الإثنين 2017-12-25 15:45:05 عربي ودولي
لافروف: الوجود العسكري الأميركي في سورية يعيق العملية السياسية
لافروف: الوجود العسكري الأميركي في سورية يعيق العملية السياسية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوجود العسكري الأميركي غير القانوني في سورية بعد القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل عائقا حقيقيا أمام العملية السياسية فى البلاد.

وأوضح لافروف في مقابلة مع وكالة نوفوستي الروسية أن “محاولة إيجاد تبرير للوجود الأميركي في سورية بعد القضاء على تنظيم “داعش” غير مقبولة وشدد على أن الحكومة السورية لن تقبل ببقاء هذا الوجود العسكري الأميركي في أراضيها مضيفا إن الطرف الروسي يذكر زملاءه الأميركيين مرة تلو أخرى بعدم شرعية أنشطتهم العسكرية في سورية من ناحية القانون الدولي.

وأشار لافروف إلى أن البيان المشترك الذي صدر عن لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في مدينة دانانغ الفيتنامية في تشرين الثاني المنصرم يؤكد تمسك موسكو وواشنطن بالحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وطابعها العلماني.

وجدد لافروف التأكيد على عزم موسكو مواصلة مساعدة السوريين على إعادة الوضع إلى طبيعته واستعادة الأمن والاستقرار داخل البلاد.

إلى ذلك أعلن لافروف أن إنشاء قواعد عسكرية روسية في الخارج بما في ذلك في أميركا اللاتينية ليس غاية بحد ذاته ولا يهدف إلى استعراض القوة وذلك خلافا لسياسات دول أخرى فنحن لا نؤيد التوسع العسكري ولكن يجري اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز القدرات الدفاعية الروسية.

ولفت لافروف إلى أن موسكو لا تعتزم تكثيف المواجهة مع الولايات المتحدة لكنها سترد على الهجمات العدوانية كما أن موسكو ستواصل الدفاع عن مواقفها بثبات وبقوة وإعادة السياسيين في واشنطن إلى المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يبنى عليها الحوار الثنائي ومن أهمها النظر في مصالح كل طرف واحترامها.

وأعرب لافروف عن ثقته بأن الانتعاش في العلاقات الروسية الأميركية سيحدث على الرغم من أن الوقت سيضيع مشيرا إلى أنه لم تتم مناقشة موعد اجتماع جديد بين بوتين وترامب بعد.

من جهة ثانية أعلن لافروف سعي روسيا الحفاظ على الاتصالات مع كوريا الديمقراطية على مستوى عال حيث تم وضع آلية للتشاور حول مسالة تنفيذ مقترح خارطة الطريق الروسية للتسوية الكورية مبينا في الوقت نفسه رفض موسكو لمحاولات كوريا الديمقراطية أن تصبح دولة نووية.

لافروف: التحالف الدولي لا يريد القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية لاستخدامها لاحقا في تحقيق أهدافه

وفي مقابلة مع شبكة قنوات روسيا اليوم أكد وزير الخارجية الروسي أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يريد القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية بل يسعى إلى الحفاظ عليها لاستخدامها لاحقا في تحقيق أهدافه.

وقال لافروف: إن “مواقف بعض الدول الغربية مزدوجة بشأن تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية في مجلس الأمن حيث أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يريد قتال التنظيم الإرهابي وإنما الحفاظ عليه لاستخدامه لاحقا في تحقيق أهدافه في سورية” معربا عن قلقه من محاولة البعض استغلال مفهوم مكافحة الإرهاب لتحقيق مصالحه لأن هذا الموضوع يجب أن يكون مشتركا وموحدا لدى الجميع بعيدا عن المعايير المزدوجة.

وأشار لافروف إلى أن الوجود العسكري الأميركي في سورية يشكل خرقا واضحا وانتهاكا فاضحا للسيادة السورية ولا سيما في ظل توافر معلومات حول تدريب القوات الأميركية الإرهابيين في أماكن انتشارها مبينا أنه تم التعبير لواشنطن عن القلق من هذا الأمر مرارا وتكرارا وأن التعاون مع التحالف الأميركي كان ضمن أولوية أن القضاء على الإرهاب هدف أساسي.

وأوضح لافروف أن الموقف الغربي حيال التسوية السياسية للأزمة في سورية لا يزال غامضا وخاصة بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي فشركاؤنا الغربيون يسعون الى ترؤس عملية التسوية السياسية في حين أن المهم هو التسوية بحد ذاتها لذلك اقترحنا مسار أستانا الذي ساعد كثيرا في الحل وفصل الإرهابيين عن المجموعات المعارضة والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سورية علما أن فلول هؤلاء الإرهابيين بدأت بالهرب إلى خارجها.

وحول الحوار السوري السوري في جنيف قال لافروف: إن “روسيا تدعم مسار جنيف لكن وفد “المعارضة” خالف قرارات مجلس الأمن الدولي وطرح شروطا مسبقة رغم تأكيد الدول الضامنة لهذا الوفد ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أنه سيشارك في جنيف دون أي شروط وقد أكدنا كما أكدت الحكومة السورية أن هذه الشروط غير مقبولة معربا عن أمله في أن “يتخلى الوفد عن وضع الشروط ويستبعد بعض الأطراف الراديكالية من صفوفه”.

وأضاف لافروف: إن روسيا بادرت إلى الدعوة لإجراء مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي لأنه لا بد من إجراء حوار مباشر بين الحكومة وسائر أطراف المعارضة حيث أن وفد المعارضة في جنيف لا يمثل كل أطياف الشعب السوري لذلك طرحنا نحو 1500 اسم من القوى السياسية غير الموجودة في هذا الوفد لدفع عملية التسوية السياسية.

وتابع لافروف: إن هناك قائمة كبيرة من الأسماء ونقوم بمناقشتها مع الدول الضامنة وسيتم عقد هذا المؤتمر الشهر القادم وقد أيده دي ميستورا مشددا على أنه لن يكون بديلا لمسار جنيف إنما عبارة عن دعم له بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024