الخميس 2018-05-03 10:41:16 أخبار سورية
جندي على الجبهة يمنح ابنه اسم رفيقه الشهيد

تحت أزيز الرصاص وعلى وقع أصوات القصف المدفعي وهدير المقاتلات الحربية على جبهة الحجر الأسود جنوب العاصمة يخبرنا الجندي حسن شدود دون تمهيد أنه أصبح أبا قبل 24 يوما وينتظر الحصول على إجازة لرؤية ولده.

متنقلا على جبهات مخيم اليرموك والقدم والحجر الأسود قضى الجندي الأب خمس سنوات منذ أن التحق بصفوف الجيش العربي السوري وما زال يمتلك العزيمة والتصميم والإرادة يقول وهو يمتشق بندقيته لمراسلة سانا: “الجبهة محتدمة.. سنبقى بارض المعركة حتى نحرر البلد ونرتاح من الإرهابيين”.

بفرح أربكه يتحدث الجندي حسن 28 عاما ونحن نتجاوز الخط الأمامي حيث يخوض الجنود معركة شرسة مع إرهابيي “داعش” كيف تلقى نبأ قدوم طفله الأول “اتصل الوالد وخبرني إجاك ولد .. وحتى الآن ما شفت ابني إن شاء الله أراه قريبا بعد تحرير الحجر الأسود”.

يتابع مبتسما: “أرسلوا لي صورته على الموبايل .. لما شفتها انتابني شعور حلو وجميل فرحت وبكيت”.

أربعة اشهر مرت على آخر مرة رأى حسن اسرته وخلال زواجه قبل سنة حصل على أربع إجازات كل مرة 72 ساعة يقول: “واجبنا نحمي البلد ونرجع سورية أحسن من أول” يتابع كلامه ونحن نتنقل من شارع إلى آخر وسط كتل من الأبنية المهشمة نتيجة انفاق حفرها الإرهابيون “عندما أجلس لوحدي وخلال ساعات الهدوء عالجبهة اشعر بحب يملأ جوارحي.. شعور الأبوة.. يدفعني بقوة للمغادرة باي لحظة لرؤية ابني .. لكن أعود وأقول لنفسي بكرا تنتهي الحرب وبيجي الفرج وبنزل إجازة”.

وفيما إذا كانت زوجته تضايقت لانه لم يكن إلى جانبها عند ولادة طفلهما “أكيد” يرد ضاحكا: “قالت لي أنها تمنت تشوفني أول لحظة تفتح عيونها”.

وحول الطريقة التي أرضاها بها قال: “بكلمتين قلتلا المهم كون بخير”.

وإذا ما كان ينتابه شعور بالخوف أن يستشهد على الجبهة قبل أن يرى صغيره يجيب “انتابني هذا الشعور حتى قبل ولادته عند اشتداد المعركة بمنطقة القدم.. اتصلت بالوالد وقلت له إذا استشهدت سمي الولد على اسمي .. هذا الشعور موجود .. حياتنا عالجبهة واقفة على حركة صغيرة” يتابع بصوت دافىء “بعد ما اجا الولد خوفي صار أكتر على حياتي.. أكيد كرمال يعيش ابني بسعادة وما يربى يتيم”.

ويضيف الجندي المشدود الجسم وقد اعتمر قبعة عسكرية بلون عينيه الخضراوين على بشرة زادت سمرة أن أول قصة سيرويها لطفله عندما يأخذه بين ذراعيه في أول إجازة بعد ولادته ستكون عن رفاقه بالجبهة متأملا عندما يكبر أن يكون طفله جنديا بالجيش العربي السوري فاقاطعه مستغربة “توقعت بعد ما عشت الحرب لن تشجعه على ذلك” ليجيب بصيغة حازمة: “كلنا .. أبي وأنا وابني.. الوطن يحتاجنا.. الله عم يختبر مدى صبرنا وقوة إيماننا .. الرب حامينا على الجبهة أو بعيدا عنها”.

سميته آدم يقولها كمن أدرك أنه نسي شيئا مهما فاته أن يدلي به بينما كنا على وشك مغادرة أطراف الحجر الأسود لماذا آدم سالته فيجيب: “على اسم صديق استشهد أول المعركة.. عرفته لثلاثة أشهر .. كانت كافية لولادة صداقة عميقة بيننا كان شديد اللطف والاحترام” مفسرا سر علاقته الطيبة برفيقه الذي أصبح شهيدا “الله يطعمنا أشخاص يحبونا ويحترمونا كرمال ما نملك من النخوة” ما اسمه الكامل أعيد السؤال يجيب” كل ما أعرفه عنه أن اسمه آدم ويلقبونه بأبو عرب وهو شامي”.

بينما كان أحد الضباط يستعجلنا لمغادرة المكان يرفع الجندي الأب يده ملوحا لنا مع ابتسامة قبل أن يقول: “إنه ليس الحفيد الأول لأبي.. نحن أربعة أخوة .. جميعنا بالجيش أصغرهم وآخر من تزوج أنا”.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024