات فإن ذلك لا يعني شيئا.. إذا.. فإن الأمر يتعلق بالسياسات.. ونحن في سورية لا نراهن على أي رئيس يأتي أو أي رئيس يذهب.. لأن ما يقولونه في حملاتهم يختلف عما يفعلونه بعد انتخابهم.

السؤال الثاني والثلاثون..

لقد تحدثت عن كون الرؤساء متشابهين وعن أنهم لا يغيرون سياساتهم.. لكن سيكون هناك رئيس جديد في الولايات المتحدة العام القادم.. هل تأملون بقيام علاقة جديدة… هل تعتقدون بأن شيئا من ذلك القبيل ممكن…

الرئيس الأسد..

نعم.. بالطبع.. نحن نأمل دائما بأن يكون الرئيس الجديد أكثر حكمة من سلفه وأقل هوسا بإشعال الحرائق كما قلت.. وأقل مغامرة وانغماسا في النزعة العسكرية.. هذا ما نأمله.. لكننا لم نر شيئا كهذا.. أعني أن الاختلاف هامشي جدا.. إذا.. نحن نستمر في الأمل لكننا لا نراهن على ذلك.

السؤال الثالث والثلاثون..

سيكون هناك رئيس جديد.. وهناك خياران أحدهما دونالد ترامب.. ماذا تعرف عن السيد ترامب…

الرئيس الأسد..

لا شيء.. فقط ما سمعته في وسائل الإعلام وخلال الحملة الانتخابية.. هذا ما أقوله.. لا ينبغي أن نضيع وقتنا بالاستماع إلى ما يقولونه في حملاتهم.. سيتغيرون بعد أن يتم انتخابهم.. عندها ينبغي علينا أن نبدأ بتقييم الرئيس.. بعد الحملة وليس خلالها.

السؤال الرابع والثلاثون..

أنتم هنا في دمشق.. ما الذي تسمعونه في وسائل الإعلام عن السيد ترامب…

الرئيس الأسد..

الصراع بين الأميركيين.. لكننا لا نهتم كثيرا بذلك.. أعني أنه حتى هذا الخطاب الإنشائي بين المرشحين المختلفين يتغير خلال الحملة وبالتالي فإن ما تسمعه اليوم لا يبقى ذا صلة في الغد.. ولذلك لا نستطيع بناء سياساتنا على السياسات المتغيرة من يوم إلى يوم.

السؤال الخامس والثلاثون..

لكنكم تتابعون هذه الانتخابات…

الرئيس الأسد..

ليس فعلا.. لأنه كما قلت فإنك لا تتابع شيئا لا تستطيع اعتباره مرتبطا بالواقع بعد.. إنه يصبح مرتبطا بالواقع عندما ينتخبون.. حتى الآن إنه مجرد كلام ولا ينبغي أن نضيع وقتنا على مثل هذا الكلام.

السؤال السادس والثلاثون..

مجرد كلام.. على سبيل المثال.. وبالحديث عن السيد ترامب.. فإن أي شيء يقوله لا تعتقد أنه سيكون بالضرورة سياسة ترامب كرئيس…

الرئيس الأسد..

لا.. لا نستطيع ذلك.. سواء كان ترامب أو كلينتون أو أي شخص آخر أنا أتحدث بشكل عام.. الأمر لا يتعلق بالأسماء إنه مبدأ بالنسبة لكل رئيس أميركي في كل حملة انتخابية.

السؤال السابع والثلاثون..

إن تعليقاته حول سورية أو الشرق الأوسط محدودة جدا.. لكنه وصفك بأنك “شخص سيئ”.. هل يقلقك ذلك…

الرئيس الأسد..

لا.. هذا رأيه.. وهو رأي شخصي.. لا ينبغي بالضرورة أن يعتبرني شخصا جيدا.. السؤال بالنسبة لي هو.. هل يعتبرني السوريون شخصا جيدا أم سيئا.. وليس ما يقوله شخص أو رئيس أو مرشح أميركي.. لا أكترث لذلك.. هذا ليس جزءا من خريطتي السياسية إذا جاز التعبير.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024