الأربعاء 2015-08-12 18:13:31 تحليل سياسي
الحرب على سورية........ الجيش السوري هدف الحرب ومركز التسويات

منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها التحضير للعدوان على سورية  وضعت المؤسسة العسكرية السورية في عين العاصفة, حيث عملت وسائل الأعلام وأجهزة الاستخبارات المعادية  على محاولة التغلغل داخل المؤسسة العسكرية ومحاولة الضغط على عناصرها ماليا وسياسيا ونفسيا لدفعهم للانشقاق ومغادرة مواقعهم وتحطيم معنويات عناصرها ورغم ذلك تمكن الجيش العربي السوري من التصدي لكل هذه المحاولات وترميم  كل الفراغات التي حدثت على مستوى القيادة والمؤسسة بسبب استشهاد بعض قادتها العسكريين من الصف الأول.

خمس سنوات من المعارك القاسية  استطاع الجيش العربي السوري أن يحافظ على تماسكه  وعلى سلامة منظومة القيادة والسيطرة لديه على كافة المستويات وفي اسوء الظروف الميدانية بسبب صلابة عقيدته القتالية والسياسية التي تعد سر بقائه واستمراره حيث تحولت  هذه المؤسسة عبر عشرات السنين لرمز لسيادة والوحدة الوطنية .

 كانت حادثة تفجير خلية الأزمة خير مثال على قدرة الجيش العربي السوري  على العمل بإسوء الظروف الميدانية حيث  عمل وفق نظام مؤسساتي  وانضباط وتنظيم  عالي تمكن  خلاله من استعادة زمام المبادرة والانتقال لحالة الهجوم بعد تعويض الاستنزاف الذي حصل على مستوى القيادة الأعلى في الجيش .

سنوات من معارك الاستنزاف التي خيضت ضد الجيش العربي السوري استطاع فيه  تغيير الكثير من التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية وفق المعطيات الميدانية بطريقة عجزت عنها أقوى الجيوش في العالم والانتقال من منظومة قتال الجيوش النظامية إلى حرب العصابات مع تمكنه من الحفاظ على قدراته الاستراتيجية .

حاول حلفاء المعارضة السورية بناء قوة عسكرية بديلا للجيش السوري تحت مسمى الجيش الحر ولكن كل هذه المحاولات فشلت وحلت بدلا منها مجموعات إرهابية تحت مسميات أحرار الشام وجبهة النصرة وداعش ورغم كل المحاولات التي بذلت من قبل الدول الداعمة لإظهار هذه الحركات بمظهر معتدل ونزع البعد العالمي عن هذه الحركات وتوطينها متخذين من تجربة طالبان مثال على ذلك.

    كل ذلك  أدى لتمدد الإرهاب حيث فشل التحالف الأمريكي ضد داعش في كبح جماح الإرهاب عن طريق الضربات الجوية أو القدرة على تشكيل قوة برية فاعلة قادرة على مواجهة الإرهاب على الأرض.

وليست تصريحات رئيس الوزراء التركي وحكومته ووزير الخارجية السعودية حول أقامة مناطق عازلة شمال سورية أو اقتراب تنحي الأسد ونفي وزارة الخارجية الأمريكية لهذه الأخبار  ليس سوى دليل على المأزق التي تمر فيه هذه الدول وكل المحاولات التي تبذل الآن ليس سوى محاولات عبثية للحصول على تنازلات من الدولة السورية.

 فالحراك الدبلوماسي في المنطقة انطلاقاً من زيارات وليد المعلم لإيران وعمان واللقاءات بين لافروف ووزير الخارجية الأمريكية والسعودية والحديث عن زيارة ملوك للسعودية ليست سوى دليل أن عجلة التسوية السياسية في المنطقة قد بدأت وسيكون مكافحة الإرهاب هو عنوانها الأساسي التي سيكون الجيش العربي السوري المركز بقيادة الرئيس بشار الأسد مركز هذا التحالف القادم.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024