الثلاثاء 2015-07-28 09:23:38 عربي ودولي
أردوغان: تركيا تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية .. والناتو يتحفظ

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية. وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى الصين الثلاثاء 28 تموز: "يكمن هدفنا في تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة. وفي المرحلة الأولى يتعين علينا تطهير المنطقة من عناصر "داعش". وبذلك ستتم إقامة البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة، بما يتيح لـ1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم". وكشف الرئيس التركي أنه بحث مع نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي  جرت الأربعاء الماضي، الإجراءات التي اتخذتها أنقرة في هذا الاتجاه. وأكد الرئيس التركي أن أنقرة لن تتراجع في حربها ضد الإرهاب. وأردف قائلا: "لن نتراجع في معركتنا ضد الإرهاب، إنها عملية متواصلة، ونحن سنستمر فيها بالقدر نفسه من الحزم". وأكد أردوغان أن تركيا قادرة على محاسبة الإرهابيين على دم القتلى الذين سقطوا في الهجمات الأخيرة.

وتابع أنه يتوقع أن يعلن حلف الناتو الذي عقد الثلاثاء اجتماعا طارئاً، عن استعداده لاتخاذ "الإجراءات الضرورية" في سياق إقامة منطقة آمنة في شمال سورية، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وأضاف: "إذ تعرض أي عضو في الحلف لهجوم، فيقدم الناتو له المساعدات الضرورية. واليوم تعرضت تركيا لاعتداء، ونحن نستخدم حقوقنا للدفاع عن أنفسنا، وسنتمسك بها حتى النهاية". واعتبر أردوغان أنه في هذا السياق قد تظهر مهمات سيتعين على الناتو القيام بها.

وشدد الرئيس على أن الإرهاب ليس قضية تطال تركيا وحدها بل هي قضية تمس العالم برمته. وأضاف أن متطرفين من مختلف أنحاء العالم يأتون إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط. وأكد أن التعاون في مكافحة الإرهاب والتنسيق بين الاستخبارات سيكون من المواضيع المطروحة على أجندة زيارته الرسمية إلى الصين.

يذكر أن مسؤولاً أمريكياً قال أمس الاثنين 27 إن واشنطن وأنقرة متفقتان على العمل معا لتطهير شمال سورية من تنظيم "داعش"، لكنه أكد أن الجانبين لم يتفقا على فرض منطقة حظر للطيران.

وقال المسؤول لوكالة "أ ف ب" خلال مرافقته للرئيس باراك أوباما في زيارة إلى أثيوبيا، إن "الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سورية".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه "لا يزال يتعين العمل على وضع تفاصيل" هذه المنطقة، مؤكداً في الوقت نفسه أن "أي جهود عسكرية مشتركة لن تشمل فرض منطقة حظر طيران" وهو ما تطالب به تركيا منذ فترة طويلة. وكان أردوغان قد أعلن أن أنقرة استخدمت حقها في الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الحلفاء باعتبارها دولة من أعضاء الناتو تعرضت لاعتداء.

وفي هذا السياق، أعاد الرئيس التركي إلى الأذهان أنه سبق لواشنطن أن أكدت أن تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني منظمتان إرهابيتان على حد سواء.

وفي تناوله عملية المصالحة مع الأكراد، اتهم أردوغان حزب العمال الكردستاني بتخريب هذه العملية. وشدد قائلا: "لا يمكننا أن نتفاوض مع أولئك الذين يهددون أمننا القومي والوحدة". واعتبر أن استئناف عملية التفاوض يتطلب تطهير تركيا أولا من الجماعات الإرهابية المرتبطة بالمتمردين الأكراد. وأكد أن محاربة حزب العمال الكردستاني ضد "داعش" لا تلغي الطابع الإرهابي للحزب.

