الثلاثاء 2018-08-06 20:30:01 أخبار سورية
اغتيال العقول والأدمغة.. محاولات مفضوحة من مرتزقة الإرهاب ورعاتهم لاستهداف سورية في مستقبلها

أساليب عدة استخدمتها الدول الراعية للإرهاب في سورية منذ أكثر من 8 سنوات لتدمير الدولة وتقويضها ومنعها من القيام بدورها ورسم مستقبلها الذي تنشده وأول تلك الأساليب استهداف الماضي والحضارة السورية وتدميرها بهدف طمس معالمها الضاربة في عمق التاريخ وليس آخرها اغتيال العقول والأدمغة بغية اغتيال المستقبل ووأد أي محاولة للعودة بسورية إلى مكانها الطبيعي كرافد حقيقي للحضارة والتقدم العلمي والتكنولوجي في هذا العالم.

فكما كان استهداف سورية تاريخا وحاضرا كان استهداف مستقبلها أبرز أهداف مرتزقة العدو الصهيوني ومن تآمر معه من أنظمة عربية وغربية خلال السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية على سورية وقبل ذلك بسنوات حيث ظهرت بصمة الموساد الإسرائيلي في عديد جرائم الاغتيالات بحق الكفاءات العلمية السورية من قبل الإرهابيين الذين دأب الإعلام الغربي متبوعا بمعظم الإعلام العربي ولا سيما تلك الأبواق الفاجرة الصادرة من عواصم أمراء وملوك النفط في الخليج العربي على تغطية ممارسات تلك المجاميع الإرهابية بأغطية حيكت بإتقان على مقاييس المؤامرة بغية ظهورها على العالم بلبوس “الحراك السلمي” الساعي لإطلاق الحريات وإشاعة الديمقراطية.

فصول الاغتيالات لم تتوقف يوما ولا يزال خفافيش الإرهاب يستهدفون العقول والأدمغة السورية حيث عمدوا أول أمس إلى اغتيال قامة علمية عبقرية مبدعة سورية هي الدكتور عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية باستهداف سيارته بعبوة ناسفة في منطقة مصياف بريف حماة الغربي ليؤكدوا مرة أخرى أنهم ليسوا إلا أداة رخيصة مأجورة بيد الموساد الإسرائيلي وغيره من الاستخبارات الخليجية والغربية المنخرطة في المشروع التآمري ضد سورية.

جريمة اغتيال الدكتور إسبر جاءت لتكمل جرائم العدو الإسرائيلي والأمريكي الذي استهدف أكثر من مرة عبر العدوان المباشر مؤسسة البحوث العلمية السورية باعتبارها صرحاً علمياً رائداً في سورية ولتؤكد من جديد وتبرهن مرة أخرى ضلوع العدو الإسرائيلي وأعداء السوريين بشكل مباشر أو غير مباشر في مسلسل اغتيال الكفاءات العلمية السورية الذي بدأ عام 2012 باستهداف الإرهابيين الذين صدرهم الغرب على أنهم “ثوار” في ذلك العام الدكتور نبيل زغيب مع عائلته والمخترع السوري الشاب صاحب الـ 100 براءة اختراع عيسى عبود قبل أن تمتد يد الإرهاب لاستهداف العديد من الأطباء والصحفيين والمهندسين والخبراء في أنحاء مختلفة من البلاد.

وليس جديدا أن نقول أن أصابع كيان العدو الإسرائيلي تظهر بوضوح في مجمل جرائم الاغتيالات للكفاءات العلمية والأدمغة السورية والعربية على حد سواء حيث عمد منذ نشأته إلى تأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية والمهام الخاصة “الإسرائيلي” المعروف بالموساد الذي قام بعشرات وربما مئات الاغتيالات للكوادر العلمية في سياق محاولاته لإحباط كل محاولة للنهوض العلمي الكامل والشامل وضرب كل تفوق علمي أو عسكري أو أمني بكل الأساليب والوسائل.

جريمة اغتيال الإرهابيين للعقول والأدمغة محاولة مفضوحة لاستهداف مستقبل سورية وسيكون مصيرها الفشل كما فشلت المحاولات لاستهداف حاضر سورية ووحدتها وأرضها وموقفها وذلك بفضل ثبات السوريين في خندق المواجهة مع جيشهم وقيادتهم في الدفاع عن وطنهم وحضارتهم وإرثهم العريق وستبقى سورية قادرة على إنجاب المزيد من العلماء والمبدعين الذين من شأنهم إحباط المحاولات الإسرائيلية والغربية الرامية إلى الإبقاء على سورية وغيرها من الدول العربية مستهلكة للتكنولوجيا وبعيدة عن الإسهام في التطور التكنولوجي.

أسلوب الاغتيالات وتماهي الأهداف بين العدو الإسرائيلي وإرهابيي الداخل السوري ليس جديداً فبالعودة إلى ثمانينيات القرن الماضي يمكن سرد الكثير من جرائم جماعة “الإخوان المسلمين” الذين يشكلون اليوم العمود الفقري لتنظيمي “القاعدة” و”جبهة النصرة” الإرهابيين التي اغتالت العديد من الكفاءات العلمية وفي مقدمتهم الدكتور محمد الفاضل والطبيبان شحادة خليل وإبراهيم نعامة وغيرهم الكثير من الخبرات والكفاءات العلمية.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024