الإثنين 2015-08-10 00:02:04 تحليل سياسي
من دروس الثورات الشعبية السلمية

رحم الله شاعر تونس و العرب أبا القاسم الشابي الذي سبقنا برؤيته قرنا من الزمن إذ يقول:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
                                 فلا بد أن يستجيب القدر
وشعب تونس أول من وضع الحكمة موضع التنفيذ بانتفاضة شعبية مدنية سلمية حضارية ليتلقفها شعب  مصر الذي أسس وطور قواعد التظاهر الشعبي السلمي وجعل منها مدرسة تتلقفها الشعوب فقد أبدع شعب مصر أضخم ثورتين في أقل من عامين الأولى يوم أطاح بالاستبداد والدكتاتورية والفساد وفى الثانية يوم أطاح بسارقي الثورة ومن قفز عليها  بالتعاون مع القوى الإقليمية والدولية. وقد أسقط فيها قوى الاستبداد باسم الدين.
القوى الشعبية في الشارع قادرة على إسقاط أكبر الدكتاتوريات وردع أكبر القوى الرجعية في الداخل والخارج هذا هو الدرس الأول و الأهم في الثورة المصرية.
باقي التجارب في ليبيا واليمن وسورية فقد أغرقتها قوى الرجعية المحلية والدينية وقوى التدخل الإقليمي والدولي لحروب أهلية وحروب تكفير وإرهاب وعنف وقتل ودم ولعب إعلام النفط والرجعية والتضليل دورا تخريبياً.
التجربة العراقية ستضيف دروسا وإبداعات أخرى أعمق و أهم بسبب تعقيدات المشهد العراقي. الدرس الأول المضاف: إسقاط استبداد الديمقراطية الوافدة.
الدرس الثاني: الحفاظ على وحده الوطن ونسيج المجتمع وإسقاط نظام الطوائف و المحاصصة.
الدرس الثالث: الحراك الشعبي الواسع هو القادر على ردع كل أشكال الإرهاب والتكفير والمليشيات.
والدروس الأهم سنناقشها بعد اكتمال التغير الشامل وبناء دولة مدنية حديثة ستضيف ثورات العراقيين دروس غنية للحركات الشعبية السلمية ترونها بعيده ونراها قريبة.
حسين عليان
كاتب و إعلامي اردني

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024