الأحد 2015-07-05 10:52:05 رأي
القاعدة الأمريكية .. وأخواتها.. ومشروع التوسع الصهيوني

إن أحداث الحادي عشر من أيلول كانت منطلق لدخول القوات الأمريكية لأفغانستان ، هل تدمير برجي التجارة العالميين هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى حربها الاستباقية المزعومة ضد منظمة القاعدة التي تبنت العملية من جبال تورا بورا في أفغانستان ؟.. هل بالفعل القاعدة تحارب أمريكا أم مسلمي هذه الأمة ..؟ إذا سلمنا جدلا بحرب القاعدة المعلن ضد الولايات المتحدة الأمريكية و قوى الكفر في العالم كما تصفهم منظمة القاعدة .. فهل آلاف العمليات العسكرية وجهت بالفعل ضد أمريكا ومصالحها ..؟ إن الجواب لدى غالبية المراقبين ..لا ..، هل استفادت الولايات المتحدة الأمريكية من حربها المعلنة ضد تنظيم القاعدة ؟ الجواب أيضا لدى الغالبية ..نعم .. فقد أنشأت قواعد عسكرية في البلدان التي تحارب فيها التنظيم ..و مولت حربها هذه من خارج خزانة المال الأمريكية.. وأقامت استثمارات ..ونهبت ثروات عدد من البلدان بهذه الحجة .. و أتون الحرب يحرق فقط المسلمين وحضارتهم إضافة لبعض المرتزقة وطالبي الجنسية الأمريكية ..؟ إذاً كانت المنظمة بالفعل قاعدة أمريكية ... هذه المقدمة لاستلهام الماضي القريب فاليوم الحرب في سورية والعراق والتي امتدت وسوف تمتد إلى بلدان أخرى .. نرى تدخل الولايات المتحدة في هذه الحرب ضد (داعش) هدفه ضرب سورية والعراق والفصل بينهما،  فقد أظهر التحالف المشكل من أتباع الولايات المتحدة عدم جديته في محاربة التنظيمات الإرهابية على أرض الواقع (ونسمع جعجعة ولا نرى طحينا ) ومئات الطلعات الجوية وضرباتها أدت لتوسع التنظيم وبالتالي الضربات كانت وهمية وهي كمن يقرع طبول الحرب للجهاديين في العالم للالتحاق في صفوف التنظيمات المتولدة من القاعدة .. إذاً غاية الضربات إعلان نفير عام لمجاهدي القاعدة .. ما الهدف والغاية التي تريد تحقيقها الولايات المتحدة وطفلتها المدللة في المنطقة من حشد هذه القوة .. لدينا احتمالات متعددة نرتبها حسب أولويات الفكر الصهيو أمريكي .. إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أو على الأقل إضعاف قوة هذا النظام الذي يعارض فكر الهيمنة الأمريكية والذي يقاطع و يعادي دولة إسرائيل .. أم هناك سيناريو آخر يشمل المنطقة بأكملها الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة  و جزيرة سيناء أم الاثنين معا ..إن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) وجبهة النصرة المعلنين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لدى الإدارة الأمريكية في تلك المنطقة والدعاية الضخمة لهما  واستئثارهم الإسلام لابد لهذه المقدمات من تحقيق شيء ملموس على الأرض فهذه التنظيمات حتى تاريخ كتابة هذا المقال حققت مكاسب زائلة وجرائم تندى لها جبين البشرية ،وعدم محاربتها لدولة الكيان الصهيوني ومصالحه رغم أن هذه القضية مركزية بالنسبة لغالبية المسلمين يثير علامات استفهام عديدة ..بل على العكس فإن جرحى (جبهة النصرة ) فرع القاعدة في بلاد الشام يعالجون في مشافي الكيان .. إذاً ماهو المخرَّج لتلك التنظيمات لتبييض صفحتها ؟ إن المخرج موجود هي عمليات ذات صدى في العالم الإسلامي لا تؤثر على الكيان وإنما تكون المبرر لدخول إسرائيل الحرب ضد هذه التنظيمات، وليس هدفها محاربتهم أو القضاء عليهم بل تحقيق مآربها التوسعية من خلالهم   ..  وقد يستلزم تنفيذ ذلك عدة عمليات بسيطة و عنيفة مع تضخيم إعلامي على أرض فلسطين المحتلة تمهيدا لتشكيل قوة عسكرية ضخمة مكونة من جميع حلفاء أمريكا حول العالم لملاحقة التنظيمات الإرهابية في محيط الكيان الصهيوني أي في القطاع والضفة وجنوب سورية وحتى شرقي نهر الأردن و في سيناء للغاية السامية في تخليص هذه المنطقة من تلك التنظيمات وخاصة أن الجيش العربي السوري  تتم مشاغلته في صد عواصف الإرهاب على حدوده الشمالية وانشغال المقاومة مع الجيش العربي السوري في استكمال عملية تحرير القلمون ، وبالنسبة للجيش المصري سوف يظهر جيش الاحتلال كحليف في محاربة أرهابيي شمال سيناء،  ...في ظل هذا السيناريو يمكن للكيان الصهيوني التوسع دون أخطار مواجهة الصواريخ السورية وصواريخ حزب الله وإيران أو ردود رادعة من قبل الجيش المصري،ولتحقيق ذلك لا بد من دخول التنظيمات المذكورة إلى تلك المناطق ومن ضمنها الضفة والقطاع لمناحرة الشعب الفلسطيني وجذب أنظار الشعب الفلسطيني والمسلم عموما وحرف أنظارهم عن الحركات الفلسطينية المقاومة ليتم تهميشها أو حتى استهدافها من الداخل ،وهذا يحصل ببساطة من خلال عدة عمليات استشهادية أو صواريخ دعائية لاستهداف المستوطنات.. الأمر الذي يجعل دولة الكيان في حالة الدفاع المشروع ضد المعتدين الذين تعاديهم غالبية جيوش المنطقة وحتى المقاومة اللبنانية وجزء من الفصائل الفلسطينية وبالتالي .. يمكنها نشر قواتها واستخدام القوة العسكرية في جميع هذه المناطق باعتبار أنه قد تم خلط الأوراق بين المقاومين الفلسطينيين والإرهابيين... ومن خلال عملياتها العسكرية تكون وسعت نفوذها وشكلت مناطق حماية لكيانها بغطاء دولي تمهيدا للسيطرة المباشرة والإشراف على منافذ تلك المناطق ، ثانيا تسحب من أيدي الفلسطينيين الانتصار الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية من خلال اعتراف بعض المنظمات الدولية بدولتهم كعضو مراقب وانضمامها لعضوية محكمة الجنايات الدولية ،وهي بذلك أيضا تتهرب من الملاحقة أمام محكمة الجنايات الدولية لاعتبارات الفوضى التي ستجتاح القيادات الفلسطينية ،هذا كله هدف قريب وخطوة أولى تمهيدا لترحيل فلسطيني الثماني والأربعين لإعلان يهودية دولة الكيان وبذلك يتم تحقيق عدة غايات للكيان دفعة واحدة ولما بدأنا نلحظ بوادر هذا المشروع تظهر برأينا الشخصي رأينا اقتضاء التحذير والتنبيه.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024