الثلاثاء 2015-08-04 13:25:41 شباب في السياسة
على وقع... الحرية

من البداهة ان يكون لأي شعب حرية في اختيار سلوك ومنهج دولته، وبنفس الدرجة الحرية في حكم نفسه وفق مايشاء، وهو ما اعتبر مطلب أزلي ناشدته الشعوب على مدار وجودها، والغرب خصوصا.

ما حصل في العالم العربي ، خرج عن هذا النطاق ، فقد ساد اعتقاد أن، الحرية المطلوبة هي الغرب بحد ذاته، فلم يناشد الشعب سواء في تونس أو ليبيا أو مصر او سورية حتى ، الحرية الأصل وانما ناشد الغرب، وهنا مربط الفرس.

لو أخذنا سورية نموذجا، ابتدأ الأمر بالإدمان على متابعة قنوات الغرب سواء الناطقة بالأجنبية والعربية وتصديقها بالمطلق، التهافت والانصياع وراء مواقع التواصل الاجتماعي والذي سببه فتح قنواتها بشكل مفاجئ وسريع لم يكن الشعب مستعد لمثله، كان له تأثيره أيضا، كل مظاهر الحياة الاجتماعية كانت تتجه نحو الغرب، لم ينقصها في المقابل الا اندفاع صانعي القرار في سورية واتخاذ اجراءات صبت في المنحى نفسه، أبرزها تجلى في الخطة الاقتصادية العاشرة 2011 - 2015 والتي اعتبرت نقطة تحول مفصلي وفق رأي الكثير من الخبراء حيث اعتمد خلالها التوجه نحو اقتصاد السوق.

البوصلة وفق هذا التصور باتت موجهة اذا وبكل المقاييس نحو الغرب، وشرارة ما سمي الربيع العربي التي انطلقت في 15 اذار 2011 ، لم تكن الا تحصيل حاصل لغزو ثقافي بات في امر المحكم، فانكشاف الأمر لاحقا على أنه بمبادرة ودعم غربيين لم يكن مهما أو مؤثرا لدى الشعب كما كان متوقع ، فالشعب في الأصل يناشد الغرب !!

تجربة انفتاح الاتحاد السوفييتي على الغرب أو ماعرف بالبيروستريكا التي أطلقها غورباتشوف مع وصوله الى السلطة عام 1985 لم تكن _ الى حد ما _ بعيدة عما حصل في سورية؛ انفتاح اقتصادي واجتماعي وسياسي غير مدروس التداعيات، ابتدأ بفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية ولم ينته عند محاولة احداث تغيير في وسائل الأعلام وزحزحة احتكار الدولة والحزب باتجاه اللبرلة والتعددية واتاحة الفرصة لحرية النقاش والنقد حتى خارج وسائل الاعلام ، نقاش لم يخرج لم يخرج من لبوس الاشتراكية الا ليرتدي لبوس الغرب، الأبواب باتت مفتوحة على مصراعيها للغرب اذاً واحتكاك مباشر بأفكار الغرب أدى الى نشوء ردات فعل، يرى خبراء بأنها أحد أسباب انهيار الاتحاد آنذاك.

ايران الآن بعد التفاهم الذي حصل بينها والغرب، تقود تجربة بالغة الخطورة اذا صح التعبير، فلاشك أن الاتفاق هام ويفتح الكثير من الآفاق أمام الدولة الطامحة .. لكن انعكاسا للثقافة الغربية على الشعب والعادات الايرانية .. يخلق ولابد كل دواعي الحذر.

 

 

 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024