الأربعاء 2016-12-14 08:13:58 تحليل سياسي
فيسك: هكذا سيطر "داعش" على تدمر وهذا ما يهمّ الأسد

رأى الكاتب الصحافي الشهير روبرت فيسك أنّ السياسيين الغربيين، الخبراء والصحافيين، بحاجة لإعادة صياغة مقالاتهم وأخبارهم بعد سيطرة الجيش السوري على شرق حلب، لأنّ هناك أكثر من حقيقة يجب أن تنشر بعد إستعادة الجيش السوري السيطرة على حلب.

وتوقّع فيسك أن نسمع في الأيام المقبلة تعبيرًا عن القلق الدولي أكثر عن مدنيين محاصرين في حلب وعن أنّهم غير قادرين على المغادرة بسبب القصف الروسي والسوري العنيف. ولفت فيسك إلى أنّ جنودًا سوريين أعربوا له سرًا منذ أسابيع عن اعتقادهم بأنّ الأميركيين سيسمحون لداعش بترك الموصل والمجيء لضرب النظام في سوريا مرّة جديدة. فيما كان جنرال أميركي قد عبّر عن خشيته من أنّ المجموعات الشيعية العراقية سوف تمنع داعش من الفرار الى سوريا عبر الحدود العراقية.

وبالفعل هذا ما حصل الآن قبل إستعادة المدينة الأثرية في تدمر، بحسب فيسك، الذي أشار الى أنّ آلاف العناصر من التنظيم تدفقوا مع شاحنات مفخخة عبر الصحراء من الموصل إلى الرقة ودير الزور في غرب سوريا، حتّى سيطروا على تدمر مجددًا. ومن هنا جاء إعلان سقوط حلب متوازيًا تقريبًا مع إستعادة تدمر.

وقال فيسك إنّه "بإعتراف الروس فقد نفذوا 64 غارة ضد داعش خارج تدمر. لكن كانت هناك أعمدة غبار متصاعدة من قوافل داعش"، والسؤال هو: "لماذا لم يشارك سلاح الجو الأميركي في ضرب عدوّه الأعظم؟". وأجاب قائلاً: "لأسباب معيّنة الأقمار الصناعيّة الأميركية والطائرات بدون طيار والإستخبارات الأميركية لم تكتشفهم".

ورأى أنّ تدمر تشكّل إنتكاسة للروس والجيش السوري، ولكن "رمزية" أكثر من "عسكرية". وذكّر بأنّ ضباطًا سوريين قالوا له في تدمر في أوائل العام الحالي أنّهم لن يسمحوا لداعش بالعودة الى المدينة، التي تضمّ قاعدة عسكرية روسية.

"إذًا ماذا حصل؟" يتساءل فيسك، ويؤكّد أنّه على الأرجح لم يكن لدى الجيش السوري القوة البشرية للدفاع عن تدمر، بينما يركّز جنوده على معركة حلب.

وأكّد أنّ الجيش السوري يريد إستعادة تدمر سريعًا، لكن بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، فما يهمّه هو أنّ سقوط حلب يعني أنّ "داعش"، "النصرة"، "القاعدة" والمجموعات السلفية الأخرى، لم تعد قادرة على المطالبة بقاعدة أو إقامة عاصمة في عدد من أبرز المدن التي تشكّل العامود الفقري لسوريا: دمشق، حمص، حماه وحلب.

في سياق متصل، قال فيسك: "بعدما إنتشرت الأخبار عن الخطف والقتل في حلب، أعتقد أننا سنسمع أكثر عن أخبار مماثلة في الأيام المقبلة. سوف نقرأ الشهر المقبل كتابًا مخيفًا عن تجار الرجال كتبته الصحافية الإيطالية لوريتا نابوليوني، والتي بحثت فيه تمويل الحرب في سوريا".

وفي غضون ساعات قليلة، سوف يناقش البرلمان البريطاني لمناقشة معاناة الأطباء والممرضين والمدنيين الجرحى في حلب ومناطق أخرى من سوريا، بحسب فيسك.

وعادَ فيسك بالذاكرة الى أيّام الرئيس العراقي صدام حسين، عندما اتخذ الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير قرارهما بالتدخّل في العراق، ولفت الى ما كان يُطلب من الصحافيين الحديث عن صدام ونظامه، وهذا الأمر مشابه لما يحصل الآن في سوريا.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024