الخميس 2015-08-06 01:59:15 تحليل سياسي
أوهام قومية بصحوة سعودية

سياسية السعودية في الحرب على اليمن ينطبق عليها المثل الشعبي القائل: (قرر زوج معاقبه زوجته فخصى نفسه).  خطاب لكل اﻻخوة الوطنيين والقومين ممن يعتقد بأن الحرب على اليمن صحوة عربية ونهضة قومية، أنا مثلكم أكره سياسات إيران الإجرامية في العراق وأتفهم لماذا تدعم سوريا وحزب الله ومقاومة غزة، لكن هؤﻻء العرب اللذين يعتقد البعض أنهم في حالة صحوة أعتقد أنكم واهمون أليس هؤﻻء هم من دمر العراق بتسليمة للوﻻيات المتحدة التي سلمته لإيران واليوم يتباكون على العراق.  ونذكر أصدقاءنا ممن يطلقون على العدوان صحوة وهبة عربية لم تدعم السعودية طوال عقد الستينات الزيدين الذي ينتمي لهم الحوثيين اليوم بقياده الإمام البدر لإسقاط الثورة والجمهورية ووقفت في مواجهه مع عبد الناصر والجيش المصري وبدعم أمريكي وإيراني وإسرائيلي وبريطاني يوم كانت ﻻ تزال تحتل عدن.  حتى تمكنت إسرائيل من تحقيق هزيمه العرب وعبد الناصر عام 67 والمشهد يتكرر مع تبدل في بعض عناصره فهل كانت تلك الحرب صحوه قوميه سعودية والله أنها نفس الدوافع ونفس الدور مع تبدل في أطراف النزاع والمسميات يومها كان الدفاع عن شرعيه البدر كما شرعيه هادى اليوم لكن آنذاك لم تكن يومها الطائفية جزء من عناصر الصراع. والله لم تكن السعودية ومعها كل دويلات ومحميات التبعية يوما معنية بالأمن القومي، ولكنها تقف منذ تأسيسها موقفاً معادياً منه السعودية ﻻ تؤمن ﻻ بفكره العروبة وﻻ الوحدة، وهي من مول وشجع كل تيارات الإسلام السياسي لمجابهه التيارات القومية واليسارية وضرب كل محاوﻻت النهوض بالمنطقة . هي من أسست منظمة المؤتمر الإسلامي لتعطيل فكره العربي المشترك يوما كانت مصر تقوده عبر الجامعة العربية . ألم تسعى السعودية مع بداية الأزمة في اليمن بناء محور سني من باكستان وتركيا لمواجهه إيران الشيعية ولو ﻻ رفض الدولتين لأسباب عديده يطول شرحها لكنا اليوم أمام حرب طاحنه بين جناحي الإسلام في كل الدول من الهند وباكستان إلى المغرب المستفيد منها الغرب وإسرائيل والخاسر فيها المسلمون وروسيا وآسيا التي ستفقد استقرارها واقتصادها الصاعد. نعود لنسأل اصدقاءنا هل مجابهة إيران يتم بتدمير سوريا ومن قبل ليبيا هل مواجهه إيران يتم بتدمير اليمن مرة أخرى؟ ما الذى خسرته إيران من كل ذلك التدمير والقتل التدمير يتم لدول وشعوب عربية؟  يا أخوة من يود مواجهه إيران عليه تجميع عناصر القوة في الأمن القومي العربي ﻻ تبديدها وتدميرها عليه ترتيب البيت العربي ووقف نحر المنطقة واﻻنتحار الذاتي وإعاده التضامن على ثوابت الأمن القومي عبر مشروع يتبناه العرب وليس اﻻعتماد على الخارج لتحقيق أمنه.  السعودية عجزت عن توحيد موقف دول مجلس التعاون الخليجي من إيران حيث تباينت المواقف عمان كانت ترعى مفاوضات أمريكية إيرانية، قطر تقيم أفضل العلاقات والإمارات باركت اﻻتفاق فور توقيعه، والكويت أبرقت لإيران مرحبة باﻻتفاق. وحدها السعودية والبحرين واسرائيل فى العالم من تشنج ومارس وﻻ زال ردود أفعال غير مدروسة.   بالمناسبة السعودية لم تسمى مجلس تعاونها الخليجي بالعربي، ﻻ ندرى كرها بهويته العربية أم خوفاً من إيران فقط العراق وسورية ومصر من كان يطلق عليه الخليج العربي وسوريه ومصر وحدهما ﻻ زال إعلامها متمسك بالتسمية. إذا كانت حجة الحرب على اليمن ضرب الحوثيون وهم 2% من أهل اليمن استقطتبتهم إيران،لماذا السعودية لم تستقطب الباقي أو على الأقل نسبه كبيرة منهم، وهي لديها قدرات أكبر بكثير من إيران ولو صرفت السعودية كلف الحرب لإعمار وتطوير اليمن وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين لأصبحت اليمن حصن دفاع عن السعودية وليس تعميق الخلافات والكراهية بهذا القصف العبثي بحرب ﻻ معنى لها سوى لتمرير أزمه حكم في مملكة شاخت وهرمت وتعيش أزمة هوية وأزمة فساد وصراع بين الحداثة ونظام من القرون الوسطى وهى اليوم تعزز مأزقها وتبحث عن والوسطاء الروس للمساعدة في الخروج من الورطة من يود أن يجابه إيران ﻻ يتعاون مع إسرائيل، وهي تذبح العرب صباح مساء وتهدد أمنهم وتحتل أراضيهم ومقدساتهم،  ﻻ يجوز اﻻنجرار خلف العواطف وقراءه المشهد بشكل عاطفي بل بشكل موضوعى مجرد حتى نصل لنتائج صحيحة، وإﻻ سنحبط الناس ونضللهم ونزيد الطين بله.

كاتب وإعلامي أردني

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024