السبت 2016-08-27 15:57:33 المرصد
“ائتلاف المعارضة” يجدد نسبه السياسي ويرحب بالعدوان التركي على جرابلس
“ائتلاف المعارضة” يجدد نسبه السياسي ويرحب بالعدوان التركي على جرابلس

يقدم البيان الترحيبي الهزيل الذي أصدره ما يسمى “ائتلاف المعارضة” بالعدوان التركي على الأراضي السورية في مدينة جرابلس شمال حلب دليلا إضافيا على الهوية الحقيقية لهذا الائتلاف الذي يعتبر “مجلس اسطنبول” الأب السياسي له وخاصة لجهة تركيبته التي يطغى عليها العنصر الإخواني المتطرف.

وبينما كانت دبابات النظام التركي تقصف مدينة سورية في خرق فاضح لقوانين الأمم المتحدة كان أعضاء “ائتلاف المعارضة” يهللون للعدوان التركي مؤكدين أنهم صنيعة تركية أمريكية صرفة ولاعلاقة لهم من قريب أو بعيد بالوطنية السورية.

وكان على “الائتلاف” أن ينتظر قليلا ليسمع ما قاله مسؤول تركي امس بأن “أنقرة كانت تخطط للتدخل في سورية عسكريا قبل عامين لكن عدم قبول الولايات المتحدة دفعها إلى إرجائه” مضيفا: “الحكومة التركية فكرت في شن عدوان على بلدة جرابلس منذ أكثر من عامين غير أن الولايات المتحدة وضعت هذه الخطط موضع الشك”.

الشارع السياسي السوري لم يتفاجأ بموقف “الائتلاف” ببساطة لأنه يعرف أن من احتفلوا قبل ثلاث سنوات بإعلان واشنطن نيتها توجيه ضربة عسكرية ضد سورية في أيلول  2013 ووزعوا الحلويات وتبادلوا التهاني قبل أن يحبطوا كانوا ينتظرون فرصة أخرى لإظهار حقيقتهم وهم لم يوفروا فرصة إلا وطالبوا فيها بالتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية والذي يراهنون عليه منذ ست سنوات لإيصالهم إلى السلطة.

“الائتلاف” الذي رحب بما سماه “الدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف للعدوان العسكري الذي يهدف إلى إحلال تنظيم إرهابي بدل آخر في مدينة جرابلس” بدا وكأنه يعيش في كوكب آخر وهو يتحدث عن شيء غير موجود لأن السوريين يبحثون منذ سنوات عن هذه الميليشيا التي يتم الترويج لها في الإعلام فلا يجدون لها أثرا وهنا يتساءل مراقبون هل باتت “جبهة النصرة” أو كتائب “السلطان مراد” أو “كتائب الزنكي” أو “جيش الإسلام” أو “حركة أحرار الشام” و”أميرها المحيسني” من قتلة الأطفال وقاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد “جيشا حرا” ويريدون من السوريين أن يصدقوا ذلك.

وليس غريبا على “الائتلاف” أن يثبت عمالته مجددا فهو الذي رحب سابقا بالاعتداءات الاسرائيلية على القنيطرة ومناطق في ريف دمشق وكان أعضاؤه يظهرون على وسائل الإعلام الإقليمية والدولية ومنها الاسرائيلية ليحدثوا عن فوائد هذه الضربات وكيف أنها في النهاية ستضعف الجيش العربي السوري الذي يعطل مشاريع “اسرائيل” وعملائها في المنطقة.

وتناسى “الائتلاف” في بيانه الذي قال فيه “إن تواجد التحالف الدولي والقوات التركية سيكون مؤقتا” إن النظام التركي عمل كل ما بوسعه للدخول إلى الأراضي السورية منذ بدء الأحداث في سورية وطالب مرارا وتكرارا بما سماه “مناطق آمنة” وكان يحلم بهذه اللحظة كما أن واشنطن وتحالفها يبحثون منذ سنوات عن طريقة يشرعون فيها تواجدهم العسكري في سورية وعندما يئسوا لم يجدوا بدا من الدخول على ظهور العملاء.

وبالنسبة للسوريين وبغض النظر عن الترحيب من عدمه فهناك عدوان تركي امتطى ظهر بعض العملاء يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية ومقاومته بشتى الأشكال واجبة على الجميع.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024