الثلاثاء 2016-12-13 08:18:33 رأي
الرئيس المظلوم بشار الاسد
الرئيس المظلوم بشار الاسد

خضر غواركة – وكالة انباء اسيا
ملاحظة: كل المعلومات والاقوال الواردة في هذا المقال مصدرها ديبلوماسيين وسياسيين ووسطاء وثرثارين من اعداء الرئيس السوري وليس في هذا المقال أي معلومة مصدرها موال للحكم في سورية

في التاريخ السحري لعالم الغيب المرئي بالإيمان  "قتل قابيل هابيلا"....أغوى الشيطان الأخ فقتل أخيه..
وفي التفسير الإيماني للشرّ في العالم "أغوى الشيطان بشراً  فحكموا العالم بالاجرام  حيث تحولت ثلة من المجرمين الى عباقرة الاختراعات الحربية التي مكنتهم من فرض قرارهم على كل البشر على وجه التقريب فاستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
واغوى الشيطان أميركا فظنت ثلة قليلة من الحاكمين والمتحكمين أنهم " الله" الذي لا يرد قضائه في عالم الأرضين. وزيادة في الشيطنة يلبس هؤلاء ثوب الحمل وينهشون بأسنان الحمل احشاء الرضيع من قومهم ومن أي قوم ان كان في دمه البريء فائدة لانفسهم.  .
من إجرام الشيطان ولد إجرام واشنطن ومن يدور في فلكها لذا ابتدعوا بدعة شيطانية اسموها الفوضى الخلاقة باسم الديمقراطية والحرية جعلوا صاحب البيت يخرب بيته بيديه ويقتل ابنائه بيديه وهم يتفرجون ويقدمون السلاح والامكانيات للقاتل.
ليس الشيطان بالمجرم مقارنة بالاميركيين، هو يعد من لا سلطة له عليهم الا " انه وسوس لهم فأتبعوه باطماعهم وجشعهم وبجبنهم عن التمسك بإنسانيتهم" فتحولت فئة من البشر الى وحوش يحكمون العالم بقوة العبقرية الاجرامية التي طوروها.
وقد بلغت العبقرية الاجرامية عند حكام العالم السفاحين انهم طوروا سلاحا لا هو بالجارح القاتل ولا بالكيميائي الخانق، هو سلاح يحول عقولنا الى مطية للأكاذيب وموئل للغباء الذي يتوالد بقوانا الذاتية بعدما تبدل اتجاه تفكيرنا من السعي في خيرنا وخير من نحب إلى ما يماثل الوحش الذي يرى قطيعه الفئوي آخر الأنتماءات التي يستحق ان يحرق العالم من أجلها.
بدّل المجرمون حتمية التاريخ بالاعلام الغاسل لفهمنا وارائنا والباني لعقائدنا وثقافتنا كما يشاء القتلة لا كما يجب.
لم يعد المجرمون يتحملون رافضا لهم ولو كان زعيم قبيلة في غابات نائية، لذا كل من يعارضهم لا بد وان يتحول الى شيطان سفاح ومجرم ومختلف يجب قتله وسحله ونفيه وانهائه وتدميره وإبادته، في نظر القطعان البشرية المتحيونة بالفكر والتثقيف والغريزة.
لم يعد مسموحا ان يتحول المحرر الى بطل بنظر شعبه، ولم يعد مسموحا أن يعشق الاحرار قائدا قادهم الى النور من عمق العتم بالثبات والتصميم والعزم والاصرار.
لم يخلق الله الانسان كاملاً وجل من لا يخطيء فكيف بحاكم بالتأكيد ليس بملاك إسمه بشار الأسد..
ليس بملاك وهو يملك صفات الحاكمين الايجابية منها والسلبية...لكن من يجروء منا على الاعتراف امام سطوة الاعلام الاستكباري بأن بشار الأسد قبل كل شيء محرر وبطل حرب التحرير الوطني السوري واعظم من حكموا سورية على مر التاريخ.
سورية التي هرب رجالها من واجب دعم بطل ميسلون الا قلة قليلة حشد رجالها بشار الأسد خلفه ليحررها من الغزو الاطلسي.
كان امامه طريق سهل عنوانه السلام (اي الاستسلام) لاسرائيل ولم يفعل.
في القياس المصلحي: الرئيس السوري صاحب سلطة والسلطة هي التي قتل لأجلها السلاطين العثمانيين ابنائهم واخوتهم حتى الرضع منهم وهي التي قال عنها هارون الرشيد لولده " لو نازعتني اياها لقطعت رأسك"
هي السلطة التي عرضها بشار الاسد للخطر وعرض عائلته وبنيه وكل من يحبهم للخطر حين قال للمجرم الشيطاني الأميركي " لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل"
من نحبهم اولى بأن نفضح سلبياتهم حتى نبرهن عن وفائنا لهم والشعب السوري يعرف تمام المعرفة النواقص والسلبيات في حكم الرئيس المحرر بشار الأسد.
