الجمعة 2015-06-12 05:46:41 رأي
بكل أمانة...!

مع العزاء والاستنكار والإدانة للجريمة النكراء التي ارتكبتها قوى التكفير بحق الأخوة من الطائفة الدرزية الكريمة في مدينة قلب اللوز السورية، إلا أننا، وبكل أمانة، نقول التالي:

إن الشعب السوري بكل أطيافه وطوائفه ومذاهبه وانتماءاته يتعرض لأكبر مذبحه بالتاريخ المعاصر، وليست مذبحة قلب اللوز بحق المشايخ والأخوة الدروز من قبل القوى التكفيرية هي الاولى بحق الشعب السوري، ولن تكون الأخيرة طالما أن البعض منا ينتفض لمذبحة تخص طائفته أو مذهبه دون الانتفاض والاستنكار لمذبحة ترتكب بحق طائفة أخرى أو بحق مذهب آخر.

 

فحتى الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب جرى ويجرى تطبيقها ومذهبتها، وهذا ما يعطي أعداء الأمة العربية الحجة الكبرى لتثبيت نظرية العدو الصهيوني، بأننا في هذا الوطن العربي لسنا سوى شعوب وقبائل ومذاهب وطوائف متناحرة.

هكذا نفسح المجال للعدو الصهيوني لبث سمومه وتنفيذ مؤامراته بهدف اللعب على وتر المذهبية اللعين، إن الانتماء للعروبة والتمسك بالهوية العربية، والعمل تحت راية الانتماء للعروبة، يعتبر مظلة النجاة الوحيدة من الإطار الديني والطائفي والمذهبي للتوجه نحو الانتماء لوطن عربي واحد.

إن أخوتنا من الطائفة الدرزية الكريمة هم أبناء سوريا شأنهم شأن أي مواطن سوري آخر، ولأي طائفة ينتمي.

لكل الذين قالوا لا يهمنا إلا الدروز في جبل العرب نقول، لا يهمنا إلا الوطن كل الوطن، وأبناء الوطن كل أبناء الوطن، دون أي تمييز وقبل مطالبة النظام السوري، وبطريقه استعلائية فيها الكثير من العنجهية بحماية الدروز، أو إدانة دول شاركت بالمؤامرة على الشعب السوري، مثل قطر وتركيا والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي، وقبل التهديد والوعيد الذي اطلقتموه عبر شاشات التلفزة، وقبل وصف هؤلاء التكفيريين بأنهم ثوار، وليسوا إرهابيين، وقبل طلب السلاح للطائفة، وقبل تطمين الدروز في سوريا نقول لكل هؤلاء: ليلتحق أكثر من 27000 جندي وضابط درزي تخلفوا عن الالتحاق بوحداتهم وقطعهم  العسكرية للدفاع عن الوطن العربي السوري وعن السويداء.

هكذا نتصدى للمؤامرات، هكذا نحمي أوطاننا، هكذا نتصدى لمؤامرات العدو الصهيوني وأتباعه وأدواته. هكذا ندافع عن الأوطان وليس باستجداء الأمن للطوائف أو للمذاهب

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024