الأحد 2016-07-17 11:13:43 تحليل سياسي
اسماعيل لسيريانديز : أردوغان هزم الإنقلاب هذه المرة لكنه خسر حلم الإتحاد الأوروبي للأبد
اسماعيل لسيريانديز : أردوغان هزم الإنقلاب هذه المرة لكنه خسر حلم الإتحاد الأوروبي للأبد

سيريانديز -مكتب اللاذقية- منال زوان

حول ماحدث في الساحة التركية  مدير معهد الدراسات السياسية واﻹعلامية المستقبلية للشرق اﻷوسط د أسامة اسماعيل أوضح قائلاً لسيريانديز هل كان فعلاً انقلاب تركي أم هو مجرد بروفه مسرحية ؟!  بإلقاء نظرة هادئة وسريعة  لكل ماجرى خلال الساعات الستة الماضية نوجز ماحدث بما يلي : جماعة أردوغان أرادت أن تستبق الحدث وأن لا تفاجأ ذات يوم بانقلاب كما حدث للرئيس الإخوانجي مرسي .

 لذلك وضعت عدة فرضيات واردة ومحتملة جداً واحدة من هذه الفرضيات  أن هناك من يفكر بانقلاب ، وقد بدأ فعلاً بالتخطيط ، والحصول على دعم بعض القوى المعارضة والدول التي تريد أن تتخلص من أردوغان وعلى الضفة اﻷخرى أردوغان يريد أن يظهر بمظهر القائد الذي يريده الشعب والجيش والبرلمان والحكومة.

وأشار إلى أن  أردوغان يريد تفويض بصلاحيات أكبر وأقوى لفرض قرارات لاقت بعض الشك بالفترة الأخيرة  كإتفاقه مع اسرائيل ، واعتذاره لروسيا  . وهنا لو حدث إنقلاب كيف يمكن أن نتصرف لإفشاله  !؟

وفي الخوض بشكل دقيق لتفاصيل ما جرى أكد اسماعيل إن إخراج المسرحية كان هشاً بسيناريو مفككك وقصة ساذجة مؤكداً أن كل ماجرى تمثيلة تظهر هشاشة انقلاب الست ساعات .

وأكمل أردوغان يذهب لمكان آمن ( منتجع مرمريس ) بحراسة لامثيل لها بعد أن وضع كل المفاتيح المهمة بجيبه . أربع جنود فقط دخلوا على محطة تلفزيونية وأجبروا المذيعة على قراءة بيان الانقلاب المترافق مع  قطع الجسر وبعض الطرقات  وتحليق لطائرة هيلكوبتر تطلق النار على بعض النقاط العسكرية والمؤسسات مع حصار لقائد منطقة عسكرية .

وتابع تكتمل المشاهد اﻷخيرة للمسرحية بظهور أردوغان من خلال السكايب بدعوة الشعب للخروج إلى الشارع لإحباط الانقلاب . وبسرعة البرق يتم القبض على بعض الجنود المشاركين بالإنقلاب وبأسماء معدة سلفاً وحتماً خدعوا فهم جنود يجب أن ينفذوا أوامر .

ويكتمل المشهد اﻷخير بخروج الموالين له للساحات . وعودة لظهور المذيعة  كبطلة تعتذر ﻷنها كانت مرغمة على قراءة البيان . ينتهي الحصار وتعود القيادة العسكرية . يتم قصف طائرة الهيلكوبتر  ليصبح أردوغان بطلاً شعبياً ، يتخلص من معارضي الداخل بتهمة التآمر على البلاد ( كما حدث في مرات سابقة ) وبهذا يكون باغتهم قبل أن يشرق عليهم شمس يوم آخر  . متهماً رموز المعارضة المقيمة خارج البلاد وتحديداً أمريكا . ليفرض سيطرته متوجاً وسط تصفيق الداخل والخارج .

بالطبع لم تنتهي المسرحية التي خدعت العالم بينما كان المخرج الحقيقي المهرج اردوغان يضحك ساخراً كما كان يضحك بعد نجاح كل الحوادث الإرهابية ( الملفقة ) التي شهدتها تركيا وخاصة تلك التي كانت تحدث قبل كافة الإنتخابات التي نجح فيها  ، سيكتمل المشهد لاحقاً في التكويعة التركية التي احتاجت لمثل هذه المسرحية الدامية حتى يستطيع السلطان العثماني فرضها .

وختم قائلاً : صحيح أن أردوغان هزم الإنقلاب هذه المرة لكنه خسر حلم الإتحاد الأوروبي للأبد. الأرمن والروس واليونانيين والمصريين واللبنانيين والأكراد والعراقيين والسوريين خاصةً الذي صدقوا وأنا واحد منهم هذه التمثيلية ً وفرحنا لأننا نريد أن يسقط الطاغية الذي ساهم بالحرب القذرة على بلادنا وسنبقى  ننتظر ذلك اليوم الذي نعلن فيه النصر ونرى أردوغان  مهزوماً وذليلاً  .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024