الإثنين 2015-05-18 13:52:17 شباب في السياسة
ولاية العقرب(1)
لم يعد أحد الآن بعيدا أو جاهلا بأحداث التاريخ وأسراره فبسبب انفتاح العالم على آفاق الشابكة العنكبوتية أصبح بإمكان أي شخص وضع كلمة مفتاحية لموضوع يجول في خاطره ليجد أمام عينيه العديد من النتائج منها المتعلق وغير المتعلق عما يبحث،واليوم سنضع بين السطور عنوان نبحث به عن أحلام سلطنة تحلم بالعودة سلطنة كتب لها الوفاة بعد حكم مستبد دام أربع قرون فمن يحكم هكذا مدة لابد أن تعود الأيام وتدغدغ حنينه لأمجاد الماضي،و إن اخترنا البحث عن الولاية العثمانية المفقودة في هذه الأيام المرافقة لذكرى النكبة الفلسطينية سنجد عنوانا مشتركا لعدد من النتائج وسيحمل اسم (الاتحاد والترقي). تلك الجمعية التي لدغت السم الصهيوني بأرض فلسطين إذ يذكر التاريخ مساعي تيودور هرتزل الحثيثة لإقناع السلطان عبدالحميد بفتح باب الهجرة اليهودية للأراضي المقدسة إلا أن محاولته لم يكتب لها النجاح فمادام السلطان عبد الحميد على سلطنته سيبقى الحلم اليهودي متأخر،ولكن إن تم خلع هذا السلطان وعزله عن كرسي الحكم بجهود جمعية الاتحاد والترقي فأن حلم هرتزل سيتحقق بالهجرة الموعودة ليس فقط حلمه بل أحلام أعضاء هذه الجمعية التي أستلمت سدة الحكم بعد انقلاب على رأس السلطة وتسلم اليهود لعدد من المناصب الرفيعة في الدولة كالمالية والعدل وقيادات في الجيش العثماني... مستترين بالدين الإسلامي ومختبئين تحت عباءته فيهود الدونمة -وهذه تسميتهم- لم يتواجدو صدفة في أراضي اسطنبول بل كان ذلك منذ مئات السنين حين بدأت المذابح الأوربية آنذاك تجاه اليهود فأبدا حكام ذاك العصر التعاطف مع من لجأ لأراضيهم وشرع لهم أبواب الولايات العثمانية فيما عدا الأراضي المقدسة ليحجم السلطان بهذا الشكل طموح قوم أرادوا القدس دوما لهم ومع توالي الأيام وبدء العثمانيين دخول مرحلة من الركود وتعرضها للضغوط فتح باب للهجرة بأعداد محدودة شرع دخول المهاجرين إلا أن ذلك لم يحلو بطيب خاطر لهم وأصروا على سياسة الضغط عن طريق مناصريهم في الغرب.وبعد تمكن جمعية الاتحاد والترقي من الوصول للحكم و خلع السلطان عبد الحميد تزايدت أعداد اليهود المهاجرة الذين أقاموا الاحتفالات فرحا بتحقيق آمالهم بعد رحيل السلطان دون أن ينطق حكام جمعية الترقي ببنت شفة كيف لا وهي جمعية سعت رجالاتها كل السعي لتحقيق ذاك المبتغى. ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى خرجت القوات العثمانية مهزومة تاركة ورائها الجيش البريطاني الذي استطاع ضم فلسطين لمناطق نفوذه التي أصبحت جزءا من الوعد المشؤوم (وعد بلفور) المتمثل بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، ليبقى الشعب الفلسطيني باحثا عن أحلامه بالحرية والاستقلال حتى يومنا هذا، بينما يبحث التركي اليوم عن ممر يعود به لأمجاده التي ولت بعيدا وهو يظن كل الظن أن اللعب على أوتار الأزمة السورية سيعيد له ذاك المكان المرموق.....يتبع
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024