الثلاثاء 2015-07-13 18:06:53 تحليل سياسي
الاتفاق النووي الإيراني يكتب بالأحرف السورية.

سنوات مرت وأطنان من الأوراق كتبت في المفاوضات الماراثونية التي جرت على إيقاع العقوبات الدولية وأصوات طبول الحرب والتهديدات التي ما انقطعت يوما في مختلف أرجاء العالم ,قدم الإيرانيون فيها دروس تحتذى  لكل شعوب العالم المظلومة في القدرة على الصمود في وجه أعتى دول العالم, وتحقيق الأهداف المنشودة بالصبر والعمل الدؤوب , متسلحين بشجاعة عالية والتفاف شعبي حول المصالح الإيرانية الوطنية.

 انتصار جديد ستحققه الثورة الإسلامية الإيرانية , سيعد هو الأهم بعد انتصار  الثورة  الإسلامية الإيرانية على نظام الشاه, سيعيد إيران إلى النظام العالمي دولة قوية بل الأقوى في منطقة الشرق الأوسط.,من لحظة دخول المفاوضات الإيرانية النووية في مرحلة الحسم,سجلت انعطافة حاسمة على واقع التحالفات بين فصائل المعارضة المسلحة السورية عكست حالة التقارب السعودي التركي لمواجهة خطر الإتفاق القادم الذي سيكون بمثابة زلزال استراتيجي يضرب العالم والمنطقة.

في لحظة واحدة شطبت كل الخطوط الحمراء وفتحت مخازن السلاح لتنظيم القاعدة ومشتقاته, وغابت داعش عن كل الردارات الأمريكية لتتحرك بكل راحتها وبأعداد ضخمة على امتداد الجغرافية السورية والعراقية ,ترافقت  بحملة إعلامية منقطعة النظير استخدمت فيها أحدث ماوصلت إليه تقنيات الإعلام  والحرب النفسية وموجات من الحملات المنظمة لتدميرتماسك المجتمع السوري وإحباط معنويات أفراد الجيش العربي السوري, مستفيدين من بعض تقدمات المعارضة في بعض المواقع.

يدرك محور المقاومة وإيران في مقدمتهم أن الهزيمة في سورية تعني أن الإتفاق النووي الإيراني سيتحول لمجرد إتفاق تقني ينزع مخالب إيران ويفقدها عمقها الاستراتيجي, ويكون مدخل لبداية ربيع طهران.

 شهر رمضان كان بداية حصول التغيير الجذري على الجغرافية السورية,  أعادة الأنتشار التكتيكي في بعض المناطق أثمر قدرة على استيعاب هجوم جيش فتح على محافظة أدلب, وإحباط محاولاتهم لتطوير الهجوم على سهل الغاب ومحافظة اللاذقية وإدخالهم في عملية استنزاف طويلة.

 ومع دخول أنواع جديدة من الأسلحة واستخدام تكتيكات جديدة والتفاف ملفت للشعب السوري حول الجيش في المناطق التي حاول المسلحون التمدد إليها تمكن الجيش العربي السوري من إحباط الهجوم على الحسكة وحلب ودرعا في المرحلة الأولى, واستكمال معركة القلمون والإنتقال إلى معركة الزبداني, وتأمين حمص والعمل على تحرير تدمر لفتح الطريق باتجاه محافظة دير الزور.

ستة أشهر كان الجندي العربي السوري و حلفائه على الأرض هو اللاعب الأساسي في المفاوضات الإيرانية النووية, وكانت أخبار الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والطوفان الإرهابي الذي ضرب العالم الدافع الأساسي للوصول إلى التسوية المطلوبة لأقتناع الولايات المتحدة الأمريكية  بعجز حلفائه على الأرض عن تحقيق إنجازات, وضرورة العمل على  تسوية جديدة تستطيع من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية من  تأمين مصالحها, خوفا من انهيار شامل قد يصيب حلفائها على الأرض مما سيفقدها القدرة على التحكم في مسارات التسوية.

لايعني هذا أن المعركة ستنتهي, فالطرف الآخر لن يقبل الهزيمة, وهذا قد يعني إمكانية قيام حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية بردات فعل متهورة غير محسوبة, وتورط السعودية بالحرب اليمنية خير مثال, كل ذلك قد يؤدي إلى دخول المنطقة والعالم في مغامرة غير محسوبة  قد تدخل الجميع في نفق جديد يصعب الخروج منه.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024