الإثنين 2015-06-22 20:31:27 تحليل سياسي
الدور الوظيفي للعرش الهاشمي وحتمية أنهياره

مع نهاية  الثورة العربية الكبرى وتأكل طموحات الشريف حسين ببناء المملكة العربية على أنقاض الدولة العثمانية في مشرق الوطن العربي,  سعى الشريف حسين بعد نشر الثورة البلشفية لوثائق سايكس بيكو ووعد بلفور, لإعادة تموضعه ليكون جزء من هذه المشاريع في المنطقة  بالإستناد  لسلطته المعنوية لدى العرب باعتباره ملك على الحجاز وقائد للثورة العربية الكبرى وأصوله الشريفة, ومن خلال قراءة متأنية لتاريخ هذه العائلة  نجد انها  شكلت رصيد استراتيجي للدول الاستعمارية, لتنفيذ سياستها في المنطقة وخصوصا بريطانية  .

عملت بريطانية أكثر الدول الاستعمارية  خبثا ودهاء وقدرة على   فهم طبيعة المجتمعات, على استيعاب هذه العائلة وتوظيفها بما يخدم مصالحها, حيث عملت على أعادة الملك فيصل إلى العراق بعد طرده من قبل فرنسا من سورية  وتنصيبه  ملكا ًعلى العراق لإخماد ثورة عام 1920 التي نشبت في العراق, وأسست أمارة شرقي الأردن ونصبت عبدالله بن الشريف حسين أميرأً عليها لمنح الشرعية السياسية فيما بعد لوعد بلفور. كما ساهم في إخماد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941,وأدت سياسته التأمرية في حرب فلسطين إلى هزيمة جيش الانقاذ العربي وقيام الكيان الصهيوني وقد دفع لاحقاً حياته ثمناً لهذه السياسة.

 لم يخرج الملك حسين بن طلال  عن هذا الدور التآمري على العروبة حيث عملت بريطانيا بالتعاون مع الاسرة الهاشمية في العراق والاردن على تأسيس الأتحاد الهاشمي رداً على الوحدة السورية المصرية,ولم يكن دور الملك حسين أقل أهمية من دورة جده الملك عبدالله في تعزيز الدولة الصهيونية في المنطقة فعمل على ضرب المقاومة الفلسطينية في عام 1970 بما سمي أيلول الأسود وأجبر المقاومة الفلسطينية على المغادرة إلى لبنان ممامهد فيمابعد لأندلاع الحرب الأهلية في لبنان, وكان دوره التجسسي على سورية ومصر في حرب تشرين التحريرية حاسماً في منع انهيار العدو الصهيوني, ولعب الدور الأساسي في  توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الصهيونية تمهيدا لتوقيعه فيما بعد اتفاق وادي عربة لتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

من خلال هذا السياق كان من الطبيعي أن يكون الأردن جزء أساسي من محور الحرب على سورية  , حيث عملت  الأجهزة الأمنية الأردنية على تامين كل وسائل الدعم اللوجستي  لتنظيم القاعدة في سورية" جبهة النصرة" والقوى التي تعمل تحت رايتها لهم, وبرز دور" غرفة عمليات موك" في الأردن التي تقود كل المعارك ضد الجيش السوري في المنطقة الجنوبية.

ويظهر جليا في الآونة الأخيرة  أن أحلام المللكة العربية الممتدة على سورية والعراق  التي راودت الملك حسين بدأت تراود الملك عبدالله الثاني من خلال  تصريحاته الأخيرة التي تحدث فيها عن "دعم العشائر العربية في سورية والعراق."

ومهما يكن فمحاولتنا استقراء أمكانية  تحقيق هذا المشروع نجد أن هذا الأمر  سيكون سبب انهيار العرش الهاشمي, فإسقاط الدولة السورية سيدخل المنطقة في حالة من الفوضى لن يستطيع الأردن تطويقها وخصوصا أمام التعاطف الكبير الذي تحظى فيه هذه الحركات لدى الشعب الأردني وخصوصاً في معان  وسيكون ذلك تمهيدا لضم الأردن لدولة" النصرة" أو" داعش."

ونجاح الجمهورية العربية السورية والعراق في الانتصار على الإرهاب سيقذف بهؤلاء الإرهابيين إلى الأردن وسيكون من الصعب على الأردن مواجهة جحافل هؤلاء الإرهابيين المسعورين.

ومها حاولنا تفسيرفعل الملك عبدالله الثاني  رغم  حتمية النتائج, نستطيع التأكيد أن دور الاسرة الهاشمية هو مرتبط بدورها الوظيفي في سياق مشاريع الدولة الاستعمارية في المنطقة وهو مايعني أن دوره ووجوده ينتهي مع نهاية دوره الوظيفي في المنطقة.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024