صحيح أن تنظيم داعش الإرهابي حديث الولادة ولما يبلع العامين بعد على ظهوره وتمدده، لكنه بدأ يفرخ كائنات جديدة تحاصر الجميع حيثما وجدوا، والدواعش الجدد أو "المودرن" لا يحتاجون إلى سواطير وأسلحة نارية لنشر إرهابهم بل قد يظهرون بربطات عنق وفساتين سهرة غاية في الأناقة والشياكة، ولديهم قدرة فائقة إضافية على إلغاء الآخر وإقصائه وتشويهه حتى أمام نفسه أي إعدامه معنوياً، وهذا أكثر إيلاما من الموت الفيزيائي بأضعاف مضاعفة.

ماذا نقول عن مثقف يرفض أي فكرة لا تنسجم وقناعاته ولا يتورع عن وصف صاحبها بالجهل والتخلف، أو بالتعنت والديكتاتورية؟ إنه داعشي "مودرن".  ماذا نقول عن سائق سرفيس أو تكسي يحدد وجهة السير التي يريدها والأجرة بشكل مسبق، ومن لا يعجبه ينهال عليه بالشتائم وفي أحسن الأحوال نظرات الاستهزاء والاحتقار؟ إنه داعشي "مودرن".

 ماذا نقول عن موظف يتعامل بمزاجية قاتلة في تنفيذ واجباتها المكرسة أساساً لخدمة المواطن فيحولها إلى سكين ابتزاز إلزامي يومي؟ إنه داعشي "مودرن"؟ ماذا نقول عن مسؤول ينظر إلى كل مرؤوسيه على أنهم أدنى منه في سلم القيم الإنسانية، ويتعامل على أنه ما دون الله وفوق البشر وو..؟ إنه داعشي "مودرن".

 ماذا عن أنصار المجتمع المخملي الذين يهددون كل من لا يمسح أجواخهم صباح مساء بقطع صنابير تأييدهم وتبنيهم له ووضعه على منشار تشويه السمعة ونشر الغسيل القذر؟ إنه داعشي "مودرن".

 ماذا عمن اعتادوا الرقص على عذابات الناس والسكر على جراحات الآخرين بمن فيهم أقرب الناس، إن فكرت بانتقاد أي سلوك أو إطلاق صرخة آه عندما تخترق سكين انتقامه رقبتك؟ إنه داعشي "مودرن".

 ما أكثر الدواعش الجدد!!! وكم سيحتاج عشاق الكرامة والغيارى على الوطن وإنسانية الإنسان للقضاء على النيو داعشية؟

هنيئاً لكم أيها الدواعش "المودرن" بامتيازاتكم التي تتسع وتتمدد أفقيا وعمودياً آخ .. آخ يا وطن الشرف والعزة والكبرياء..!