الإثنين 2018-07-10 02:20:23 أخبار سورية
أفراح النصر تتحول إلى أعراس جماهيرية في ريف درعا الشرقي
أفراح النصر تتحول إلى أعراس جماهيرية في ريف درعا الشرقي

خروج السوريين إلى الساحات بعفوية ورغبة جامحة بالفرح في مناسبات اجتماعية ووطنية تتلون بطبيعة فلكلور كل منطقة من أغان واهازيج ودبكات يشعلها من جديد الجنوب السوري بالتحديد الريف الشرقي من درعا الذي سجل فيه الجيش العربي السوري انتصارا ساحقا على أدوات داعمي الإرهاب وكيان الاحتلال الإسرائيلي في مقدمتهم الذي كان الخاسر الأكبر في السقوط المدوي للتنظيمات الإرهابية في ريف درعا الشرقي.

على درج منزلها تلف هنادي حسين ابنها الصغير بذراعها وتراقب بعينين ضاحكتين احتفالا عفويا في ساحة السوق وسط بلدتها الكرك الشرقي بأقصى الريف الشرقي لمحافظة درعا وتنظر بفرح إلى رجال وشباب تصدح حناجرهم بحماس بالهتافات والأهازيج الوطنية فرحا بإعادة الجيش العربي السوري الأمان الى البلدة.

شفنا الويل بهذه العبارة تختصر هنادي سنوات طويلة من الخوف والقلق الذي زرعه الإرهابيون في كل مفصل من حياتها وتقول لمراسلة سانا: “رفضناهم منذ البداية وأخرجناهم ولكن عادوا مجددا وخربوا حياتنا متسائلة.. ماذا يمكن ان نفعل مع حامل السلاح خاصة نحن النساء.. لم يتمكن أحد من اسكاتهم حتى قدم الجيش وخلصنا منهم”.

الكرك الشرقي 13 كم شرق درعا واحدة من عشرات القرى والبلدات التي حررها الجيش من الإرهابيين في الريف الشرقي وتقع على تخوم الحدود الإدارية لمحافظة السويداء ويقدر عدد سكانها ب17 الف نسمة يعملون بالزراعة وتربية المواشي.

بالقرب من الساحة حيث نصبت خيمة لاستقبال الوجهاء زينت بأعلام الوطن وقفت وداد عمير النعمة أم فراس ماخوذة بحالة الفرح التي تعم البلدة تكاد لا تصدق ما تراه عيناها فالرجال والشباب ملؤوا المكان سرورا وكان الإرهاب قبل أيام يأسرهم أما اليوم فيغنون ويصفقون ويرفعون العلم الوطني والأطفال من حولهم يدورون في لهو وسرور.

تقول وداد بلهجة المنطقة “قديش أحسن هالسع الأمن والأمان” مشيرة إلى الرجال تفرجي ما أهيبهم لتعاودها صور الأيام الماضية فتضيف وقد اكتسى صوتها حزنا خرب الإرهابيون بيوتنا هججونا ورحلونا من دورنا سرقوا حلالنا 200 رأس غنم وجرار لم يتركوا لنا شيئا.

محمد السكري من أبناء البلدة أيضا حرص على إحضار أطفاله الثلاثة وأركبهم على دراجته النارية وقفوا يتفرجون واصفا ما تعيشه البلدة بأنه أحلى يوم في حياته لأنه وضع نهاية للإرهاب والخوف ويقول محمد الذي يعمل مع أشقائه في مطعم: “خلال السنوات الماضية تشتت أهل البلدة منهم من هرب أو فقد أو حتى قتل .. وهاهم يجتمعون على فرح انتصار الوطن”.

أهالي بلدة الغارية الشرقية التي سبقت جارتها الكرك باستعادة امنها وفرحها وعاشت يوما وطنيا حرصوا على مشاركة جيرانهم شعور الأمان يقول مختارها هايل الرفاعي “جئنا لنهنىء أنفسنا وجيراننا بانجلاء هذه الغمة السوداء من حياتنا ونكون سندا يدعم بعضنا بعضا” معتبرا أن ما حدث في الغارية واليوم في الكرك فرحة لا تعبر عنها الكلمات وشعورا يصعب وصفه.

عدوى الفرح انتقلت في قرى الريف الشرقي لتصل إلى قرية أم ولد على الحدود الإدارية مع السويداء وهناك نصب أحد أبناء القرية أمام بيته خيمة للضيوف ومن مكبرات الصوت راحت تطلق الكلمات المنددة بمن ارتضى نفسه أجيرا للاعداء.

ويقطن البلدة الزراعية حاليا 8000 نسمة سلكوا طريق المصالحة بعد طرد الإرهابيين محتمين بالجيش العربي السوري وعلى إيقاع الأهزوجة الوطنية المنتشرة في جنوب سورية بالروح نفدي وطننا راح كبار قرية أم ولد يطلقون العنان لفرحهم بنهاية الإرهاب يشجعون بعضهم على النزول الى الدبكة وكما يحدث في أفراح الزواج تحول الجميع الى عائلة واحدة.

يقول خليل أبو ابراهيم 65 سنة وهو ممسك بيدي جاريه مشكلين مع العشرات حلقة دبكة: “قدوم الجيش ونصرنا فرحة لا توصف كانت الحياة مجمدة بسبب الإرهابيين اليوم أخذت الأمور مسارها الطبيعي”.

قطار الفرح بالأمان والخلاص من الإرهاب ستكثر محطاته بالريف الشرقي مع وصول قوات الجيش العربي السوري إلى الحدود الأردنية واستعادة معبر نصيب والأمر لن يتوقف هنا فالريف الغربي لدرعا ينتظر بدء عمليات الجيش ودحر الإرهابيين وهناك كما يقول أحد الإعلاميين من أبناء درعا: “سترون الجنة الحقيقية بالإشارة إلى خصوبة الأرض وكثرة المياه والمزارع في هذا الجانب من المحافظة”.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024