لكن وعلى قياس التاريخ:
هل كان عثمان رضي الله عنه ملاكا ؟ وهل كان المبشرون بالجنة من الملائكة ؟
وهل كان صلاح الدين وخالد بن الوليد من الولائكة ...نتباهى بابطال العرب في التاريخ ونخجل من الوفاء لرجل كان بكل بساطة قادرا على هزيمتنا جميعا بالاستسلام لكنه لم يفعل بل تحول الى فدائي وإن لم يلبس المرقط.
اصبح للرجل الابيض المجرم السفاح القدرة على تحويل نقاط قوتنا الى قوة له، فعمق الايمان بالجهاد الذي يدفع المسلم للتضحية بنفسه في سبيل إيمانه تحول من سلاح يخشاه المستعمرون الى سلاح في يدهم...بالاعلام الذي يمكن تسمية عشرات ومئات الاف المشايخ الوهابيين والتكفيريين الطائفيين من أدواته.
لهذا وفي عصرنا كل بطل مظلوم وكل محرر لا يجد ان للوفاء طريق لنشر قصصه  وسمعته ولا إنجازا  ليصل الى حيث يجب...إلى قلوب البشر وارواحهم في كل الدنيا..
بمقياس ما سبق، هذا زمن يظلم العظماء لأن حقارة السفاحين لم تترك لنا منفذا اعلاميا نتسرب منه الى عقول الضحايا من البشر.
ونحن جميعا في الاعلام اوهن من بيت العنكبوت...بيدنا استسلمنا للعجز ولم نقاوم المستحيل.
والرئيس السوري شئنا أم ابينا أحببنا أو كرهنا وافقنا ام عارضنا هو بالمقاييس الموضوعية واحد من عظماء المحررين لشعوبهم من الغزو والاحتلال الخارجي.لكنه لا يلقى في الدنيا ما لقيه من سبقوه من العظماء بسبب السيطرة الاعلامية الاجرامية لعصابة الرجل الأبيض التي سخرت دولا وثروات وملوكا ورؤساء واعلاميين ورجال دين وطوائف وشعوب وأمم لتخدم مصالح البيض القتلة على حساب مصلحة الإنسان المقهور وعملاء القتلة منهم بصورة او بأخرى.
حصل ستالين على التقدير الذي يستحقه في التاريخ المكتوب وفي وجدان الأمم كافة. لكن ستالين قاتل بشعبه الموحد وبجيشه العظيم في عديده وامكانياته ضد عدو يقاتل لدحره معظم القوى العسكرية الكبرى في العالم في ذلك الوقت أي ان ستالين لم يكن وحيدا وجيشه وشعبه في مواجهة الألمان..بينما قاتل الرئيس السوري وحيداً ضد كل القوى الكبرى التي خاضت ضد بعضها البعض الحربين العالميتين الاولى والثانية ما عدا روسيا. مع لحاظ أن الروس لم يتدخلوا بريا حتى اللحظة الا كمستشارين ولم يشاركوا في الحرب فعليا الا العام الماضي أي بعدما قاتل الأسد 120 دولة وعلى رأسهم دول حلف الناتو وقد احتلت مشاتهم من المرتزقة اغلب الاراضي السورية.
وتلقى العظيم جمال عبد الناصر التقدير والامتنان والخلود من شعوب الارض الحرة بإرادتها في ذلك الزمن مع أنه مهزوم مرتين عسكريا ولولا الظروف الدولية ما خرج سالما من غزو 1956 ولولا العاطفة الشعبية ما بقي رئيسا بعد هزيمة 67.
في حين أن الرئيس السوري خسر ارضا اكبر من تلك التي خسرها عبد الناصر بالمقياس النسبي ويقاتل لا ضد فرنسا وبريطانيا واسرائيل بل ضد أمم الأرض وجيوشها كافة تلك التي اجتمعت على قتاله بكل الطرق والأساليب بقيادة حلف الناتو.
ومع انه انتصر بمجرد أنه لم يأخذ المساومة بل سلك طريق المقاومة إلا اننا جميعا مقصرون في الحديث عن مثال غير مسبوق.
باع صلاح الدين القدس بعدما حررها حين شعر بالخطر على ملكه واشترى بشار الأسد القدس بدم ابنائه وبالخطر الذي وضع نفسه فيه حين قرر أن يقاوم.
تلقى سماحة السيد حسن نصرالله مكانته من التاريخ وفي الوجدان الشعبي بعد نصري تموز وايار لما حققه بقيادته للمقاومة في حين أن الرئيس السوري بشار الأسد لم تغزوه اسرائيل بل غزاه حلف الأطلسي واتباعه وبشكل مباشر تماما وإن بصيغ مبتكرة مستقاة من خلط مسألة إنشاء  الجيوش النظامية (المرتزقة ) بالعمل الأمني بالدعم التكنولوجي بالتسليح بالتحويل النفسي لملايين المسلمين الى الوهابية ليصبحوا " روبوتات قتالية بأمر البنتاغون"...
