الثلاثاء 2016-08-30 04:17:53 تحليل سياسي
ضبط المواجهة
ضبط المواجهة

مصطفى المقداد

تستمر المواجهة بأشكال مستجدة وفق تطورات الميدان وهي تنعكس بأبشع النتائج على المسار السياسي الذي يعاند عنق الزجاجة فيبقى مضغوطاً داخلها ضمن متاهة المواقف والتداخلات الخارجية الضائعة ما بين المخططا
ت وفشلها وبين النتائج والمعطيات الميدانية التي تنذر بالمزيد من الفشل المؤامراتي.‏

فما كانت تراه الإدارة الأميركية هدفاً قبل خمس سنوات يسقط ويتهاوى أمام حالة الصمود والثبات والقدرة على الاستمرار المتواصل في الساحة السورية كلها، وما كان يخطط له في الميدان يسقط خائباً أمام تقدم قواتنا المسلحة، فكيف ستكون صورة المستقبل التي تحفظ للأميركيين والأوروبيين مياه وجوههم المراقة على أوهام أردوغان وآل سعود وأشباههم في المنطقة ممن توهموا بقدرة رساميلهم المنهوبة من حصة الشعب على إحداث تغييرات في البنية الأصيلة للشعب السوري.‏

وما بين جبهات المواجهة على امتداد الجغرافيا السورية وبين خروج الإرهابيين من داريا وبين احتمالات البحث عن حلول سياسية وعقد جولة جديدة في جنيف روابط متداخلة لا تنفصل عن بعضها، فمقابل الإنجازات الميدانية ورسالة داريا الوطنية مخاوف لدى الإدارة الأميركية يعبر عنها الناطق المفوض دي ميستورا وهو يبحث عن آليات لضمان حياة الإرهابيين تحت ذرائع إنسانية لم تعد تنطلي على متابع بسيط، وفي مقابل الانتهاك الصارخ لقوات أردوغان والغرب المتغاضي عن انتهاكاته القانونية، فيما يبقى الجندي السوري وحده الضمانة لضبط الايقاعات المتباينة محلياً وإقليمياً ودولياً..!‏

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024