الأحد 2018-02-04 15:01:44 عربي ودولي
هيروشيما وناغازاكي تعودان للأذهان من البوابة النووية الأمريكية

الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين نهاية الحرب العالمية الثانية وبقي محفورا بذاكرة العالم في القرن العشرين يعود اليوم بقوة إلى الأذهان مع الكشف عما سمي “الاستراتيجية الأمريكية النووية الجديدة” والتي تسمح بنشر طائرات قادرة على حمل رؤوس نووية في جميع أنحاء العالم.

وبحسب نسخة تمهيدية للاستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة التي تم تسريبها مؤخرا فإن واشنطن تعتزم زيادة الإنفاق على ترسانتها النووية لأكثر من ضعفين واستبدال الأنظمة المتقادمة وتحديث الثالوث النووي الذي يتضمن الطيران الاستراتيجي والصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات الحاملة للرؤوس النووية ما حدا بالخبراء إلى وصف هذه الاستراتيجية “بحرب نووية محدودة” هدفها ألا تلحق الضرر المدمر بالولايات المتحدة نفسها.

وتذرع الأمريكيون في الوثيقة التي أعلنوا فيها عن عقيدتهم الجديدة بأن القدرات العسكرية المتنامية لروسيا فضلا عن إمكانيات الصين وكوريا الديمقراطية وإيران تشكل “التهديد الخارجي الرئيسي” لأمن الولايات المتحدة ليأتي الرد قويا من الجانب الروسي الذي رفض الادعاءات الأمريكية واعتبرها محاولة لتبرير قرار واشنطن تطوير المزيد من الأسلحة النووية كما وصفها بـ “العارية من الصحة ومخيبة للآمال”.

وشددت الخارجية الروسية في بيان لها على ان موسكو تنوي اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمنها فى مواجهة النهج الامريكي المحدد في الوثيقة ولا سيما بعدما طلبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في تقرير بأن تتزود القوات بأسلحة نووية جديدة “ذات قوة محدودة” بذريعة مواجهة روسيا.

أما الرد الإيراني فجاء على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي أكد أن السياسة الأمريكية النووية تخرق معاهدة حظر الانتشار النووي و”تهدد بفناء البشرية” مبينا في الوقت ذاته أن إصرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضاء على خطة العمل الشاملة المشتركة ينبع عن ذات التهور الخطير.

الصين عارضت بحزم العقيدة النووية الأمريكية الجديدة حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية رن قوه تشيانغ أن الوثيقة الأمريكية تتضمن تكهنات متغطرسة حيال الصين داعيا الأمريكيين إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة ومواكبة الاتجاه العالمي صوب السلام والتنمية بدلا من الركض في الاتجاه المعاكس.

وإلى اليابان التي ذاقت ويلات الهمجية النووية الأمريكية عام 1945 قوبلت السياسة النووية الأمريكية الجديدة بمشاعر القلق والغضب على المستوى الشعبي عكس الموقف الرسمي الياباني.

ورأى ناشطون في اتحاد منظمات ضحايا القصف النووي على هيروشيما وناغازاكي أن سعي رئيس دولة كبرى إلى توسيع إنتاج السلاح النووي وتحديثه يقضي على أي أمل في إزالة هذا السلاح من كوكب الأرض ويزيد من خطر اندلاع حرب نووية حيث سيكون من الصعب على اليابان المحتضنة للقواعد العسكرية الأمريكية تفادي التورط فيها.

كما أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش أن العقيدة النووية الامريكية الجديدة ستسمح بإعادة سيناريو إلقاء القنابل النووية الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي باليابان ولا تضع حدا لعدم تكرار هذه الحادثة.

وكانت الولايات المتحدة أطلقت عام 1945 بموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره حينها الرئيس الأمريكي هاري ترومان السلاح النووي “الولد الصغير” على مدينة هيروشيما في السادس من آب ثم تلاها إطلاق قنبلة “الرجل البدين” على مدينة ناغازاكي بعد ثلاثة أيام واسفرتا عن مقتل ما يقارب ربع مليون إنسان عدا عن أعداد هائلة من المصابين والمشوهين والدمار الشامل ما دفع اليابان لإعلان استسلامها لقوات الحلفاء ومن ثم انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ومنذ ذلك الحين توفي عدد كبير من اليابانيين بسبب سرطان الدم والسرطانات الصلبة نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة ولا تزال الأجيال اللاحقة تعاني إلى اليوم من آثار هذا الهجوم النووي بحسب دراسات وأبحاث عديدة.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024