الجمعة 2015-06-19 17:09:03 تحليل سياسي
5000 روسي في صفوف داعش

انشغلت الأوساط الروسية الدبلوماسية ، في الآونة الأخيرة ، بقضية تجنيد الشبان الروس في صفوف "الدولة الإسلامية " المحظورة في روسيا ، باعتبارها تنظيماً إرهابياً ، لاسيما بعد ما أقدمت عليه الطالبة الروسية (بربارة كاراولفا ) ، البالغة من العمر تسعة عشر عاماً ، و أوهمت والديها أنها ذاهبة في رحلة استجمام إلى تركيا ، إلا أن السلطات ألقت القبض عليها ، و أعادتها إلى موسكو ، أثناء محاولتها عبور الحدود التركية باتجاه سورية ، بغية الإنضمام إلى المقاتلين الروس في صفوف "داعش" و الذي يقدر عددهم حسب مصادر مختلفة ، زهاء خمسة ألوف مقاتل ، وهي ليست الحادثة الوحيدة من نوعها ، حيث أقدم شاب روسي من والد شيشاني ، ولد و ترعرع في موسكو ، على تكرار فعلة الشابة الروسية (بربارة) ، لكنه لقي مصرعه في سورية ، فيما لاتزال زوجته الحامل مجهولة المصير في تركيا ( منزل والديه يبعد بضعة أمتار من منزلي ) ، فتاة أخرى تبحث عنها حالياً السفارة الروسية في أنقرة ، تدعى /مريم إسماعيلوفا / اتجهت مؤخراً إلى تركيا و تمكنت من الوصول إلى سورية و الإنضمام إلى التنظيم الإرهابي نفسه ، ناهيك عن فقدان طالبين من جامعة / بيلغورود / الحكومية ، يعتقد أنهما حذا حذو الآخرين و انضما إلى " داعش " ، فلماذا تفجرت الرغبة لدى الشبان الروس اليافعين بالإنضمام للتنظيم ؟؟ هل هذا نتيجة مباشرة لعدم وجود إيديولوجية واضحة وفعالة ترتكز عليها الدولة الروسية لتوعية شبابها لمخاطر الإرهاب ؟

/الكسندر بورتنيكوف / رئيس هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ، أبدى تخوفه من ازدياد عدد الشبان الروس الذين يقاتلون إلى جانب "الدولة الإسلامية " في العراق و سورية ، و الذي تضاعف عددهم بشكل ملحوظ عن العام الماضي ، و أكد / بورتنيكوف / أن الخطر الرئيسي الذي يهدد روسيا ، هو عودة المقاتلين إلى أوطانهم ، و استمرار أنشطتهم الإرهابية في الداخل الروسي ، و بالتالي تهديد السلم الأهلي ، و الأمن و الاستقرار في روسيا و رابطة الدول المستقلة .
بدوره رأى /بوريس دولغوف / الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ، أن خطر " داعش " أصبح يهدد روسيا بشكل مباشر ، و أكثر من أي وقت مضى ، و ذلك لانتشار أفكاره المتطرفة و الراديكالية بين الشبان في روسيا ، ، و سرعة استجابة صغيري السن ، أو قليلي الثقافة لها ، و الخوف من أن يكون هناك منظمات على أراضي الإتحاد الروسي تدعم الإرهاب ، و تروّج له بين طلاب الجامعات ، و تقدم مغريات تبدو فعالة ، ومن المرعب حسب / دولغوف / تخيّل أن يصبح مواطنو روسيا قنابل موقوتة يحملون الموت للجميع ، أينما حلّوا .
باحثون روس يرون أنه من الضروري في الفترة الراهنة ، إعطاء الأولوية لتوعية الشباب ، لاسيما المسلمين منهم ( عددهم لا يستهان به في روسيا ) ، إلى خطورة ما تقوم به التنظيمات الإرهابية من جرائم ضد الإنسانية ، لن تعود عليهم بالفائدة و لا على بلادهم ، بل على العكس ، ستسلب منهم كل ما هو غالي ، و عزيز ، و إن كان هنالك من مغامر يريد أن يختبر شيئاً جديداً في حياته ، عليه أن يعي أن روسيا ستغلق حدودها في وجهه ، و لن تسمح له بالعودة ، فلا أهلا و لا سهلاً بأي مقاتل تخرج من مدرسة " داعش" الإرهابية .
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024