الأربعاء 2015-06-17 00:35:00 تحليل سياسي
الحرب على سورية...وخيار الحرب الشعبية

تحمل الأيام القادمة في طياتها تطورات هامة ومفصلية في مسار الحرب على سورية, حيث يتضح أن الدول والقوى المتحالفة لإسقاط الدولة السورية بدأت تشعر بنفاذ الوقت وأن عدم توجيه ضربة قاصمة لسورية  خلال الأيام القادمة سيعني أنعكاس ذلك سلباً على الدول المشاركة في الحرب على سورية بالأستناد لمؤشرات عديدة:

1-نتائج الأنتخابات في تركيا والتي انعكست سلباً على قدرة حكومة أردوغان الاستمرار في هذه الحرب وقد بدأ يظهر ذلك من خلال انتقال زخم المعارك في سورية من الشمال إلى الجنوب ولعب غرفة عملية موك في الأردن الدور الأساسي على حساب غرفة عمليات الأناضول.

2-تقدم قوات الحماية الشعبية على الحدود التركية على حساب قوات تنظيم الدولة الأسلامية مما يضاعف امكانية تحقيق حلم كردستان سورية وهو مايعني زيادة مخاطر قيام دولة كردية في المنطقة مع مباركة امريكية واضحة مما سيدفع تركيا لزيادة التعاون مع آيران التي تعاني من نفس المشكلة.

3-فشل المشروع السعودي في اليمن وبدأ اليمنين بالانتقال لمرحلة الهجوم من خلال تمكن الحوثين من السيطرة على الجوف في السعودية مما سينعكس ضعف كبير على الموقف السعودية في حربها في سورية ويدخلها في حرب استنزاف في اليمن.

4-تمتدد داعش باتجاه الحدود الأردنية مما يشكل خطر على الدولة الأردنية التي لن تكون قادرة على مواجهة ذلك.

يدرك محور المقاومة  المخاطر المحدقة ولذلك يقوم بعدة أستعدادات لمواجهة  أسوء السيناريوهات,حيث تمكن من خلال مجموعة عمليا ت من إعادة أنتشار الجيش السوري و تركيزقواته في المناطق الحيوية ومنع جره لمعارك استنزاف, وإجبار المسلحين في دخول هذه المعارك كمعركة مطار الثعلة, ومطار كويرس وسهل الغاب.

 و تمكنت القيادة السورية في لحظة تاريخية من تحويل حالة الترويع والخوف لدى حاضنته الشعبية لحالة حشد شعبية والتفاف حول الجيش وتحسس لخطورة اللحظة ووجودية المعركة مما مكن من دفع قوى شعبية حية لصفوف المعركة بكل قوة وتنظيم وهذا عامل حاسم جديد ستتمكن قيادة محور المقاومة من خلاله على تحقيق العامل البشري الكافي بالأضافة لمقاتلين يتمتعون بوعي وشجاعة وأيمان بعدالة القضية التي نخوض من أجلها ومايمكن أن نسميه انتقال إلى مستوى المعركة الشعبية في وجه الأرهاب ومثلت معركة مطار الثعلة ومدينة الحسكة خير مثال على ذلك.

والعمل على رفع مستوى وحجم ونوعية الأسلحة لمواجهة الدعم اللا محدود لقوى المعارضة المسلحة من قبل كل الأطراف المنخرطة  الحرب ضد سورية.

كل ذلك سيجعل شهر رمضان القادم شهرًا مفصلياً و ستكون الأحداث فيه مدخل للتسوية على مستوى المنطقة,مع العلم أن عوامل النصر الًتي يمتلكها محور المقاومة هي الأقو ى وأغلبها قوى ذاتية لايستطيع أحد التأثير فيها أو كبحها.. 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024