الثلاثاء 2015-08-11 17:23:11 تحليل سياسي
الحرب على سورية........وحصان طروادة

لنتفق في البداية أن دماء الشهيد حسان الشيخ غالية ولايمكن لأحد أن يسامح من خولته نفسه على إزهاق روح مواطن سوري, وكيف إذا كان هذا الرجل أحد أبطال الجيش العربي السوري الذي يخوض أشرس المعارك لحفظ الوطن ويدفع أثمن التضحيات في سبيل بقاء الوطن والحفاظ عليه.

لا ننكر حقيقة أن هناك بعض تصرفات  المتنفذين والمستهترين  قد أدت لحصول حالات احتقان  في الشارع السوري وهذا أمر طبيعي وخصوصا مع انتشار السلاح في أيدي المواطنيين السوريين تحت مسميات عديدة بسبب الحرب اللعينة التي تضرب الوطن منذ خمس سنوات.

 ولكن الحقيقة الواضحة أن الطريقة التي أديرت بها الحملة التحريضية في قضية الشهيد حسان الشيخ هي أشبه بما حدث في قصة أطفال  درعا التي مازالت إلى الآن غامضة  والحقيقة فيها ليست سوى قصص وروايات أدت في النهاية  لحقن الشارع السوري ودفعه للخروج في مظاهرات واحتجاجات تحولت المفجر الأساسي للحرب التي تشن على سورية.

مازال جهابذة الحرب على سورية يحاولون تصوير أن الجيش السوري هو جيش فئوي وأن استهداف الساحل السوري وأثاره البلبلة  سيؤدي الغرض الأساسي للحرب وهو تدمير سورية وتفتيتها.

أن اختيار هذه اللحظة لاستهداف نسيج الساحل السوري لم يكن بريئاً وخصوصا أن الإرهاب يضرب سهل الغاب بكل ماأوتي من قوة حيث يعتبر بوابة الساحل السوري , كما تعج أروقة السياسة العالمية بالمبادرات السياسية والتي يدرك الجميع أنهم سيحاولون من خلالها الحصول بالسياسة ماعجزوا عنه بالحرب ولن يكون أفضل من أضعاف الحاضنة الشعبية  للدولة السورية كوسيلة لتحقيق هذا المخطط لذلك نرى أن سعار الحرب الإعلامية قد انطلق في لحظة واحدة وبدأ ينتقل من مستوى الحديث عن جريمة مروعة إلى استهداف هيبة الدولة وشخص السيد الرئيس.

 ولن نتحدث بلغة المؤامرة ولكن السؤال المطروح لماذا لم يدعي المتباكين على دماء الشهيد المظلوم حسان الشيخ لإشعال الشموع ولو في المنازل حداداً واستنكاراً لخطف النساء والأطفال في قرى صلنفة, ولماذا لم يتم نعيهم من قبل مرتزقة الائتلاف والمطالبة بالقصاص لهم.

لم يكن ماحدث سوى حصان طروادة جديد حاول من خلاله أعداء الشعب السوري النفاذ لداخل النسيج السوري, ولكن أثبت أهالي الساحل عموما وأهالي بسنادا عائلة الشهيد حسان الشيخ الكبيرة خصوصاً, منذ اندلاع  الأزمة تمسكهم بوطنهم سورية سواء من خلال قتالهم المستمر على امتداد الوطن ضد الإرهاب أو من خلال قوافل الشهداء الذين يشيعوهم يوميا فداء للوطن, مع استقبالهم لأعداد كبيرة من المواطنين السوريين الهاربين من الإرهاب الأسود الذي ضرب بيوتهم ومنازلهم مما يتدحض الحديث عن حرب أهلية وفئوية ويحدد أن الصراع الحقيقي هو بين الدولة السورية والإرهاب.  

وما حدث يدفعنا لضرورة العمل على إعادة ترتيب البيت الداخلي والعمل على ضبط السلاح المنتشر بين المواطنين وتنظيمه فالأيام القادمة ستصبح أكثر قساوة وصعوبة فالتسويات السياسية لايمكن أن تولد إلا على وقع الحديد والنار.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024