الجمعة 2015-06-19 17:05:35 تحليل سياسي
العدوان على سورية .. المبتدأ والخبر

ثورة مطالب أم ثورة أحقاد ؟ إننا كسوريون ندرك قبل غيرنا بأن لدينا من المشكلات ما لدينا , وتم الاعتراف بهذه المشكلات ووضعت البرامج الحكومية لمعالجتها , والتي نعترف بأنها كانت غير ناجعة وبطيئة, لأسباب ندركها أيضاًَ نحن السوريون , وكانت الماكنة الحكومية تسعى لحلها, فمنذ خطاب القسم كان عنوان الإدارة الحكومية ( التطوير والتحديث والبناء على ما حققته سورية وتطويره ) . وجاءت الحرب على سورية التي تداخل فيها العامل الخارجي من جهة مع العامل الداخلي و أعني حاجات التطوير الداخلي من جهة أخرى. وقد فرَّق السيد الرئيس في خطابه الأول بعد بداية الحرب على سورية , بين الحاجات المحقّة للمحتجِّين وبين أيادي المؤامرة الخارجية , وتمت الاستجابة العاجلة لكل مطالب الإصلاح ووضعت البرامج الزمنية لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً- بالوصول بسورية إلى ما نرجوه - ولكن أيادي المؤامرة الخارجية والتي تحمل مشروع تفتيت سورية وتمزيقها , خدمة لأهداف أمريكية صهيونية والإجهاز على مشروعها المقاوم , هذا المشروع الذي جنَّدت له الأطراف الخارجية المشاركة بالمؤامرة على سورية, المال الكثير والسلاح ومحطات إعلامية كانت إلى فترة متأخرة تحظى بثقة المواطن السوري - هذا المواطن الذي عرف باكراً خيوط اللعبة - فوقف مع قيادته وقائده للدفاع عن وطنه . ومن المعروف عن المواطن السوري غيرته الوطنية العالية واستبساله في الدفاع عن وطنه عندما يشعر بأن هناك ما يهدد وجود الوطن السوري. الحرب على سورية و نزع القناع المطلبي جن جنون المخططين والمنفذين للفتنة في سورية, فرفعوا سقف مطالبهم بدلاً من( الإصلاح ) إلى( إسقاط النظام) , فأيقن الشارع السوري بأن الإصلاح( كلمة حق يراد بها باطل) و هبَّ الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه في مسيرات مليونية , قاربت نصف الشعب السوري لإعلان دعم برامج الإصلاح التي أعلنها السيد الرئيس , والوقوف بوجه المؤامرة الخارجية, فانتقل المتآمرون إلى تسليح أدواتهم في الداخل وهو ما اعترفت به بعض أطراف المعارضة الخارجية , وتم تزويد فرق المرتزقة بأحدث أجهزة القتل وأجهزة الإرسال الفضائي التي تعمل على تزويد محطات الفتنة بما هبَّ ودب من مواد التحريض والفتنة , وتم أيضاً استعمال أقذر الأساليب لتحريض الناس على القتل والتخريب , ولكن سورية بشعبها المؤمن والواعي والمتعلم, كشفت أكاذيبهم, وفنَّدت إدعاءاتهم, وعرَّت مواقفهم, فكان جزاء المحطة التلفزيونية البسيطة بإمكاناتها المادية والبشرية والكبيرة بإيمانها بوطنها( تلفزيون الدنيا) ما نالها من العقوبات الظالمة, بالإضافة إلى حزم ورزم العقوبات التي نزلت على سورية الصامدة كالمطر . الإرهاب يكشر عن أنيابه نحن كسوريون, نعرف تماماً حجم الإجرام والترهيب وترويع الآمنين الذي مارسته عصابات الإجرام في بلدنا الحبيب , والتي قتلت النساء والأطفال ومثَّلت بالجثامين الطاهرة , جرائم يندى لها جبين الإنسانية والتي فاقت جرائم المغول والتتار بوحشيتها , وكل ذلك مدعوماً بفكر ديني تكفيري وبأحدث ما وصلت إليها البشرية من وسائل الاتصال والإعلام والقتل والتدمير, ولكن سورية الصامدة والمؤمنة أفشلت مخططاتهم خلال ستة أشهر من أبشع المراحل التاريخية التي عاشتها سورية بتاريخها الطويل. استهداف الكوادر العلمية و الفنية انتقل المجرمون إلى استهداف الكوادر العلمية والطبية , يعيدون سيرتهم الأولى في الثمانينات من القرن الماضي والتي استطاعت سورية حينها سحق مخططاتهم وتشتيت فلولهم, واليوم سورية قادرة على فعل ذلك , فاستخدم المجرمون أساليبهم الشيطانية في استهداف الكوادر السورية و كل من يعتقدون بأنه عامل هام للصمود السوري بوجه الغطرسة الصهيونية و عصاباتهم المجرمة فتم استهداف العديد من الطيارين و العلماء و المخترعين و حتى المدرسين و أساتذة الجامعات و الاعلاميين و حتى رجال الدين الذين لم يوافقونهم بمشروعهم التدميري كالشهيد محمد سعيد رمضان البوطي " رحمه الله " عبر استخدام المفخخات و العبوات الناسفة التي تلصق بالسيارات و استخدام الأسلحة الكاتمة للصوت ناهيك ن جرائم الخطف بهدف الابتزاز المادي للمواطنين المدنيين سواء كانوا موظفين أو عمال فنيين في قطاع الخدمات كالكهرباء و الصحة و غيرها الصمود السوري عنوان الانتصار على همجيتهم لقد دفع السوريون ثمناً باهظاً لصمودهم في وجه الحرب الكونية التي شنتها أكثر من 100 دولة شاركت بتقديم السلاح و المال و المرتزقة و الذين ضمهم الاجتماع الأول فيما يسمى " أصدقاء سورية " لإيمان السوريين ووعيهم بأن هذا القادم المجهول لا يناسبنا نحن السوريين لا في العقيدة و لا في الحياة و لا نريده مستقبلا لأجيالنا القادمة ونحن لا نعوِّل بقدرتنا على التصدي لهم إلا على الله وإيمان شعبنا بعدالة قضيته وبمواقفه المشرفة لنصرة المظلومين في كل العالم وانتمائها العربي الصريح والداعم لكل القضايا العربية العادلة والمحقّة وعلى رأسها قضية فلسطين , هذا الجرح النازف منذ ما يزيد عن نصف قرن والذي عجزت ديمقراطيات العالم المتحضر( كما يدعون) عن إحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه . و نحن نقول بأن سوريا انتصرت في الماضي وستنتصر اليوم وفي المستقبل بعون الله . وستبقى كما كانت وطناً يعيش به جميع السوريين بمختلف أطيافهم, كالجسد الواحد إذا آلمه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمّى , وستبقى كنائس الشام تعانق المساجد , تسبح الإله الواحد وتدعو الله أن يحمي سورية العربية ويحمي جيشها و بشارها القائد

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024