الإثنين 2015-07-13 10:21:44 رأي
طبول الحرب تقرع في البلقان

اختتمت المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل " زيارتها إلى دول البلقان ، بعد أن اتطلعت على أحوال الدول الراغبة بالإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، ( كألبانيا وصربيا والبوسنة والهرسك )، ميركل حثت رؤساء هذه الدول على بدء الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها خلق فرص عمل وتسريع عملية الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

و ما لبثت " ميركل " أن صافحت رؤساء دول البلقان مودعة ، حتى حطت طائرة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون أوروبا وأوراسيا "فيكتوريا نولاند " في المنطقة عينها ، فما سر تهافت الغرب على هذه المنطقة الآن ؟
إنه الخوف من التمدد الروسي في تلك المنطقة ، لا سيما بعد طمأنة السفير الصربي لدى روسيا الإتحادية " سلافينكو تيرزيتش " الجانب الروسي ، بأن بلاده لن تنضم إلى العقوبات المفروضة من قبل الغرب و الإتحاد الأوروبي على روسيا ، و لن تنتهج أي نهج معاد لها.
خبراء روس يؤكدون أن هذه الزيارات الى منطقة البلقان جاءت لغاية في نفس الغرب بتضييق الخناق على روسيا ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون عرضية أو لغرض (سياحة سياسية) ، بل لتنفيذ مآرب غربية بزعزعة الإستقرار و جر المنطقة إلى موضة ( الثورات الملونة ) على شاكلة ما حدث و يحدث في الوطن العربي
الدكتورة في العلوم السياسية " يلينا بونوماريفا " ترى أن ميركل ونولاند تسعيان إلى منع توسع النفوذ الروسي في المنطقة ، و أن الغرب يفرض على روسيا الاختيار بين البلقان و الشرق، أما نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية، "قسطنطين سوكولوف " يذهب أبعد من ذلك ، ويرى أن زيارة ميركل و نولاند تأتي من خلال رؤية الغرب لتطور الأحداث الأوكرانية ، و زيادة وتيرة العنف ، و تفشي الإرهاب ، ما أثار المخاوف من صول المقاتلين الأوكران إلى أوروبا ، و زعزعة استقرارها ، لاسيما و أن دول البلقان تشكل نافذة يسهل عبورها للوصول إلى دول الإتحاد الأوروبي كافة ، و وفقاً لسوكولوف فإن السيناريو المحتمل هو تنشيط الغرب ل "الأنجلو ساكسون" الجدد في البلقان، بغية الضغط على روسيا ، و استنزاف قوتها ، و إضعاف حلفائها ، و بالتالي إضعاف دورها العالمي كمنافس للولايات المتحدة في المحافل الدولية .
العزف على الوتر الطائفي سيكون بداية الشرارة ، حيث ستكون الأداة الرئيسية للضغط على الصرب ، وزعزعة الوضع في البلقان ، هي هجرة المسلمين و سياسات ألبانيا العدوانية ، التي بمثابة بؤرة للإسلام في المنطقة، و إن كان الزعماء الألبان في الصراعات السابقة قد التزاموا الصمت، فهذا ما لن يفعلوه في الوقت الراهن ، بل سيرفعون الصوت عالياً في سبيل توحيد الأراضي التي يقطنها الألبان ، و من هنا تأتي زيارة "نولاند " إلى ألبانيا لتعزيز نفوذ تيرانا.، واعتراف بلغراد باستقلال كوسوفو .
و ما ينذر أيضاً بإشتعال المنطقة ، أحداث العنف التي وقعت في أوائل شهر مايو/ أيار الماضي ، بين البلطجية الألبان و رجال الشرطة المقدونية ، و التي أثبتت وجود قوات مسلحة و متمردة يمكن استخدامها كأداة لتحقيق أجندات خارجية ، و زيادة تدهور و تردي الوضع السياسي ، زد على ذلك ، زيادة تدفق اللاجئين في الآونة الأخيرة إلى البلقان، حسب مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين ، ففي عام 2015 عبر الحدود مع صربيا، أكثر من 22 ألف شخص من منطقة الشرق الأوسط ، (لا شك أن العدد الحقيقي يفوق بكثير الأرقام الرسمية) ، وخاصة القادمين من سوريا والعراق وليبيا ودول عربية أخرى معظمهم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 27 عاما ، كثير منهم أنهوا التدريب العسكري في صفوف " داعش"، أي أنهم مقاتلون بدم الشباب الحار، جاؤوا لنجدة أخوانهم المسلمين من مناطق ساخنة أصلاً ، بأفكار راديكالية ، معادية لكل من يخالفهم ، ما يستدعي الكثير من التفكير و التروي ، و يطرح تساؤلات ربما أجوبتها ستكون دموية .
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024