الإثنين 2015-05-17 14:21:55 تحليل سياسي
دور قوة الأمن الفكري!! في الحرب على الإرهاب (الجزء الأول)
لم يعد خفياً على أحد في أرجاء المعمورة ضراوة الحرب التي تدور على الأرض السورية الحرب ضد الإرهاب بكافة أشكاله، هذه الحرب التي دخلت كل بيت وتركت أثرها في كل نفس تسللت الى الكتابات والأشعار وأثرت في كثير من الجدران التي صارت تحمل شباناً ملأ صراخهم وضحكاتهم أروقة البيت يوماً ما وصاروا الآن صوراً على الجدار ونوراً يضئ درب من لا زالوا أحياء، وفي تفاصيل هذه الحرب التي تخوضها سورية ضد الإرهاب نحن بأمس الحاجة إلى توظيف ما أمكن من الطاقة والثقافية ووسائل الإقناع والجذب والتأثير وبناء أو إظهار النماذج القدوة وخاصة وبشكل مُلح لدى شريحة الشباب. • قوة الأمن الفكري والسؤال المطروح: ما المغزى من تشكيل قوة تحمي الأمن الفكري وماذا تشمل من أعمال مخططة ومنظمة؟ إن الغاية من اللجوء الى ما يمكن استعارة تسمية له بالقوة الناعمة هو تدمير الطاقات السلبية لقوى الإرهاب التي تسللت الى أفكار العديد من الشباب في سورية وخاصة في الأرياف والمناطق التي تتوفر فيها البيئة المساعدة بحكم المناخ أو طبيعة الأرض والتضاريس أو المهن التي يمتهنها المواطنون وغير ذلك من العوامل المساعدة إضافة الى الفقر والجهل العمودان في الثالوث الأسود المعروف، ومقاومة الغزو الثقافي والأيديولوجي، ومنع تحويل البلد إلى بلد مسيطر عليه، ونشر الوعي وخلقه أو تقويمه!!. • جنبا الى جنب العسكري والمفكر: هنا لا نطرح حلولاً فكرية وعملاً على محاولة إنقاذ المواطن وخاصة الشاب من ان يكونوا ضحية للإرهاب بالقوة الناعمة من دون استخدام القوة لا لان العدو لا يواجهنا بدون استخدام كافة أنواع الأسلحة بل يستخدمها وبشكل مدمر يطال الحجر والشجر والأثر والتاريخ والحضارة ولكن نطرح سؤالاً كم تبلغ تكلفة القضاء على إرهابي واحد في أي مكان من الأماكن التي تسلل إليها الإرهاب وجند شبابها؟؟ بالمقابل كم تبلغ تكلفة منع مئات الشبان من المناطق التي تعد بؤراً أو يمكن أن تتحول فيما لو توافرت البيئة الملائمة لتحول من فيها باتجاه الإرهاب طمعاً في مال أو تعبيراً عن فكرة أو مغرراً بأفكار دينية أو عقائدية مخالفة للصواب......؟ "القوة الناعمة" ظهرت في منطقتنا وازداد استخدامهما خاصة منذ بدأت الفوضى السياسية والتغيرات في المنطقة العربية، في ليبيا وتونس ومصر وبعض دول الخليج، وفي سورية وبلدان عربية أخرى، وبعد احتلال أفغانستان والعراق، حيث أن القوة الناعمة أو الليّنة، مصطلح سياسي حديث لكن الفلاسفة والسياسيون القدماء عرفوه بتعابير متعددة منها مثلاً "التأثير، الإقناع، الثقافة، النموذج". وتعني القوة الناعمة من وجهة نظر (جوزيف ناي) القدرة في الحصول على ما نريد من خلال الجذب بدلاً من القسر أو الدفع، وهي أحد مصادر التأثير، وهي أيضاً الإغراء والجذب، ويشير (ناي) إلى أن القوة الصلبة، تعني القوة المشتركة السياسية والاقتصادية والعسكرية، أي القوة في صورتها الخشنة التي تعني الحرب، والتي تستخدم فيها الجيوش.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024