الأربعاء 2016-09-21 09:48:01 تحليل سياسي
اسماعيل لسيريانديز : أمريكا خططت مسبقاً لاعتداء دير الزور وانتهكت تعهداتها لدمشق بإطلاق عمليتها العسكرية
اسماعيل لسيريانديز :  أمريكا خططت مسبقاً لاعتداء دير الزور وانتهكت تعهداتها لدمشق بإطلاق عمليتها  العسكرية

سيريانديز  - اللاذقية - منال زوان
حول الهجمة الأمريكية الأخيرة على مواقع للجيش السوري في دير الزور أكد مدير معهد الدراسات السياسية والإعلامية المستقبلية للشرق الأوسط د. أسامة اسماعيل لسيريانديز :  إن قصة الخطأ غير المقصود لم تنطلِ على الحكومة السورية ، ولا على الروس المعنيين باتفاق الهدنة الذي تمّ توقيعه مع الجانب الأمريكي في 12 من أيلول الجاري.
حيث استعرت الحرب الكلامية بين الجانبين الروسي والأمريكي على خلفية الغارة الأمريكية ، أمريكا تساعد داعش في سورية مثلما تساعدها في العراق ، هي قامت بالتخطيط المسبق للعملية وانتهكت التعهدات التي قدمتها لدمشق حين أطلقت عمليتها العسكرية في سوريا.
وتابع :  الهدف من الغارة أيضاَ أتى كرد غير مباشر على اسقاط طائرتين للعدو الاسرائيلي في سماء الجولان و محاولة لضرب التحالف السوري الروسي شعبياً على الأقل ، وأن الهدنه الحالية هشة ،  ولا توجد الهدنه إلا على الورق ، علماَ أنها شكلت قلقاَ على الأمريكان لأنها سوف تمنح الجيش السوري فرصة التقدم نحو تحرير دير الزور على غرار ما حدث في تدمر وهذا بحد ذاته يعتبر كابوس لأمريكا .
ووفقاَ لتصوره وتحليله أوضح اسماعيل بأن البنتاغون والجيش الأميركي لا يلتزم بأوامر الرئيس باراك أوباما، بما يخص الهدنة والتعاون المشترك مع روسيا لمحاربة الإرهاب في سوريا وهذا ما يجب التيقن والانتباه له .
وقال : إن  رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد ، لا ينفذ تعليمات أوباما حرفياً ، فيما يتعلّق بالتعاون مع روسيا في سوريا، حيث صرح وزير الدفاع آشتون أنه "من غير الممكن التعاون عسكرياَ مع الروس في سوريا، لأن ذلك يخالف مضمون القانون الذي صوت عليه مجلس النواب الأميركي بعد ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم.
مضيفاً : إن  الإدارة الأمريكية لا تريد للاتفاق مع روسيا أن يكلل بالنجاح ، بل تعمل على تحويل الساحة السورية إلى مكان لاستنزاف الخصم الروسي ، ومعه محور المقاومة من إيران إلى حزب الله.
حيث يسعى هذا الجناح لإطالة الحرب في سوريا ، وعدم السماح بتغييرات سياسية تصب في صالح الجيش السوري وحلفائه خاصة بعد الانتصارات الميدانية التي حققها في مدينة حلب ، وأن  الإدارة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على الأوضاع بهذا الشكل ريثما تجري الانتخابات الأمريكية ، علّها تستطيع صياغة حل سياسي يرقى لرغباتهم ، وليس وفقاَ لتوجهات أوباما الذي يسعى قبل رحيله لتسجيل آخر النقاط على صعيد الأزمة السورية .
وختم اسماعيل بالقول :  لا يوجد حل سياسي في سوريا ، حتى تنتهي الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ، وإلى ذلك الوقت سوف تظل أمريكا تماطل في الوقت ، كما فعلت إزاء منع عرض الهدنة السورية على مجلس الأمن ، وأن الحل هو في يد الجيش السوري و انتصاراته.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024