الثلاثاء 2015-05-12 03:54:12 تحليل سياسي
حصان طروادة العثماني
 يمكن قراءة تسلل داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا للأراضي سورية بحجة زيارته للضريح العثماني في العديد من النواحي : أولها بأن تركيا هي منذ بداية الأزمة السورية منخرطة في دعم المجموعات الإرهابية وغير آبهة بأي من القرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب, وزيارته في هذا الوقت هي لرفع المعنويات لدى المسلحين. ومن منحى أخر أراد إيصال رسائل انتخابية للداخل التركي من خلال إحداث ضجة وحديث إعلامي وخاصة أن الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية تعتمد على الجانب الديني’ بالإضافة لما فشلت فيه تركيا من تحقيقه من خلال إدخال 12 ألف عنصر من جبهة النصرة تدربوا على أراضيها لاحتلال المنطقة الشمالية وجعل المنطقة الآمنة هي أمر واقع بعد الرفض الأميركي لأقامتها وتحذيرها من التداعيات العسكري والاقتصادية والإنسانية التي قد توجدها إقامة هذه المنطقة , ناهيك عن أن الثعلب التركي أراد لفت الانتباه للشمال وغض النظر عن إنجازات النوعية والسريعة التي حققها الجيش العربي السوري والمقاومة في منطقة القلمون وتحول زمام المبادرة إلى يد الجيش العربي السوري في الشمال. إن إدعاء تركيا بحقها في الضريح العثماني وفق معاهدة 1921 هي باطلة لأسباب عدة أهمها: 1- الاتفاقية وقعت بين الحكومة التركية وحكومة الاحتلال الفرنسي. 2- الفقرة التي تنص على أن يحق لتركية الأشراف والسلطة على مكان الضريح قد سقطت بعد قيام الحكومة التركية بهدم المكان القديم ونقل الضريح باستخدام 100 آلية بينها 39 دبابة لمكان أخر وداخل الأراضي السورية وبعمق 200م من الحدود التركية,رغم وجود داعش في المنطقة والتي قامت بهدم كافة الأضرحة والمعالم المسلمة والمسيحية والحضارية هناك باستثناء هذا الضريح. 3- تركيا وحكومة العدالة والتنمية خرقت المواثيق والمعاهدات الدولية من خلال ما قامت به, وهي تستثمر هذا الضريح كحصان طروادة لتحقيق مطامعها في الشمال السوري وليس لمكانة الضريح
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024