الخميس 2015-07-09 22:49:25 رأي
ومضة تأملية
الإسلام السياسي .. "المذهبية و الطائفية"

هل  المذهبية والطائفية عنوان الجنة ؟.. أم طريق الاستيلاء على السلطة الدنيوية؟

بعد ما رأيناه من موبقات ترتكب باسم هذا الدين السماوي السمح تشكلت قناعتنا وقناعة  الكثيرين بأن هذا الدين أضحى كقدر الطعام الذي يأكل منه كل المسلمين وأغلبهم يبصقون فيه لكي لا يقتات الآخرين منه، ولو كان هذا القدر مادياً لعافته الأنفس، إلا أنه قدراً ربانياً وطعامه روحاني وكل وارد له يجد ما يستسيغه من طعام موجوداً فيه،فالتعاليم الإلهية شقت الطرق إلى القلوب لتستنير بهداها إلى الصراط المستقيم، والزاد في الطريق هو تقوى الله التي تطهر الأنفس وتتمم مكارم الأخلاق ..لكن البعض وجد في الإسلام وسيلة لتحقيق مآربه الدنيوية فجعله المذبح الذي يقدم عليه القرابين من مسلمين ومن عباد الله الآخرين، وغايته أرضاء إلهه "هواه"  لأنه من نفسه الأمارة بالسوء، فشوهت معاني الآيات وأدخلت على النصوص القرآنية فوضى التفسير، وأصبح "العالم" في الدين هو من يجد من النصوص ما يؤيد غايته الشخصية أو غاية ولي نعمته من الولاة والسلاطين، وبهذه الحلة يتزين البعض ويلبس العمامة ليخفي جرائمه وإتباعه لشياطين الإنس من ملكة النساء و عباد المال والساعين للجاه ... وتبع هؤلاء العلماء الهمج الرعاع .. "الذين ينعقون مع كل ناعق" ليحشوا بطونهم من السحت ما استطاعوا إليه سبيلا .. و أصبحت قرابينهم إلى الله عباده ويتوعدوهم بعبارة " جئناكم بالذبح " و البعض يرد عليهم "جئناكم بالعلم والرحمة" فعودوا إلى ما عهدته البشرية بأدنى حدودها من رحمة وتسامح ..وما يكون منهم بالمقابل إلا أن يعدوا لهم العدة من تنويع أساليب القتل .. السؤال الذي يطرحه المتأمل ..لما هذا الحقد الذي لا تخبت شعلته..؟ من أين تستمد تلك الشعلة وقودها ..؟ هل من عصر التاريخ واستخراج النفط الأسود منه..؟ أم من سراج الأنفة المستلهمة من مخلفات طواغيت العصور البائدة و المشتقة من استكبار ابليس، ومن تأليه فرعون لنفسه، ومن ظلم النمرود ومعصيته؟ أم من قيء علماء التكفير الذين هان عليهم التحذير من سفك دماء المؤمنين؟ أم من العصبية الجاهلية التي تعمي البصر والبصيرة ؟...و أخيرا المتأمل والمتبصر لنهج الإسلام السياسي الحالي  يتساءل أي دولة وأي كيان سوف يبنى على السلطة الدينية التي يسعى إليها هؤلاء ؟ وهو يجد عمادها الحقد و رأسمالها دماء الأبرياء ... ويستصرخ من ليس بآذانهم وقرا ولا ران على قلوبهم ...أيها الغيورون على دين الله عودوا إلى الله الحق الذي وسعت رحمته كل شيء .. فللجنة سعيها و للسلطة الدنيوية سعيها .. فلا تلبسوا الحق بالباطل .. ولا تظلموا أنفسكم ويكون سلوككم في اكتساب رضا أهوائكم حسرات أمام يدي الله جل جلاله ، وتبصروا بما تسنون من أحكام وما تبنونه من أوهام ،"فالحق بين" أعملوا ألبابكم لتحقيقه وإتباعه قبل الفوت، وتذكروا الحساب العدل بعد الموت.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024