الأربعاء 2015-07-29 11:06:18 أخبار الميدان
الجيش السوري ينسحب من ريف إدلب الغربي

بين ليلة وضُحاها انقلب المشهد الميداني في ريف إدلب الغربي، وخسر الجيش السوري البوابة التي كان يعتبرها معبراً لدخول إدلب واستعادة المحافظة، التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» وفصائل «جهادية» أخرى، الأمر الذي ساهم بزيادة ضغط «الجهاديين» على المناطق الوسطى في سورية، ليغدو ريف حماه على تماس مباشر مع الفصائل المتشددة.
وقالت مصادر ميدانية أن مسلحي «جبهة النصرة» وفصائل «جيش الفتح» شنوا هجوماً عنيفا على البلدات والتلال التي يسيطر عليها الجيش السوري في ريف إدلب الغربي، اعتمدوا خلاله على الصواريخ الحرارية بشكل مكثف، الأمر الذي دفع وحدات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره للانسحاب من مراكز عدة نحو بلدة قرقور، التي باتت تشكل النقطة الوحيدة في ريف إدلب الغربي المتبقية بيد الجيش، في وقت تشهد فيه بلدة الزيارة معارك عنيفة بين الفصائل «الجهادية» والوحدات المتمركزة فيها.
وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن الجيش السوري نفذ «عملية انسحاب آمنة وناجحة من المناطق التي تعرضت للهجوم، وتمركزت القوات في قرقور، حيث بدأت عملية إعادة ترتيب أوراق المعركة واستيعاب الهجوم للبدء بتنفيذ هجمات معاكسة»، في حين ذكرت مصادر معارضة أن الجيش السوري انسحب من أكثر من 10 نقاط وتلال، بينها محطة وسد زيزون، إضافة إلى تل خطاب والمشيرفة وتل أعور، في حين تمكن الجيش السوري من استعادة تل واسط، وتدور اشتباكات عنيفة في الزيارة. وبحسب مصدر ميداني، فإنه من المنتظر أن يعلن استرجاعها بشكل كامل.
المصدر الذي أشار إلى أن الهجوم كان عنيفاً جداً وأن ردة فعل القوات السورية ستكون سريعة، أوضح أنه لا خطر حتى الآن على سهل الغاب في ريف حماه، حيث تمكن الجيش من استيعاب الموقف، في حين يلعب سلاح الجو السوري دوراً فعالاً في منع المسلحين من استغلال التلال كمناطق استهداف للجيش، الأمر الذي يجعل من سيطرة المسلحين على التلال، وأهمها تل اعور، من دون فائدة بسبب عدم قدرتهم على التمركز فيها ونصب منصات إطلاق الصواريخ.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف الذي تشهده مناطق غرب مدينة إدلب منذ أكثر من شهرين، حيث شهدت المنطقة عشرات المحاولات الفاشلة. وشدد مصدر عسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن «العدو تكبد خسائر كبيرة، في حين كان الانسحاب ناجحاً دون تسجيل أية أضرار في صفوف الجيش، بانتظار ردة الفعل لاستعادة المناطق التي انسحب منها الجيش السوري».
وفي محافظة حلب شمال سورية، شهدت مدينة السفيرة شرق مدينة حلب انفجارات عنيفة فجر امس، تبين أنها ناجمة عن استهداف لكتيبة تابعة للدفاع الجوي، في حين لم تذكر المصادر بعد الجهة التي نفذت الاعتداء على الكتيبة التي تعتبر إحدى عيون القوات الجوية السورية على الشمال المفتوح على تركيا، التي دخلت أتون الحرب السورية عبر إعلانها الحرب على «داعش»، وسط سعيها لإنشاء «منطقة حظر جوي» في بعض المناطق الحدودية بين سورية وتركيا، الأمر الذي نفته أميركا، ليدخل استهداف الكتيبة الجوية في بوتقة التكهنات حول أسبابه والجهة التي تقف وراءه.
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024