الأربعاء 2016-08-10 02:43:21 تحليل سياسي
وجوه قبيحة للإرهاب

عبد الحكيم مرزوق

لم يعد خافيا ً تورط الإدارة الأمريكية في دعم داعش مع أنها تدعي أنها تحاربه على كل المستويات فمن نصدق ، هل نصدق ما تعلنه في الإعلام وعلى شاشات التلفزة أم ما تقوم به تحت الطاولة وفي الخفاء عبر أجهزة استخباراتها المنتشرة حول العالم والتي تعتبر الذراع الأول في تقديم كافة المساعدات اللوجستية إلى ذلك التنظيم الإرهابي ؟!! .. فالإدارة الأميركية كما أثبتت الوقائع بمائة وجهه ووجه، وهي تعلن عكس ما تخفي ، أنها السياسة الأمريكية التي لاتعرف لها رأسا ً من أساس، فهل نتذكر التصريحات تلو التصريحات حول سبل الحل في سورية علانية ، وفي الوقت ذاته تعطي الإشارات الخضراء في التدمير والقتل الممنهج لكل العصابات الإرهابية في سورية ومن يشغلها من الأدوات المنتشرة على الحدود كالسعودية وتركيا وقطر والأردن .. وإذا استرجعنا بعض الحيثيات في التاريخ القريب للمخابرات الأمريكية نجد أن ثمة علاقة وطيدة بين المخابرات العسكرية الأمريكية مع شركة سي ايه سي الأمريكية وهي شركة تكنولوجيا معلومات استخباراتية كان مقرها في سجن أبو غريب حيث تعاقد الجيش الأمريكي معها مؤخرا ً لقاء خدمات تحقيق المعلومات الاستخباراتية الخاصة بسورية على الرغم من أن الحكومة السورية لم تسمح أن تدع على أقل تقدير القوات الأمريكية أو المتعاقدين معها إلى دخول البلاد مما يشكل انتهاكا ً للقانون الدولي في ظل انتهاك سيادة سورية فقد أكد مقال نشره موقع مون أوف ألاباما الأمريكي أن إعادة توظيف هذه الشركة مقابل خدمات تقدمها للقوات الأمريكية ضد الدولة السورية تعود بفائدة كبيرة على تنظيم داعش حيث تحفز البعض ممن تعرض للتعذيب على أيدي متعاقدي وزارة الدفاع الأمريكية على الالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي . ماذا يعني هذا الكلام ؟ .. هل يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية وبكل براءتها تقوم عن حسن نية أم عن سوء نية بدفع إرهابيي داعش على القيام بالعمليات الإرهابية في سورية والعراق بعد أن تعرضهم للتعذيب في سجونها ومعتقلاتها حيث تقوم بإعادة تأهيلهم وإرسالهم إلى جبهات القتال في سورية والعراق كي ينفذوا رغباتها ومخططاتها في المنطقة؟ وإذا كانت هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية والمرشحة الآن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية قد اعترفت بلسانها أن الإدارة الأمريكية هي من أوجدت العصابات الإرهابية المتأسلمة داعش لتحارب الاتحاد السوفييتي سابقا ً وهي ذاتها العصابات الإرهابية التي تقاتل تحت أمرتها في أكثر من جبهة من جبهات القتال في سورية والعراق . وهل يمكن لنا أن نصدق أن تلك الصناعة الأمريكية قد انقلبت حقا ً على مصنعيها أم أن مايجري على الأرض من أن داعش خرج عن الطاعة ولم يعد ينفذ تعليمات مشغليه من أمريكان وآل سعود اللذين يدعمونه بالمال والعتاد أم أن ما يجري على الأرض هو مجرد مسلسل هزلي لم يعد يصدقه أحد فأي غبي يمكن أن يصدق أن الإدارة الأمريكية حقيقة تحارب داعش وأي غبي يمكن أن يصدق أن أمريكا تحارب الإرهاب ... الحقيقة الوحيدة على الأرض هي أن الإدارة الأمريكية هي التي صنعت كل ذلك الإرهاب في المنطقة العربية وهذا لم يعد خافياً على أحد ، ومن يصنّع الإرهاب لا أعتقد أنه سيقوم في يوم من الأيام بمحاربته طالما يقوم بتنفيذ ما يريد المصنّع فالإدارة الأمريكية تريد للعراق ، ولسورية أن تتدمر ، وأن يكون البلدان ضعيفين وداعش يقوم بكل ذلك فكيف لها أن تحاربه والإدارة الأمريكية تريد للعراق وسورية أن يعودا مئات السنين إلى الوراء من خلال تدمير البنية التحتية وسرقة المصانع والمعامل وداعش يقوم بكل ذلك ، والولايات المتحدة لا تريد أن تنهض سورية والعراق وأن يستفيدان من الثروات الباطنية وخاصة النفط ، وداعش يقوم بسرقة النفط وبيعه والاستفادة منه .. فكيف يمكن أن تقضي الإدارة الأمريكية على داعش وأي غبي يمكن أن يصدق أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تقوم بذلك ... الأغبياء وقصيرو النظر وحدهم من يصدقونها لأنهم لا يرون أن كل تلك الأمور التي تحصل هي في خدمة الكيان الإسرائيلي الذي كسرت شوكته في أكثر من موقعة على يد محور المقاومة ، ولذلك فإن كل ما يجري يفسر مدى الحقد والكراهية لسورية الداعمة الأولى لمحور المقاومة ، من قبل الإدارة الأمريكية التي ترى أن أمن إسرائيل هو خط أحمر ولذلك فإنها تستميت لإسقاط سورية وتدميرها عبر مخططاتها الدنيئة التي بدأت بها منذ حوالي الست سنوات ولكنها لم تلق إلا الخيبات والهزائم المتكررة لها ولمشاريعها في المنطقة ولداعش الذي تدّعي أنها تحاربه في العلن ولكن الوقائع والمؤشرات تقول أنها الداعم الأكبر له في المنطقة العربية وتساعدها للأسف جوقة من المتصهينين كالسعودية التي كشفت عن وجهها القبيح مؤخراً والذي أعلنت علانية عن اجتماعات وعلاقات متبادلة مع قادة الكيان الإسرائيلي .. أمريكا وأجهزة استخباراتها وجوه قبيحة للإرهاب تتجلى عبر داعش والعصابات الإرهابية التي لم تشبع من الدم السوري خدمة للكيان الإسرائيلي الذي تعلموا على يديه أفظع أساليب القتل والإجرام 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024