من جانب آخر قال أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف لا يشارك في الجهود التي تبذلها تركيا لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية-التركية. وقال بعد اجتماع طارئ عقده مجلس الناتو على مستوى السفراء الثلاثاء 28 تموز في بروكسل: "إن الناتو، كحلف، لا يشارك في جهود تركيا الرامية إلى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية بغية التصدي للخطر الذي يشكله تنظيم "داعش"، بل يدور الحديث عن مبادرة ثنائية لتركيا والولايات المتحدة". وأضاف: "لم تطلب تركيا أي وجود عسكري إضافي للناتو في أراضي البلاد. إننا نعرف أن أنقرة حليف موثوق به، ولها قوات مسلحة تتميز بقدرات كبيرة وهي الثانية من حيث عدد أفرادها بين جيوش دول الحلف".

وكان ستولتنبرغ قد ذكر في تصريح صحفي قبيل بدء الاجتماع الطارئ للحلف، أن الدول الأعضاء في الناتو تراقب التطورات في تركيا عن كثب، وتؤكد تضامنها مع السلطات التركية.

وقال ستولتنبرغ للمشاركين في الاجتماع: "لا يوجد أي تبرير للإرهاب مهما كانت أشكاله. ويعد عقد الاجتماع اليوم أمراً صائباً يأتي في وقته المناسب، لبحث حالة عدم الاستقرار التي نشأت على عتبة تركيا وعلى حدود حلف الناتو".

هذا ودان سفراء دول الناتو الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها تركيا، وأعربوا في بيان صدر في ختام الاجتماع، عن تعازيهم للحكومة التركية وذوي الضحايا الذي سقطوا في التفجير الانتحاري بمدينة سوروج وفي الهجمات المسلحة التي استهدفت رجال أمن وعسكريين.

كما ذكر السفراء في البيان أن الإرهاب يشكل خطرا مباشراً على أمن دول الناتو والاستقرار والازدهار في العالم برمته، قائلا "لن يكون هناك أبدا أي تبرير أو قبول للإرهاب مهما كانت أشكاله ومظاهره، إن أمن الحلف غير قابل للتجزئة، ونحن متضامنون مع تركيا، إننا سنواصل مراقبة التطورات في الحدود الجنوبية-الشرقية لتركيا عن كثب".

كما دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر السلطات التركية إلى عدم الخروج عن نطاق التكافؤ في العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني.

وأوضح مينا أندرييفا الناطقة الصحفية باسم بونكر أن مكالمة هاتفية جرت بين رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وقد أعرب يونكر عن تعازيه لأنقرة في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة في تركيا، وجدد دعم الاتحاد الأوروبي لجهود تركيا في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.

هذا وأيد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي الاثنين 27 تموز، حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية.

وذكرت وكالة "واس" للأنباء السعودية أن أردوغان وضع العاهل السعودي خلال المكالمة الهاتفية، في صورة العمليات العسكرية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد تنظيم "داعش"، وإصرار تركيا على مواجهة الإرهاب ومكافحته بكل الطرق والوسائل.

بالمقابل أكد الملك سلمان أن الرياض تندد بالأعمال الإرهابية الأخيرة في تركيا، وتعتبر أن ما تعرضت له تركيا على يد "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية يشكل خطراً على الأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع يجب القضاء عليه.

من جانب آخر، أعربت وزارة الخارجية في قطر عن "تأييدها الكامل لكافة الإجراءات الأمنية، والتدابير التي تتخذها تركيا من أجل حماية حدودها، وحفظ أمنها، واستقرارها".

كما جاء في البيان الذي بثته وكالة "قنا" للأنباء أن "مشاركة ووقوف دولة قطر إلى جانب تركيا، يأتي انطلاقا من موقفها الثابت ضد العنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله، مهما كانت دوافعه ومسبباته".

وأكد البيان، استنكار الدوحة الشديد "للهجمات الإجرامية"، الأخيرة التي شهدتها تركيا وراح ضحيتها عدد من المدنيين وقوات الأمن في بعض البلدات التركية.

 المصدر: وكالات

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024