الإثنين 2016-10-10 01:14:58 رأي
لماذا لا يتحدث وليد المعلم؟

عبدالفتاح العوض

 

هل من الطبيعي أن يتحدث الرئيس لوسائل الإعلام أكثر من الوزير.؟؟

من عادة الدبلوماسية السورية «الصمت» بل هي جزء من قدرتها على جعل الآخرين يتحدثوا ثم عندما يصل الأمر إلى حد ما تأتي الدبلوماسية السورية بتصريحات منضبطة ومحسوبة بخلط الأوراق.

وفي تاريخ الدبلوماسية السورية اعتبار إعلان الرأي هدية مجانية للآخرين لهذا كانت افتتاحيات الصحف وتعليقاتها وحتى تعليقات إذاعية بمثابة رأي سوري رسمي وثم التعامل معها في كثير من الأحيان على هذا الأساس، بل وبدا الأمر أكثر إحراجاً للإعلام الذي أصبحت افتتاحيات رؤساء تحريره لا تقول شيئاً ولا تقدم رأياً إنما تلوك ذاتها في محاولة للتعبير البائس عن بديهيات يعرفها القاصي والداني.

لكن الآن في حرب طاحنة أو أزمة كارثة فإن الصمت ليس واحداً من الأشياء التي تنفع.

فهؤلاء رؤساء خارجية العالم يتحدثون عن سورية وحول سورية دون ضابط، وكل يوم نستطيع أن نرى ونسمع ونقرأ عن وزراء خارجية يتحدثون عنا أو نيابة عنا أكثر من تصريح وأكثر من تعليق. فيما وزير خارجيتنا السيد وليد المعلم يلتزم بالصمت.

الشيء الذي أود أن أؤكد عليه أن السيد وليد المعلم شخصية دبلوماسية راقية ويتمتع بمزايا مهمة في عمله.. لكن نقطة الضعف تتعلق بالمسألة الإعلامية التي ورثها من طبيعة العمل الدبلوماسي السوري الذي قلت عنه سابقاً يعتبر الصمت فضيلة الفضائل.

لكن في التعبير الإعلامي عن السياسة السورية الرسمية لدينا مجموعة مصادر.

ناطق باسم رئاسة الجمهورية، وزير الخارجية، المستشارة السياسية، وزير الإعلام.

السيد الرئيس بشار الأسد هو الأكثر حضوراً وتأثيراً في وسائل الإعلام ومن خلاله يتم الاطلاع من أعلى قمة في السياسة السورية.

ومن الملاحظ أن وسائل الإعلام الأجنبية التي تطرح الأسئلة تقدم أكثر الأسئلة إحراجاً لكنها تحصل على إجابات.

فيما ما تبقى من التغطية الإعلامية تكاد لا تكون موجودة بل بعضها فعلاً غير موجود باستثناء محاولات متقطعة للدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية في رئاسة الجمهورية والحضور لبشار الجعفري المحكوم بطريقة تناسب المنابر الدولية .... ما نقوله ليس انتقادا لأحد بل دعوة لنصبح أكثر حضوراً إعلامياً في وقت لدى المواطن السوري الكثير من الأسئلة التي يحتاج إلى الإجابة عنها...

السيد وليد المعلم ... قليل من التصريحات لا تضر.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024