السبت 2015-06-27 12:31:39 شباب في السياسة
واقع الوطن المظلم

انتفضت المشاعر من هذا الواقع، التهمت الأفكار وتخطت حواجز التفكير السطحي، ماذا يحصل؟ وإلى أين الطريق ؟ الأزمة الحالية التي طال أمدها والتي أصبحت مستوطنة بداخلنا تستثير مشاعر الرعب والقلق من المستجدات كل لحظة ، أطفال الشوارع (المتسولون) قد كثروا ،العائلات المهجرة من منازلها ومدنها انتشروا في أروقة الشوارع والحدائق التي كنا نستنشق منها رائحة ياسمين دمشق، الآن نستنشق رائحة خبث ودناءة الشباب المستغلين هؤلاء العوائل ، بالتجارة بحقهم في المعونات المقدمة لهم  من قبل الدولة ، بالتجارة بأطفالهم التي رسمت في وجوههم ملامح الأسى وتلاشت ملامح الطفولة البريئة، بالتجارة بنسائهم في ضحكات المعابر وصدى أقفال الحديد ونار الشهوة الحمراء الملتهبة، في قدس أقداس الكون.

صوت مئذنة الأموي وقرع أجراس كنائس باب توما وحواجز منتشرة يوجد فيها أشخاص تزينهم اللحى الطويلة الكاشفة، ملامح الحزن على أخ قد استشهد وصديق مصاب وواقع ذو ملامح براقة مختبئ خلف هذه الملامح واقع حزين وعمق استراتجي في كمائن جوبر وداريا ويلدا وببيلا ومخيم اليرموك والوافدين ودوما ومناطق أخرى. كل يوم جوع لعسكري وحزن على استشهاد عزيز شاركنا لقمة الخبز الجاف، قارئين في عينيه اللهفة والشوق إلى رؤية الأهل والغوالي، فرآهم برائحة دم ذكية وشعور يبعث الأمل بالنصر وتحقيق المنجزات، وامرأة ترملت وأطفال تيتموا وأفواههم مفتوحة على الجوع والقهر. في عمق العاصمة توجد منشآت الدولة ومسئولون يتشدقون بالوطنية وأفواههم تنبعث منها رائحة السيجار الفاخر الكوبي ولقاءات برجال أعمال تحت عناوين براقة وخفايا ونوايا منافقة وخادعة ويتصدرون شاشات التلفزه ،ألا طفل يتيم ومتسول صغير وطفل جائع وأم ثكلى  لها الحق بالظهور أكثر من هؤلاء ، قد ملئوا أفكارنا بمثاليات ومقولات في غاية الروعة وفي خارج شاشات التلفزه، عجوز يتكأ على كرسي في أحد ممرات المنشئات الحكومية يطمح مقابلة المسؤول ليترجاه بمساعدة  لمعالجة أبنه المريض أو لقمة خبز لجائع وكل يوم على هذه الحال حتى سمح له برؤيته على باب الخروج. هناك أيضا مسؤولون يقدمون الغالي والنفيس لبلدهم وتجار داعمين لوطنهم في هذه الأزمة ولكن حاشيتهم متلهية بالبحث عن العشق واللهو على الإنترنيت ، تكريم لشهداء أو مصابين يبعث على الفخر بمبلغ مال رمزي ينهب نصفه! ألا تبا لهؤلاء إلى متى هذا السكوت على هذه السلبيات والأخطاء الواضحة أم وصلت الرشوة والفساد إلى مركز العدل المحاكم والقضاة ،إلى متى هذا الهزل ، قيادة حكيمة وبلد فيه عقول وخيرات، وبلد اختصت بالأمن والأمان في القرآن الكريم لماذا يحصل بها هكذا ،هل الانفتاح  على الحضارة المتطورة الغربية بفنون الجنس ودناءة الأخلاق والأغاني الهابطة أم هي مشكلة بنا نأخذ السلبيات ونترك الإيجابيات من علماء، واختراع لجهاز جديد كل يوم ، ما حال جيل الشباب هذا خاضع للشهوة مبتعد عن العقلانية ،هاويا للسهر والكحول والنوم وناسيا العمل المثمر الذي حضت عليه جميع الديانات ، من شاب عربي سوري دعوة للشباب الحق مخاطبا الضمائر القادرة على الارتداد عن الخطأ استيقظوا بلدنا تدمر ينهار يسقط ، الأخلاق فسدت الأطفال شردت الزوجات رملت كونوا يدا واحدة متعاونين متحابين قادرين على إعادة بناء الوطن قادرين على التفكير بابتداع الحلول، أيقنوا بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ومشوار بناء وطننا يبدأ بتعاوننا وفكرنا وجمع شملنا ومعاداة الأفكار الجاهلية والسلبية التي تأتينا من حضارة لا تقارن بحضارتنا ،وأيقنوا أننا مع الحق ومعه سنكون.   

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024