قاتل الأسد كما قاتل نصرالله لتحرير سورية ولم يستسلم ولم يتراجع ولم يتردد ولم ينافق ولم يهادن ولم يناور...
ظلم الرئيس السوري لأن الزمن  الحالي ليس زمنا  يفسح مجالا للموضوعيين كي يقدروا العظماء وينصفونهم.
محبو الرئيس الكثر في العالم يخشون الحديث عنه بإيجابية خوفا من وصمهم " بعملاء الديكتاتور " ويوصف الرئيس بمجرم الحرب والسفاح في اعلام " يستهبل شعوب الأرض" ويخفي عن البشر حقيقة ما يحصل وحقيقة ماهية الأسد " المحرر"  .
يدمر رجب أردوغان مدن وقرى 20 مليون كردي تركي ويقتل الالاف ويسجن حتى نواب الأمة المنتخبين ويلاحق المعارضين ويدمر مئات الاف العائلات بدعاوى باطلة وزائفة ومع ذلك ينجو من اي وصف مسيء وكأنه محمي بـ "رقية " من ناتو  واسرائيل
يصبح الساعي الى التسلطن " ايقونة المسلمين" بسبب موقف واحد اتخذه نفاقا في مؤتمر علني وبسبب رحلة سفينة واحدة أنكرها قبل صياح ديك الكرامة الوطنية التركية لا بل اسقط بالامس الملاحقات عن الضباط الصهاينة الذين قتلوا مواطنين اتراكا عزل في سفينة مرمرة. ويبقى في نظر " القطعان الفئوية" سلطانا منتظرا ومخلصا لا يُسئل عما يفعله بتحالفه مع اسرائيل ومع الارهابيين ضد سورية وشعبها الذي يدلل مهجريه حقا في تركيا ويزود من يقتلون اقاربهم داخل سورية بكل الامكانيات التي تجعل من تنفيذ جرائمهم أسهل.   
يخوض الأسد تجربة الحرب العالمية عليه في بدايتها فيأتيه من ينصحه بترك التحالف مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومع ايران والذهاب الى معاهدة سلام فورية مع اسرائيل يستعين بها على المؤامرة الكونية فيخسر المقاومة ويربح سورية.
رفض الرئيس وبقي وفيا لمبادئه ولعقيدته وللمقاومة التي يعتبرها " بعض سورية"
عرض عليه بعض مساعديه تحصين الساحل والانسحاب اليه لخوض حرب البقاء بكلفة اقل وبثقة أكبر بالديمغرافية فيضع الرئيس  ثقته بالشعب السوري كله وبالديمغرافية السورية كلها ويقول كلمة نقلت عنه هي " سورية كلها منطقتنا ولن نقبل الا بالقتال حتى تحرير كل شبر من الارض السورية "
وثق الرئيس بالناس حين لم يثق الناس بأنفسهم لان   وباء " القطعان الفئوية" دخل  الى عقول الملايين من ابناء الشعب لكن الرئيس وثق ثقة عمياء بمن معه.
جائته الوفود تطالب بالاصلاح فحدثهم عن مؤامرة كونية لا علاقة لما حصل او سيحصل في الداخل به لم يقبلوا منه أن يرى ما لم يرونه بل ما لم نراه جميعا.
نصحه الاصدقاء بقلب الطاولة ديمقراطيا  والذهاب باكرا الى حل محلي يلغي الاسباب الداخلية والذرائع المعلنة والحقيقية فيفعل ولكن وهو يعلن لكل من سأل " إنها حرب خارجية على سورية ومهما اصلحنا وبدلنا وغيرنا فالغزو الخارجي هو الوسيلة الحقيقية التي يسعون اليها.
اعظم العظماء لو سألت عن رزاياهم لسال حبر كثير في ذم تلك الرزايا لكن العبرة في النتائج والعذر في الاسباب.
يتحدثون عن حرب اضطر الرئيس لخوضها بعدما فرضت عليه وبعدما هرب منها مرارا وتكرارا وينسون ما فعله صلاح الدين بأهل مصر ليحكمهم وما فعله ستالين بالخونة (في نظره) من شعبه ليوحد السوفيات خلفه وينسون ما فعلته السعودية باليمن والبحرين ومع فعله الاميركي بالعراق وبغيره وما فعله الاطلسي بليبيا وسورية..
كل الدنيا وكل مجرمي الدنيا ابرياء في الدعاية الاجرامية لتلك القلة الحاكمة على مصير البشر بالجبر والاكراه...وحده الرئيس السوري من يطلقون عليه الالقاب ونحن من نعينهم حين نبخسه حقه...هو  الذي قاتلهم بالقرار والتصميم والثبات حتى جر الى دائرته من له مصلحة في الاستفادة من الصمود السوري..هو وحده من يستحق لقب المحرر لسورية وللعرب..فمتى سنحرر عقول البشر من وباء القطيع الطائفي؟؟ 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024