الإثنين 2015-07-27 03:12:50 رأي
بريكس .. ولو كره من كره !

ربما لم يبالغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حينما قال منذ أيام أن بريكس ستقود العالم والاقتصاد العالمي مستقبلاً ،، فالبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا المشكلة لبريكس هي الأسرع بالنمو اقتصادي ،، بريكس التي تشكل ربع مساحة اليابسة وبعدد سكان يقارب ال 40 % من سكان الأرض واضح أنها صاحبة رؤية لا يستهان بها على الإطلاق ،، وبالمرور على لغة الأرقام ووفقاً للدراسات فإن بريكس و أهدافها وتوجهها وما وصلت إليه حتى الآن يبدو أنه ليس بالقليل ،، فبين القوة الإقتصادية وبين المواقف السياسية الموحدة من أحداث الشرق الأوسط والعالم .. ترى كيف الولايات المتحدة _ وحلفاؤها _ ذلك ؟

في المعلومات أن اقتصاديات الدول المشكلة لبريكس تشكل 20% من إجمالي الناتج المحلي العالمي ،، وتجارتها حققت نجاح بنسبة 17% من حجم التبادل العالمي ،، أرقام وإحصائيات سطرت في 2012 .. فكيف هو الحال الآن ؟ هذا وغيره يهدد الهيمنة الأميركية والأوروبية على الاقتصاد العالمي بحسب مراقبيين ، لقد نجحت دول بريكس باجتماعها الأخير بالخروج باستراتيجيات إقتصادية فيما بينها حتى عام 2020 ،، الأمر الذي من شأنه القضاء على أحادية القطب الواحد في العالم وذلك بحسب ما يرى البعض ،، هنا يبدو أنه لم يبالغ من قال أن بريكس تحولت لمنظمة كاملة المواصفات. سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أصاب بإيجاز حينما قال أن دول بريكس تظهر النظام الجديد للعلاقات الدولية ،، حيث تنشأ مراكز جديدة للقوة ،، و أنها رد على عالم تسيطر عليه الولايات المتحدة ،، فهل يمكن القول أن روسيا هي الدينمو الذي يحرك بريكس وفقاً لهذا الهدف الصريح و المعلن ؟ ربما يصح ذلك.

بريكس التي تتجه للتدخل في كل الملفات كانت قد أعلنتها صراحةً أنها تنوي التوصل لرفع دور بلادها في القضايا الدولية ،، في آخر بيان لها تحدثت عن الإرهاب وداعش في الشرق الاوسط ،، عن الأزمة السورية ولقاءات موسكو التشاورية حول ذلك ،، عن فلسطين و أوكرانيا والملف النووي الإيراني ،، بريكس تتوسع إذاً ،، لقد كان لافتاً الدور الذي لعبته في ما يتعلق بالأزمة السورية ،، فالرئيس الروسي أكد أن الموقف الثابت لروسيا والصين في مجلس الأمن الدولي والذي دعمته سائر دول بريكس منع التدخل الأجنبي في سورية.

بريكس باتت قوة لا يمكن تجاوزها ،، بلا مبالغات ،، من الواضح أنها حينما تأخذ موقفاً من ملف ما فلا بد وأنه سيكون موقفاً مؤثرا ً( الموقف من الأزمة السورية مثالاً ) ذلك ولو كرهت الولايات المتحدة ولو كره من كره ،، ولا مناص من اعتراف بعض خصوم البريكس بذلك . لقد كان مجلس الأمن والفيتو الروسي الصيني على التدخل في سورية و ( المؤيد من كل دول بريكس ) مسرحاً عكس هذه الحقيقة ورسخها تماماً .. هذه الحقيقة جيدة للغاية ، فكيف ترى الولايات المتحدة _ وحلفاؤها _ ذلك ؟

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024