الأحد 2015-06-21 05:51:51 تحليل سياسي
سورية.. العزف المنفرد على وتر العروبة .. وسيمفونية الموت

لعل أفضل ما أفتتح به مقالتي اليوم هو ما قاله شاعر العروبة السوري سليمان العيسى عن الوحدة العربية:

وهبتُكِ عمري  , ما وُهِبتُ سوى الظمى ... أنا الحادي القتيل أنا الظمي

فبعد أن توقف القوميون العرب من العزف على قيثارة العروبة تاركين الساحة للعازفين على الرقاب بسواطير الموت , و بعد أن أصبح رابط الأخوان  مع الشيشان أو إفغانستان أقوى من الرابط  مع بني قحطان,

وحدها سورية انفردت للعزف المنفرد على وتر العروبة ,  لتتراقص على أنغامها أجساد العروبيين المتهالكة و المثخنة بالجراح ,  باعثة فيهم الأمل بأن العروبة باقية و العرب باقون ,  و نباح الكلاب العاصف ما هو إلا خوفاً من مفترس قادم لا تخشاه سورية  لأنها أعدت ما استطاعت من قوة للقضاء عليه .

العزف السوري,  شجع آخرون للصعود الى المنصة للمشاركة ,  كالجزائر و العراق لدعم العازف السوري , لتصبح أنغام العروبة هي الطاغية على المشهد , و ليخفت شيئاً فشيئاً صوت الكلاب الخائفة أمام نغمات العروبة المتصاعدة .

نعم لقد استطاعت القيثارة السورية أن تفعل فعلها و تعيد الأمل الى القوميين العرب ,  و إن نباح الكلاب المرعوبة  لن يستطيع طمس نغمات القيثارة العروبية  السورية ,  و بأن شمس العروبة لا زال باستطاعتها الاشراق من دمشق   بعد أن غطتّها السحب السوداء .

المشهد برمته , يبدو كئيباً و العواصف لم تنحسر بعد ,  و لكن العروبي الأصيل يدرك بأن الشمس تختفي خلف الغيوم ,  و الصبر وحده هو السبيل لرؤية الشمس مجدداً .

 و للتذكير فقط , حالنا اليوم هو حال العروبة أواخر الاحتلال العثماني البغيض  و نشوء الحركات القومية العروبية النقية التي بعثت في العرب الثقة بأنفسهم بقرب الخلاص من المستعمر العثماني ,  و الحال ينسحب على كل أشكال الاستعمار الأخرى التي حاولت طمس العروبة و لكنها فشلت , و اليوم ستفشل كسابقاتها , هذا هو المؤكد بالنسبة لنا نحن السوريون .

طائر العروبة الجريح

العروبة جسد ,  و الاسلام الصحيح و المسيحية الحقّة , جناحا الطائر العربي ,  كل منهما داعم للآخر- فالخوافي قوة للقوادم .

و من يريد أن يجعل بينهما تعارض , هو من يريد كسر الأجنحة و القضاء على هذا الجسد , هذا هو ما ندركه جيداً , لذلك سعى الصيَّاد الى التصويب على الأجنحة ليتهالك الجسد .

العربي بشار الأسد .. طبيب العروبة

طبيب العروبة المعاصر بشار حافظ الأسد  و على سيرة أسلافه الذين ما انفكّوا يبثون العافية في هذا الجسد و نهوضه كلما جاءته كبوة , إنه الامتداد التاريخي لجمال عبدالناصر و حافظ الأسد  , حافظ العروبة و حافظ الأديان باعتبارهما رسالة أخلاقية قادرة على النهوض بروح الإنسانية لأبناء الأمة العربية و رسالات السماء السمحاء .

  العربي بشار الأسد , بيده الخبيرة و عينه البصيرة ,  يعمل جاهداً على تنقيتهما مما يعتريهما من مرض .

الصهيو- وهابية

لن تسقط العروبة , و لن يسقط الإسلام الحق , و لن تسقط المسيحية السمحاء ,  فحراس الشام صامدون و يقظون ,  بمواجهة الأعرا ب غير القادرين على نطق حروف العربية الصحيحة , و الذين لطَّخوا سماحة الأديان بأدران الشيطان ,  و التنبيه الى أن الوهابية - هذه البدعة الجديدة - لا تمت إلى الإسلام بصِلة و إنها الوجه الآخر للصهيونية .

كما أن محاولات حرف العروبة عن جوهرها النقي و زجِّها في التعصب و الانغلاق, ستسقطه سورية في خطوات جنودها لتحرير الأرض و الانسان من أدران الوهابي الشيطان

و سيبقى أبناء العروبة  يرددون نشيدهم المفضل :

بلاد العرب أوطاني .... من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن .... إلى مصر فتطوان

وحدها دمشق حارسة بوابة العروبة , ستبقى عين العروبة اليقظة و حارسة أحلام أجيالنا العربية القادمة حاملة رسالة الأمة العربية الخالدة لا يحرفها عن هدفها حادث من حوادث الزمن و لن يغير بعروبتها النقية سوء الأحوال الجوية و سوف تنشر قوس قزح بعد العاصفة من المحيط إلى الخليج  .

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024