واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في ريف حلب الشرقي محققة عدة انتصارات جديدة على مسلحي تنظيم "داعش"، تمكنت على إثرها من السيطرة على عدة قرى إلى جانب تكبيد المسلحين خسائر فادحة على صعيد الأسلحة والذخائر الحربية. فخلال ساعات يوم أمس السبت، نجحت قوات الجيش السوري في بسط سيطرتها على تل "شريع" وقرية "الجروف" الفريبتين من مطار كويرس العسكري، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها القوات المسلحة مع مقاتلي تنظيم "داعش" الذين تكبدوا عدداً من القتلى والجرحى واضطروا للانسحاب مخلفين ورائهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والعتاد الحربي. وفق ما أفاد به مصدر ميداني لـ شام برس.
بالتزامن مع التقدم البري، نفّذت مقاتلات الجو السورية على مدار يوم السبت سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع "داعش" في الريف الشرقي، وركزت الطائرات السورية غاراتها على مقرات التنظيم في قريتي الحطابات والعاجوزية ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات الحربية والرشاشات الثقيلة والمدافع إلى جانب تدمير مستودع للأسلحة والذخائر الحربية بشكل كامل.
إلى ذلك شهد الريف الشرقي لحلب يوم أمس مفاجأة مدويّة تمثلت في سيطرة مسلحي ما يُعرف بـ "سورية الديمقراطية" على كامل سد تشرين والمساكن المجاورة له، بعد أن تمكنوا من طرد مسلحي "داعش" باتجاه الضفة الغربية من السد الممتدة وصولاً إلى مدينة الرقة.
وفي التفاصيل، تقدم آلاف المقاتلين التابعين لتحالف "سورية الديمقراطية" من مدينة عين العرب شمال حلب باتجاه قرى وبلدات الريف الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" تحت غطاء جوي نفّذته مقاتلات الجو التابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكنت تلك القوات من السيطرة على عشرة قرى بشكل متتالٍ دون أي مقاومة من عناصر التنظيم الذين أدخلهم الهجوم المفاجئ في حالة من الصدمة وأجبرهم على الانسحاب من جميع القرى الواقعة على الطريق باتجاه سد تشرين.
مسلحو "داعش" حاولوا تجميع قوتهم للدفاع عن تواجدهم في السد فانسحبوا بالجملة إلى مواقع متقدمة في المنطقة المحيطة به للدفاع عنه، إلا أن مقاتلي "سورية الديمقراطية" نجحوا خلال الاشتباكات في قتل عدد كبير من مقاتلي التنظيم بدعم جوي أمريكي، ليضطر عناصر "داعش" إلى الانسحاب باتجاه موقع السد الرئيسي قبل أن يلوذوا بالفرار باتجاه الضفة الغربية من السد الذي أصبح بالكامل إضافة إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات تحت سيطرة "الديمقراطيين".
يُشار إلى أن التحالف المُسمى بـ "سورية الديمقراطية" كان تشكل قبل نحو شهرين بهدف وقف تقدم تنظيم "داعش" في الشمال والشمال الشرقي من سورية وتحرير مدينة الرقة من عناصر التنظيم، ويضم التحالف أكثر من /15/ ألف مقاتل معظمهم من الأكراد، إلى جانب مقاتلين أرمن وسريان وآشوريين وتركمان، إضافة إلى عناصر من ميليشيات "الجيش الحر".
وفي ريف حلب الشمالي، عاد الهدوء الحذر ليسود جبهة باشكوي بعد ليلة ساخنة شهدتها تلك الجبهة على مدار ليل أمس الأول الجمعة، إثر الهجوم العنيف الذي نفّذه مقاتلو جبهة النصرة وحركة أحرار الشام بهدف اقتحام البلدة والسيطرة عليها، والذي نجح الجيش السوري في إحباطه بعد تكبيد المسلحين أكثر من /40/ قتيلاً بينهم /8/ قياديين، وتدمير عدة عربات مفخخة وآليات ورشاشات ثقيلة، دون أن يتمكن المسلحون من تحقيق أي تقدم يُذكر في المنطقة وفق ما أكدته مصادر ميدانية لـ شام برس.
وفي مدينة حلب، جددت المجموعات المسلحة المتمركزة في حي بني زيد استهدافها لأحياء حلب الغربية بعشرات القذائف الصاروخية عبر "مدفع جهنم" مركزين استهدافهم خلال يوم أمس السبت على حي الأشرفية شمال غرب المدينة، ما أسفر عن استشهاد ثلاث فتيات إلى جانب أضرار مادية جسيمة لحقت بالمباني والممتلكات.