الخميس 2015-06-25 18:21:41 عربي ودولي
واشنطن .. وفضيحة التجسس على الحليف الفرنسي بعد الألماني

نددت باريس بعملية التجسس التي وصفته بالـ"غير مقبول بين حلفاء"، بعدما كشفت وسائل إعلام فرنسية استنادا إلى وثائق سربها موقع "ويكيليكس" أن واشنطن تنصتت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك. وشدد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول على أن "هذا غير مقبول بين حلفاء"، وقد أدلى بهذا التصريح قبيل عقد اجتماع طارئ دعا إليه الرئيس هولاند بمشاركة الوزراء الرئيسيين وكبار مسؤولي القوات المسلحة والاستخبارات في البلاد. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس "لن تسمح بأي أعمال تعرض أمنها للخطر"، في ختام اجتماع طارئ لمجلس الدفاع دعا إليه الرئيس فرنسوا هولاند اثر الكشف عن عمليات تنصت مارستها الولايات المتحدة على أخر ثلاثة رؤساء فرنسيين. وجاء في بيان صادر عن قصر الاليزيه أن "السلطات الأمريكية قطعت تعهدات" إذ وعدت في نهاية 2013 بوقف برامج التنصت على حلفائها، وتابع البيان انه "يجب التذكير (بهذه التعهدات) والالتزام بها بشكل صارم" منددا بـ"وقائع غير مقبولة"." وأفادت مصادر دبلوماسية عن أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استدعى سفيرة الولايات المتحدة في فرنسا جاين هارتلي. ويأتي هذا الإجراء بعدما عقد مجلس الدفاع جلسة طارئة صباحا برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي أكد أن باريس لن تسمح بأي أعمال تعرض أمنها للخطر. وكان البيت الأبيض قد أكد انه لا يستهدف ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إذا واشنطن تواجه فضيحة تجسس جديدة من العيار الثقيل، والخارجية الفرنسية استدعت السفير الأمريكي لدى باريس على خلفية وثائق مسربة حول تجسس الاستخبارات الأمريكية على هواتف مسؤولين فرنسيين و قصر الإليزيه أعلن أن باريس تعتبر التجسس الأجنبي عليها أمرا مرفوضا ولن تتسامح مع أية أنشطة تهدد أمنها. "التجسس على الإليزيه"، تحت هذا العنوان على موقع ويكيلكس، بينت وثائق مسربة الثلاثاء أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تجسست على جاك شيراك وساركوزي وهولاند. وأكد موقع ويكيليكس أن الوثائق تثبت مراقبة الوكالة الأمريكية لاتصالات هولاند الذي يشغل منصب الرئاسة الفرنسية منذ عام 2012 وحتى الوقت الراهن إضافة إلى وزراء في الحكومة الفرنسية والسفير الفرنسي في الولايات المتحدة. وأشار ويكيليكس إلى أن الوثائق تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لعدد من المسؤولين في القصر الرئاسي الفرنسي بما في ذلك الهاتف المحمول المباشر للرئيس، كما تضمنت الوثائق ملخصات لمحادثات بين مسؤولي الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة المالية الدولية وأزمة الديون اليونانية والعلاقات بين إدارة هولاند وحكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي بيان صدر باللغتين الإنكليزية والفرنسية قال ويكيليكس، بينما ركزت التسريبات الألمانية على استهداف المخابرات الأمريكية كبار المسؤولين فإن ما نشر يقدم صورة أشمل عن تجسس الولايات المتحدة على حلفائها. ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايز الثلاثاء تحديدا أنباء تجسس استخبارات الولايات المتحدة على مكالمات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من دون الإشارة إلى التجسس على رؤساء فرنسا السابقين، قائلا في بيان بهذا الشأن نحن لم نستهدف، ولن نستهدف وسائل اتصال الرئيس هولاند... نحن لا نجري مراقبة استخباراتية خارج الحدود عدا تلك المحدودة ذات العلاقة بمصالح الأمن القومي، وهذا يسري على المواطنين العاديين وزعماء العالم ، مضيفا ان الأمريكيين يعملون بشكل وثيق مع الفرنسيين في جميع القضايا الدولية التي تثير القلق، وأن فرنسا شريك هام للولايات المتحدة. يذكر أن هذه التسريبات نشرت بادئ الأمر في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليومية وموقع "ميديابارت" الإخباري اللذين أفادا بأن وكالة الأمن القومي الأمريكي تجسست على الرؤساء على الأقل خلال الفترة بين عامي 2006 و 2012 وكان المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن كشف أن واشنطن نفذت عمليات تجسس إلكتروني واسعة النطاق في ألمانيا وزعم أن الوكالة تجسست على هاتف ميركل، علما بأن السلطات الألمانية أغلقت التحقيق في قضية التجسس الأمريكي على هاتف المستشارة الألمانية.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024