الأحد 2015-08-23 09:41:41 تحليل سياسي
الحرب على سورية ..... ومعركة منع التقسيم

خمس سنوات من الحرب بدأت برفع شعارات الحرية والكرامة الإنسانية تحت مسمى الربيع العربي تيمناً بالثورات الملونة التي ضربت أوربا الشرقية وأدت لتدمير المنظومة الشيوعية في العالم وبناء نظام القطب الواحد حيث صممت ونظمت على أيدي أعتى وأدهى أجهزة الأستخبارات في العالم متخذاً من حالات الفساد وترهلات الحكومات حصان طروادة ليسوق نفسه بين شعوب العالم العربي بنفحة أخوا نجية معتمدة على تراث من التعاطف الشعبي.مع هذه الجماعات

مع بداية هذه الريح الصفراء التي بدأت تضرب المنطقة وقع الكثيرون في حالة ذهول وضياع وبدأ البحث عن الحقيقة ومع فشل هذا المشروع على أرض سورية وعدم قدرته على أكمال مشروع الأخوان الكبير, بدأت الصورة تتضح ومشروع تقسيم سورية وتدميرها يصبح الأكثر وضوحاً.

حيث عملت الدولة الأردوغانية الجديدة على تجميع كل أرهابي العالم  ومرتزقتها في سورية لتدميرها وشرذمتها وبعد ذلك تحويل هؤلاء المرتزقة لجيش يغزو موسكوتنفيذاً لمشروع الولايات المتحدة الامريكية الأكبر في أعادة الهيمنة على العالم

حيث عمل طيب رجب أردوغان على الحصول على تفويض عالمي بالشأن السوري ولم يوفر وسيلة لدعم الحركات والفصائل المسلحة في سورية لأضعاف الدولة السورية وإسقاطها من خلال  بناء مخيمات على الحدود السورية التركية لاستقبال اللاجئين السوريين قبل بدأ الحرب على سورية وعمل على الإعداد لمشاهد أزمة لجوء ليستخدمها كوسيلة فيما بعد لاستصدار قرار دولي بإنشاء منطقة عازلة لحماية اللاجئين وضم محافظة حلب فيما بعد للسلطنة العثمانية وتحاول تركيا والأردن وأسرائيل تثبيت المناطق العازلة أو الآمنة بحجة حماية اللاجئين. استكمالاً لمشروع التقسيم التي تعمل عليه هذه القوى

المتابع للواقع العسكري والسياسي يدرك أن الجيش العربي السوري قد بدأ معركة كبرى على المستوى الأستراتيجي والتكتيكي لمنع مشروع التقسيم.فحصول الجيش العربي السوري على طائرات ميغ31 وصواريخ كورينت 5 ومدفعية 130 هي أسلحة كاسرة للتوازن وتعني فيما تعنيه استحالة قيام منطقة عازلة على امتداد الأرض السورية لامتلاك الجيش السوري أدوات ردع هذا المشروع.

ويتضح بالأمس فيماحدث في الجولان أن أسرائيل بدأت تشعر بالخطر يقترب وخصوصاً أمام أنكسار حلفائها في المعارضة السورية سواء على جبهة القنيطرة أو درعا وبالتالي تحول الصراع إلى صراع داخلي بين فصائل المعارضة, وتعمل القيادة السورية على إعادة الاعتبار للصراع العربي الصهيوني وبناء مقاومة عربية سورية تتخذ من الجولان ساحة لمواجهة إسرائيل مع محاولة تركيا وإسرائيل بالتعاون مع حماس أغلاق جبهة غزة مقابل أمارة أخوانية لا تتجاوز مساحتها 2%من مساحة فلسطين.

ويعمل الجيش السوري في الداخل على تركيز جهوده على تنظيف الغوطة الغربية ووادي بردى بشكل كامل والانتقال للغوطة الشرقية وضرب قوة جيش الإسلام في جوبر ودوما للبدء بإعادة الأنتعاش للحياة الاقتصادية السورية أنطلاقا من مشروع66لأعادة الأعمار.

وفي الشمال والوسط يستمر الجيش السوري في عملياته في سهل الغاب ليطورها فيما بعد لاستعادة ريف حلب وتدمير مشروع جيش الفتح الذي حاولت تركية تعميم تجربته على كل الأراضي السورية .

في حين يستمر الجيش في قتاله في ريف حلب والمنطقة الشرقية ضد داعش وبالتعاون مع القوى الأجتماعية والشعبية في تلك المناطق مع زيادة الوعي لدى تلك القوى أن في مصلحتها البقاء تحت راية الدولة السورية على الأقل حتى الآن وأن أي مشروع خارج أطار شرعية الدولة السورية سيؤدي إلى حرب بين مكونات تلك المنطقة قد تستمر لمئات السنين .

كل مايخوضه الجيش العربي السوري الآن من معارك هو ضد المشروع الأصيل في المنطقة وهو مشروع التقسيم الذي ستحاول الدول الداعمة له تحقيقه سواء بالدماء أو السياسة فالتقسيم المنطقة العربية هو استكمال للمشروع الصهيوني وهزيمة هذا المشروع يعني بداية نهاية اسرائيل.        

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024